أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - حكاية دارمي : ( متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه )














المزيد.....

حكاية دارمي : ( متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه )


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 22:32
المحور: الادب والفن
    


حكاية دارمي :
( متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه )
قلت في المواضيع السابقة عن حكايات ( الدارمي ) وتخطيت حينها بل تجنبت ولا أزال الحديث عن الميزان العروضي ( للدارمي ) لأن القارئ الكريم لا يبحث عن ذلك ولا يعيره اهتماما ، ولمن يبحث عن ذلك يجده بسهولة وبسر ، والكثير من الباحثين كتبوا عن جذور ( الدارمي ) ولماذا أطلق عليه بال( الدارمي ) ولماذا سميَّ بشعر البنات أو غزل البنات ، وأغرب رأي سمعته نقله الدكتور هاشم العقابي قائلا : أن جذور الدارمي وجدت بمدونات ولقي بابلية .
الحكايات التي تنقلها لنا أمهاتنا أو جداتنا قبل نومنا والتي تسمى ( السوالف- السالوفة ) ، وأغلب هذه الحكايات مرويات شفاهية تختزنها الذاكرة الجمعية لبعض الناس ، والكثير من هذه الحكايات ربما من نسج ( الحكاواتين ) أنفسهم تضاف لقصة ابتدعوها أو زينوا حقيقتها بشئ من خيالهم لتحبب وتحفظ عند الناس ، ولا أقول أن غالبيتها غير واقعية ، ومن هذه الحكايات قصة شاب أحب فتاة من أقرانه ، وبادلته المرأة بمشاعرها ، وكانت لهما بعض لقاءات بعيدة عن أعين الأهل ورقابة الناس ، وبعض الأحيان يتبادلان النظر لبعضهما كلما خرجت المعشوقة لواجب أو لعمل ما ، والمجتمعات القروية وحتى مجتمعات المدينة لا تنصف الأحبة والعشاق باللقاء حيث القيود المجتمعية والمعتقدات العشائرية قد تؤدي لقتل الفتاة من قبل أهلها وحتى من رجال عشيرتها إن عجز الأهل عن القتل ، اتفقا العاشقان على الزواج ريثما يستطيع العاشق جمع ( السياك ) المال لإتمام الخطبة ومراسيم الزواج ، سنة أنقضت أعقبتها أخرى والرجل يعمل لجمع المبلغ الذي سيكفي لزواجه ، وتقدم أحد أولاد الميسورين – الأغنياء – لخطبتها ووافق الأب والأخوة على ذلك الزواج ، وقبل أن يشيع خبر ذلك الزواج عرف العاشق بأن حبيبته قد وافق أهلها على زواجها ، وبمحض الصدفة خرجت المعشوقة لتؤدي بعضا من متطلبات عملها اليومي ، لحظها حبيبها فنظر لها نظرة استنكار وتساؤل وأطلق زفيرا وتأوها سمعته المعشوقة فقالت له على الفور
أمن يبعد العين لف راسك ونام
لمن تمر وتكول إلمن هالعظام
ويقال أيضا أنها قالت له باسم والده ( أمن يبن ريحان ) ، والبيت واضح لا يحتاج للتبيان ، وللتوضيح لمن لا يعرف المفردات الشعبية العراقية أقول أن المعشوقة تريد أن توصل رسالتها لحبيبها وتقول من المحال أن تقترن بغيره وستموت ويبلى جسدها وتصبح عظاما وهي متمسكة بحبها وبحبيبها ، وتمر الأيام وتهدد بالقتل من أهلها إن خالفت رأيهم بالزواج ، وفعلا تزوجت الرجل الغريب الذي لا تعرفه خوفا من العقاب ، بعد زواجها وكعادة الزوجات زيارة الأهل ربما كل أسبوع أو حين يمرض أحد أفراد أسرتها ، مرة التقت وجها لوجه مع حبيبها ، لم يكن الحبيب يعرف قول الشعر مثلها فاستعان ببيت ( ( دارمي ) يحفظه وردده لها
جا وينه حجيك ذاك وأزماطك ألنه
عادينه كل الناس حتى اويه أهلنه
وأوضّح وأقول أن الحبيب عاتب حبيبته وكيف وافقت على الزواج من غيره وهما قد تقاسما – بمعنى أقسم أحدهما للآخر بالمقدسات - أن لا يخون أحدهم الآخر ، هنا وقفت قبالته متحدية كل شئ وكل العواقب وأجابته ببيت من الدارمي قائلة
جابوني بالمكوار طكه أعله طكه
متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه
وحقيقة أن ( الدارمي ) يفضي عن سباكة شعرية متخصصة ، ناهيك عما يحتويه من معنى عميق جدا ومقاوم وصادم لكل الترسبات المجتمعية التي قيدت به الفتاة العراقية حينذاك ، وهنا أجد لزاما للتوضيح ، تقول المعشوقة لحبيبها لا تعتقد بأن زواجها كان شئ سهل ، بل أنها أجبرت على ذلك عنوة وزفت لزوجها وهي تضرب ب ( المكوار ) وهو عصا غليظة تنتهي أحدى أطرافة بكتلة من القار الأسود ، ولم تضرب مرة واحدة بل مرة بعد أخرى وتساق كما البهيمة وتجبر على الدخول لبيت الزوج ، ومع ذلك الإجبار لم تمكن الزوج من نفسها ولا تزال محتفظة ببكارتها بدلالة القدر المجازي الذي لم تُمكن الزوج من الأكل منه
متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه




#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التراث الشعبي ... حكاية ( دارمي ) !!!
- عرض كتاب : ( معجم الشعراء الشعبيين في الحلة )
- مقطعان صغيران وقصيدة للعيد 82 للحزب الشيوعي العراقي
- ( هيهات المذلة ) / قصيدة شعبية ألقيت في تظاهرة يوم الجمعة 26 ...
- ( حرامية الخضرة ) / قصيدة شعبيه / ( الخضره ) أعني بها الخضرا ...
- ( يهتز العرش ) / قصيدة شعبية
- إضاءة / إصلاحٌ أم ضحك على ذقون البلهاء ؟ / القراءة الاولى
- تاريخ العزاء الحسيني / الحلة أنموذجا
- ( الفرق بين الهوسة والعكيلية )
- سدها بابك !!!
- مزاد الساسة الجوي في العراق / العميد الطيار الركن المتقاعد ر ...
- إضاءة / ( بين الموصل والجولان )
- إضاءة / ( الحب زمن الفيس بوك )
- إضاءة / ( سياسة التسويف والمماطلة سببت إعتداءا على المتظاهري ...
- إضاءة / من يشتري !!!
- ( ثوب جدي وثوب أبوي )
- إضاءة / ( محبتك هاي من الله ... ) !!!
- إضاءة / ( يا غريب الدار ) ، وجع أغنية عراقية !!!
- إضاءة / ( الشابندر ) وبعد خراب البصرة !!!
- ( ها ...... بيروت ) / قصيدة شعبية


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - حكاية دارمي : ( متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه )