أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عطا مناع - الحجه نعمه والانتخابات














المزيد.....

الحجه نعمه والانتخابات


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 12:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في البداية اعذروني على تلعثمي، فانا أعيش كما بعضكم مرحلة متلعثمة من أقصى يسارها إلى أقصى يسارها.

عرفت الحجه نعمه ختياره منحنية الظهر، فهي عاصرت الحكم التركي وثورة ال36، وعاشت الحجه نعمه زمن الأردن وعصر الخواجات إلى أن جاءت السلطة الفلسطينية العتيدة ولم تشارك في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأولى غير أنها قررت أن تشارك في الانتخابات التشريعية الثانية وعمرها قد تجاوز المائة وعشرة سنوات.

كانت الحجه نعمه تمارس العمل السري، فهي رفيقة النجاب، وكانت تعشق إذاعة موسكو، وكنا إذا أردنا أن نعرف آخر الأخبار نلجأ إليها، ففي زمنها لم تكن وسائل التواصل المجتمعي موجودة، فقط الراديو وإذاعة موسكو.

كان بعضنا يناديها بالرفيقة نعمه، وكانت تروى لنا كيف تزوجت وعمرها تسع سنوات، وكانت الحجه نعمه التي انتخبت وقتها احمد سعدات محط أنظار وكالات الأنباء لأنها اكبر منتخبه في فلسطين، وبالرغم أنها ماتت وعمرها 110 سنوات إلا أنها حافظت على ذاكرتها وانحيازها للصح كما كانت تقول.

ماتت الحجه نعمه ومن قبلها ماتت ألاف النساء اللواتي دفعن ثمن الهزيمة، كنا نتعاطى مع النكبة كهزيمه، لم نعتقد أنها باكورة الهزائم التي ستلحق بنا كمجتمع فلسطيني، هزائم الفكر والقيم التقدمية والوطنية، هزائم تحكي لنا كيف أن اكبر شنب قرر أن يكون عبداً للمرحله مقابل فتات.

ماتت الحجه نعمه وشبعت موت، هكذا اعتقدت !!! اعتقدت أن الموت يعني أن ننقل الميت إلى المقبرة ونستمع للشيخ أو أي كان كيف يلقن الميت ثم نقرأ الفاتحة على روحه وننتشر في ارض الله، هكذا كان اعتقادنا إلى أن صفعنا الموت بكل قوه، هو الموت الجماعي وإعلان الجحود بكل وقاحه لرجال ونساء غادروا الدنيا وهم متمسكين بأحلامهم.

وحتى لا يفهمنا أصحاب العمم من اليساريين غلط، فنحن هنا نستحضر التاريخ الفلسطيني بأنصع صوره حيث كان للمرأة حضور، لم تحتج الحجه نعمه ونساء فلسطين لمؤسسات نسويه ولم يسمعن بالجندر، ولو حاولت وقتها أن تتحدث عن الجندر لضحكن منك ووصمنك بالجنون.

لكن قدر الله وقدره أوقع المرأة الفلسطينية وبالتحديد الريفية ومن تقطن المخيمات فريسة سهله للوجبات الجاهزه التي تجاهر بها مؤسسات المرأة التي يقودها رجل، كما أحزاب اليسار بالضبط حيث كان الرجل يقود العمل العلني والسري للمرأة.

معلش، تلك هي طبيعة المجتمع الفلسطيني الذي حافظ على النمط الإقطاعي ولكن مع بعض المساحيق، لتأتي الانتخابات البلدية الحالية لتكشف زيف الفكر الذي ادعى انه يحمل لواء الشرائح المهمشه وبالتحديد المرأة ليطأطئ رأسه أمام الثقافة القديمة الجديدة التي تنادي بانتخاب زوجة السيد فلان أو ابنة السيد علان.

طبعاً، نفاخر كذباً من يساريين وعلمانيين أن حماس اندحرت من ساحة الضفة الغربية الانتخابية، هكذا نعتقد، ليتحول انتصارنا لنعيق ومقاصل واعتراف لا يقبل مجالا للشك بأن الثقافة الظلامية اكتسحتنا وبالنقاط.

في المحصلة أقول: مبروك للسيد فلان لفوز زوجته بالانتخابات، ومبروك لليسار التقدمي وللعلمانيين اكتساح الشارع الانتخابي وبالتزكية الكذابة، مبروك للكمبرادور والتكنوقراط ولكل نخب المجتمع الفلسطيني المتمسكة بحقوق شرائح المجتمع ألمستضعفه، وكل التبريكات للمؤسسات التي تعنى يشؤون المرأة والتي أثبتت وبالملموس أنها مجرد أدوات، ولا بد أن تترحموا معي على روح الحجه نعمه ولكم الثواب.






#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال لي : العصيان هو الحل
- احذروا: الفاشيون قادمون
- كيف قاطعنا الدخان الإسرائيلي
- لا أخافك يا الله
- انتخابات العصا والجزرة
- إضراب الكايد : معسكر الأعداء والأصدقاء
- فتى العكازه
- الانتخابات المحليه: ديمقراطيه كذابه
- كنفانيون في عين العاصفه (2)
- كنفانيون في عين العاصفه (1)
- في ذكرى الحكيم: نرى ونسمع ولا نتكلم
- ملاحظات فلسطيني على رصيف الانتفاضه
- لروح امجد فرج: انتفاضه لكي الوعي
- اضراب عن الطعام: يا وحدنا
- هل اعتقلوا زعيم البلاد
- ليله في أحضان شقراء
- درجة الحراره في المقاطعه صفر
- كمن تبول في سرواله
- لبن بلدي
- يا رب: سئمنا الذبح الحلال


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عطا مناع - الحجه نعمه والانتخابات