أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبدالله هاشم - تبديل أذرع الفساد














المزيد.....

تبديل أذرع الفساد


كريم عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5114 - 2016 / 3 / 26 - 16:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعود مجددا الى حكاية (( حكومة تكنوقراط )) والكابينة الوزارية المرتقبة التي تم اتخاذها على انها الخطوة المناسبة والشكل المطلوب والخلاصة المطلوبة للأصلاح والبناء وسيتم بها تقويم حال العراق الذي وصل الى حالة (( مقصودة )) من التردي غير المسبوق .
وهنا أقول :
بما ان هذه الوزارة (( التكنوقراط )) الجديدة لن تصبح شرعية الا بمباركة البرلمان القائم والكتل السياسية والأحزاب القائمة . .
وبما ان الحكومة كما اثبتت الأيام ليس لديها برنامج ، والسيد رئيس الوزراء ليس لديه رؤية أو منهاج مرسوم أو برنامج حكومي صريح وواضح المعالم يريد الوصول اليه وبمساعدة هؤلاء (( التكنوقراط )) . .
فأذن هي أشبه بعملية تبديل (( الذراع )) أو (( القفاز )) لهذا الجسد الذي ينخره الفساد والخراب والعفن وأصبحت رائحته تزكم الأنوف .
ان الفساد والخراب الذي استشرى في الجسد العراقي هو (( نتاج )) لعملية هدم مقصودة منذ أمد بعيد ، وقد تم تمريرها على العراق والعراقيين بخطط وأحاييل مختلفة واتخذت هذه الخطط والأحاييل أشكال ومناهج ووجوه وشخوص مختلفة للوصول بالعراق الى هذه الهاوية , وأنتجت لنا هذا النتاج وولدت هذا التشرذم .
والفساد الذي نحاول محاربته قد أصبح ثقافة وعقلية وجسد وهيكل ، وأصبح له هيمنته وله أدواته وفعله . وقد وجد هذا الجسد ووجدت هذه التركيبة الشرعية القانونية والغطاء الكافي لوجودها واستمرارها من خلال بعض المنافذ والمدخلات التي كانت مقصودة الغرض في الدستور (( البريمري )) الذي كان من ابرز غاياته تهديم العراق وتفتيته .
ان عملية الأصلاح المطلوبة يتطلب العمل على تفعيلها بمستويين متوازيين هما :
1- المستوى الأول : هو مستوى الأصلاحات الآنية والفورية لأفرازات المرحلة السابقة وتقديم الحلول والمعالجات الجريئة والمقدامة والتي تستدعي أول ماتستدعي تشخيص أخطاء المرحلة وسلبياتها بوضوح وصراحة تامة ومعالجتها جذريا بأقتلاع جذورها ومسبباتها حتى وان اقتضى ذلك هدم وتفتيت الكثير من الأركان التي بنيت عليها العملية السياسية القائمة .
2- المستوى الثاني : رسم ووضع واعتماد رؤية اصلاحية طويلة الأمد تنتقل بفعالياتها وتقويمها وتعديلها ونتائجها الى تفاصيل حياة عامة الناس . وذلك بخلق ثقافة صالحة وخلق وعي اجتماعي صالح ، ملتزم ومسؤول ، كبديل ضروري وحتمي لثقافة ووعي التمزق والفساد التي انتجتها الحروب والهزات السياسية والأنهيارات والتي استشرت كثقافة وظواهر اجتماعية أدت الى انحطاط المجتمع وتفسخ قيمه وأخلاقياته .
يبدأ هذا المستوى من حركة الأصلاح من أصغر حلقات المجتمع ورياض الأطفال وصعودا الى الشرائح الأجتماعية المختلفة ، ويعتمد وعي تربوي واجتماعي سليم يواكب العصر ويعزز البناء الصحيح لشخصية الفرد وتنمية روح المواطنة والقضاء على رواسب ومخلفات الحروب العبثية ، وتأكيد اللحمة الأجتماعية والوطنية وتدعيم نسيج المجتمع العراقي . وتعتمد في سبيل تحقيق هذا المستوى اعادة نظر بالسبل التربوية والأعلامية وحلقات الوعي ومنظومات الثقافة العراقية وتوجيهها بشكل فعال لخدمة هذا الغرض .
وان الحديث السائد الآن عن خطوات نحو تغيير وزاري وحكومة (( تكنوقراط )) وماالى ذلك من ذر الرماد في العيون ان هو الا استمرار في توطين الهياكل الفاسدة الهدامة التي أدت بنا الى النتائج الوخيمة التي وصل اليها المواطن العراقي ، وهي ليست الا عملية فاشلة الغرض منها خلق ديمومة واستمرارية لحواضن الخراب القائم .
لو تسائلنا :
- من أين سيأتي هؤلاء التكنوقراط . . ؟ . .
- من الذي سيرشحهم ، وماهي أسس التزكية والترشيح . . ؟ . .
- هل هم مستقلين فعلا ولاسلطة على قراراتهم ، هل لديهم مرجعيات يتبعون لها غير مرجعة الهدف والواجب المطلوب منهم تحقيقه . . ؟ . .
- مامقدار التجربة العملية والخبرة المتراكمة التي يمتلكونها . .؟ . . فليس كافيا ان يكون صاحب شهادة جامعية ، هذه الشهادة مالم تعزز بالخبرة المتولدة من الممارسة العملية والفعلية تصبح مجرد حبر على ورق . . وقد رأينا في الحياة كم من صاحب خبرة ومحترف ومختص اكتسب الخبرة العملية من ميادين العمل يتفوق بقدرته على الكثير من أصحاب الشهادات ، وكم من الأشخاص يقودون أساطيل اقتصادية وهم بلا شهادة جامعية ، فقد أهلتهم ميادين العمل واكسبتهم الخبرة اللازمة . .
- هل يستوعب هذا التكنوقراط ماذا يعني انه تكنوقراط وماذا يعني هذا التكليف ، والمديات المطلوبة منه . . ؟ ؟ . .
- من الذي سيقبل أو يرفض توليهم لمهام القيادة ويصادق على وجودهم . . ؟ . .
- ماهي السلطات والصلاحيات الممنوحة لهم ، الى أين حدودهم ، والى أي مدى تنفذ قراراتهم ، وماهي ضمانات نفاذ قراراتهم . . ؟ . .
- مامقدار ولائهم الوطني للعراق ، هل لديهم جنسيات غير العراقية ، هل هم على استعداد للتنازل عن جنسياتهم الأخرى والتفاني وربط مصيرهم بمصيرالعراق . . ؟ ؟ . .
- في حلة تولي هكذا (( تكنوقراط )) دفة الأدارة في العراق ، هل سيكونون بمعزل عن تأثيرات ومصالح الكتل والأحزاب السياسية ، هل بأمكانهم فرض القرارات التي يرونها مناسبة وينفذونها دون الرجوع الى مراجعهم ودون انتظار اذنهم وموافقاتهم . . ؟ ؟ . .

حين تتمكن الكابينة الوزارية المزمع تشكيلها من الأجابة بشكل منسجم مع تطلعات العراقيين على التساؤلات أعلاه ، ستكون هذه خطوة بالأتجاه الصحيح .
واذا لم تتمكن من الأيفاء بالأجابة والفعل كما ينبغي وكما ننتظر ، فسيكون مجرد حديث للألهاء وتضييع الوقت يدلل على عدم معرفة وعدم قدرة على الطريقة التي يجب اصلاح الأمور بها ، ومجرد تبديل لأذرع أو قفازات الفشل والفساد بأذرع مختلفة اللون . وهذا حديث سيدخلنا في الحيص بيص لزمن طويل .
أود أن أشير للقاريء الكريم للتفضل بالأطلاع على موضوعي (( مشروع الشهيد العراقي للأصلاح والبناء )) للاطلاع على مزيد من التفاصبل الواجبة للأصلاح الذي ننشده جميعا .



#كريم_عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبل حول رقابنا مجددا
- راشد الذي لم يزرع
- لو (( حريج )) لو (( غريج))
- هل تحولنا الى تماسيح ؟
- لكي ننهض من الخراب (( كراس الأصلاح - اطار وآليات الأصلاح الم ...


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبدالله هاشم - تبديل أذرع الفساد