أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - مقال افتراضي: ثقافة المرياع














المزيد.....

مقال افتراضي: ثقافة المرياع


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 13:11
المحور: كتابات ساخرة
    


عطا مناع

تعرفون أن الغالبية العظمى من الشعوب العربية تعيش العالم الافتراضي، لذلك لا بأس من الانغماس في الافتراضي، فنحن العرب مغرمين بالعالم الافتراضي، وهذا له تفسير منطقي تحدث عنه الفلاسفة القدماء في وصفهم للإنسان القديم الذي قدس كل الأشياء إلا العقل.

ما بين الافتراضي والواقع بون شاسع، فسرعان ما يذوب الثلج ويظهر المرج، لكنها الجينات، أو حكم العادة التي هي أقوى من القانون، ومن هنا سأتجاوز الخوض في التاريخ البشري لأبقى في مساحة الافتراضي خاصة أن كل ما يصدر عني في هذا المقال افتراضي سوى حقيقة واحده تتحدث عن القائد المرياع، فما هو المرياع.

قال لنا العرب أن المرياع هو سيد القطيع، وهو خروف عادي عند الولاده، لكن صاحبه يفصله عن أمه ويعطيه حليب الحمار اجلني وأجلكم الله، لا تستهتروا بحليب الحمار الذي نأخذ منه أغلى الاجبان في العالم حيث يبلغ ثمن لتر الجبن المأخوذ من الحمير 40 يورو، لكن هذا الحمار ابن ذوات أي يخضع لمعاملة خاصه.

أعود للمرياع، بعد أن يشتد عوده يعتقد انه ابن الحمار، أذن هو يشعر بالتميز خاصة عندما يوضع في رقبته جرس يرن كلما تحرك، ودور المرياع هنا وهذا بيت القصيد قيادة القطيع خلف الحمار، والمرياع غير حر في حركته فهو يتحرك كلما تحرك الحمار وبالتالي يلحق به القطيع، ويقول العرب أن المرياع كائن جميل فهو يطلق شعره ويشعر انه متميز عن باقي القطيع.

استناداً لما سبق فالعلا قه بين المرياع والقطيع جدليه بامتياز، انظروا لحالنا في وطننا العربي الكارثه، واسمحوا لي أن ابتعد للحظه عن "فكر" القطيع، إذا تمعنا في واقعنا نجد أننا عشاق العالم الافتراضي مجرد قطيع يقوده مرياع في رقبته جرس، على سبيل المثال: عندما يناقش من يعتنق الإسلام السياسي جرائم داعش في سوريا والعراق يقول إذا كانوا على صواب لينصرهم الله وإذا كانوا على خطأ فمنهم لله، طبعا يقصد داعش.

دعوني ابسط لامسك دفة النص، ندرك جميعاً تأثير الثقافة الغربية على مجتمعنا نتيجة الخواء الذي نعيشه، وندرك أن الصهيونية ألعالميه مسيطره السينما ألغربيه لحد ما، على سبيل المثال عندما نتابع فلماً بتحدث عن غزو العراق أو إبادة الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا نضع أيدينا على قلوبنا منتظرين انتصار البطل الذي سيحرر الرهائن من أيدي "الإرهابيين" في العراق أو ذات البطل الذي يحرق قرى هنديه بأكملها، في نهاية الفلم نشعر بالارتياح لانتصار البطل بالرغم أننا ضد أمريكيا ومع الضحيه.

هي جدلية العلاقه بين المرياع والجرس، ففي كل ركن لدينا في عالمنا العربي مرياع، انظروا للمذبحة التي يتعرض لها الشعب السوري، كم مرياع نافش ريشو يظهر على الفضائيات يقايض الموقف بالدولار وبعضنا يصفق له، دققوا في الشرائح التي تجلس على عرش الثقافة من مثقفين وصحفيين وشعراء وقاده سياسيين من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين مع بعض الاستثناءات، انظروا للديمقراطيه في عالمنا العربي، ديمقراطية الزيت والبطانيه والمنسف العربي الأصيل، انظروا للثابت السياسي المتغير والذي لا لون له، ولننظر لانفسا ونحن نتابع صنيعه حكام النفط كيف يفصل رأس طفل عن جسده، انظروا لقائد انقلب على حزبه ووضع يده على بيت المال وخرج علينا يبشرنا بالعصر الجديد.

هذا هو حالنا، لقد اتقنا فن الخضوع وصوت الجرس، لدرجه لو أن احدهم اخرج ريح سنشكره على منحنا بعضاً من عطره، ولو بولوا على رؤوسنا لقلنا أن لفي ذلك علاج وبركه، تلك هي حالنا مع المرياع والجرس وحليب الحمار أجلكم الله.ا

دائماً استعين بسؤال ما العمل؟؟؟؟ وفي كل مرة اعجز مثلكم عن الإجابة علية، بعض المنتفعين في عالمنا العربي الذين يشتمون السلطة ليورطو الشعب لديهم الجواب، والجواب مجرد تضليل لا أكثر وخاصة وأنا استعين للمرة الثانية بالشاعر العراقي مظفر النواب الذي خاطب ناصر بن سعيد قائلاً: لم يناصرك هذا اليسار الغبي...

أتسأل كيف ننساق خلف الفتاوى التي تحلل الدم السوري وتلعن بشار الأسد ضمانة وحدة الدولة السورية التي تكالبت عليها الأمم؟؟؟؟ وأفكر كيف نلعن السيد حسن نصر الله وحزبه الذي أوقف العالم على رجل واحده ونصفهم بالروافض بعد أن أعيانا التعب من كثرة التصفيق له؟؟؟؟ وأفتش عن دافع ذلك الصحفي الذي طالب دولة الاحتلال الإسرائيلي بإبادة غزة والشعب الفلسطيني؟؟؟؟ هي تساؤلات تضع بعضنا بين فكي كماشه لكنها في النهاية تلقي بنا لثقافة القطيع.

كما أسلفت هو مقال افتراضي، فسياسينا تجاوزا هوشي منه بمسافات، وصحفينا تتلمذوا على يد ميكارنكوا، وشعرائنا أتحفونا بأجمل ما أتانا به ناظم حكمت، وكتابنا يتميزون بعمق وبعد أحرج مكسيم غوركي وغسان كنفاني، في المحصلة وقبل أن أفيق من عالمي الافتراضي اشعر بدغدغة في أوصالي وعتاب يصدع رأسي منادياً لماذا لم تشرب حليب الحمار.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبر الولد
- حصان على رقعة الشطرنج
- اتفاقية أوسلو: 23 عاماً من التيه
- عيد سعيد: ذبيح ينحر ذبيح
- مات صلاح
- سيلتك الاسكتلندي وفتيان العكازات
- قافلتكم تسير ونحن نعوي
- الحجه نعمه والانتخابات
- قال لي : العصيان هو الحل
- احذروا: الفاشيون قادمون
- كيف قاطعنا الدخان الإسرائيلي
- لا أخافك يا الله
- انتخابات العصا والجزرة
- إضراب الكايد : معسكر الأعداء والأصدقاء
- فتى العكازه
- الانتخابات المحليه: ديمقراطيه كذابه
- كنفانيون في عين العاصفه (2)
- كنفانيون في عين العاصفه (1)
- في ذكرى الحكيم: نرى ونسمع ولا نتكلم
- ملاحظات فلسطيني على رصيف الانتفاضه


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - مقال افتراضي: ثقافة المرياع