أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عطا مناع - لا أخافك يا الله














المزيد.....

لا أخافك يا الله


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5258 - 2016 / 8 / 18 - 14:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بقلم : عطا مناع

لم يعد والنوم على وفاق، لماذا تجافيه أيها النوم، مليون سبب وسبب ، أهي الكلاب التي تتخذ من الليل متنفساً لإطلاق نباحها، أم الجرذان التي باتت تتقن فن التسلق على أعمدة الكهرباء والتعامل مع أكياس النفايات التي تلقى بعفوية دون الانتباه الى النتائج؟؟؟ لماذا عدم النوم يا أحمق فأنت تعيش في نعمة يفتقدها الكثيرون؟؟؟!!!

ابتلع الليل كل الأسباب التي ساقها لإقناع نفسه بالنوم دون قائده، حتى حفلات الذبح التي يقوم بها جيش الاحتلال مستهدفاً الأطفال فقط لا تبرر هذا القلق!!! مرة واحده جاء صوت الآذان من الجهات الأربع، في النهاية اقتنع بعدم جدوى ألمحاوله فقرر أن ينهض لا ليقوم الفجر، تناول سيجارة من النوع الرديء وأمعن النظر في السماء فكانت صافية كما وجه طفل لم تطاله الهموم بعد، أمعن النظر أكثر فكان صوت الأنين الطفو لي القادم من سوريا ليحط في مخيم الفوار بفلسطين المحتله.

شعر بطمأنينة لها مذاق العلقم، لقد أردك لماذا يجافيه النوم، قال في نفسه... لا علاقة للكلاب والفئران في هذا القلق، لا حفلات الذبح التي يقوم بها جيش الاحتلال تقلقه، من أين جاءه القلق إذن؟؟؟!!! هل هو الله؟؟؟ أم من يحكم بأمر الله؟؟؟؟

مرة أخرى جاء صوت الأنين والله واكبر ممزوجاً هذه المرة برائحة الدم ووجع النساء الايزيديات والذين تجز رؤوسهم باسم الله، كان صوت الفلسطيني عبد الله عيسى ابن الستة عشر عاماً يلقي بظلاله القاتمة على المشهد.

صدح الصوت غاضباً : ذبح عبدالله باسمك يا الله!!! رفعوا رأسه وكأنهم سكارى وهتفوا باسمك يا الله!!! نفثوا كل أمراضهم وعقدهم في أرحام الايزيديات اللواتي يبعن في الأسواق كما "النعاج" باسمك يا الله!!!! استحضروا فن التعذيب من قبائل آكلة لحوم البشر وحرقوا الطيار الأردني معاذ الكساسبه باسمك يا الله!!!!!

عاد إلى نفسه وتذكر نفسه كموسى الذي وقف على جبل حوريب وخاطب الله الذي بشره بالوصايا ألعشره، لا تقتل؟؟؟!!! أتاه صوت محمد أبو هشهش ابن السبعة عشر عاماً من مخيم الفوار محتجاً؟؟؟ لقد قتلتني وصاياك يا الله، توراتيون وموحدون يقتلون باسمك يا الله!!! لماذا وعدتهم بالجنة والحور العين؟؟؟؟

صوت الأنين لا يتوقف، يأتيك من التراب ليتردد صدى يدعوه للتخلي عن سيفه الخشبي وحياة القطيع التي استمرئها، إنهم عشرات الآلاف من المذبوحين في سوريا وفلسطين والعراق لا ذنب لهم سوى أن الله وعد من تكالبوا على الشام وبغداد بالحور العين والغلمان، تذبح الشام إكليل غارنا وتجز رقاب رجالها وتسبي نساءها بفتوى شيخ اتقن فن اللعب تحت سرته.

اتخذت السماء لون آخر، الليل ينجلي، تذكر قول الشاعر أبو القاسم الشابي الذي قال إذا الشعب أراد الحياة ولا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، ليرد عليه احمد شوقي: وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق.

جاء النهار بعد أن انجلى الليل، ذهب القلق في حال سبيله ولو إلى حين، أعلن سماعة المسجد عن موت فلان بن فلان، توافد المصلين إلى المسجد للصلاة على المرحوم، وقفت قلة قليله خارج المسجد، وقف الإمام يبشر الميت بالحور العين، انتفض جسده وعاد إليه القلق من جديد وقال إنكم لا تخافون الله.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات العصا والجزرة
- إضراب الكايد : معسكر الأعداء والأصدقاء
- فتى العكازه
- الانتخابات المحليه: ديمقراطيه كذابه
- كنفانيون في عين العاصفه (2)
- كنفانيون في عين العاصفه (1)
- في ذكرى الحكيم: نرى ونسمع ولا نتكلم
- ملاحظات فلسطيني على رصيف الانتفاضه
- لروح امجد فرج: انتفاضه لكي الوعي
- اضراب عن الطعام: يا وحدنا
- هل اعتقلوا زعيم البلاد
- ليله في أحضان شقراء
- درجة الحراره في المقاطعه صفر
- كمن تبول في سرواله
- لبن بلدي
- يا رب: سئمنا الذبح الحلال
- ليس بالفساد انه الحقد الطبقي
- شد حيلك يا ولد
- ذكرى النكبه: انهزمنا
- من بلاطه إلى اليرموك : مثواكم الجنه


المزيد.....




- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...
- بعد -تحريض الإخوان-.. كيف شددت مصر تأمين سفاراتها بالخارج؟
- مهمة نتنياهو الروحية تثير غضبا ومغردون يحذرون من مغبة السكوت ...
- من يقف وراء حظر الاحتفالات الإسلامية في خوميا الإسبانية؟
- منظمة: السجن 5 سنوات لزعيم الطائفة البهائية في قطر
- الطلاق المدني في السويد قد لا يكفي – نساء يُجبرن على الذهاب ...
- الاحتلال يصادق على بناء 730 وحدة استيطانية جديدة في سلفيت
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية في سلفيت ...
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سل ...
- لبنان: تفكيك مخيم تدريبي لحركة حماس والجماعة الإسلامية


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عطا مناع - لا أخافك يا الله