أنيس يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 11:06
المحور:
الادب والفن
إن في الذكرى جدائلَ ابنتي
ومراجحَ
جُدلتْ حبائلُها فراشاتٍ
وحباتٍ من الكرزِ
الذي
ما زال ينضج .
إنها الذكرى التي أجتازُها
قال عنها اللهُ بَرزخ .
إنها الذكرى ،
ووهمُ ما استبقتهُ من عمرٍ يرى
عكازتيه
ويرى ..
جيلاً باحثاً عن ظلّهِ
قبل اشتدادِ العتمِ ،
وعودةِ الطيرِ المسائي
محمولاً إلى أرضٍ دون ذكرى .
إنها الذكرى ،
فمن يرث بعد ذكرايَ النشيد ؟
من يرثْ إسمي
وقلبُ الذئبِ قربي
يشتهي ما جاءَ من نسلي ؟
من يرثني
? وهذي الأرضُ أرضي ،
فلم أعمل لآخرتي
ولم أصغِ لصوتِ العقلِ
كنتُ أسيرَ قلبي .
ها هو اليوم ينادي :
أما زلتَ حيّا ؟
البارحة سجّلتُ اسمكَ بين أمواتِ المدينة
وسرتُ خلفَ جنازةٍ .. هيَ لكَ
وأعددتُ نفسي
لأثأرَ من عنادٍ طالما صدّقتَه
ولعنتُكَ ،
فإني لم أجد أحداً يسددُ ماعليك ،
هما متران من أرضي ،
ودربُ العالمِ العلوي
هما زهرُ مَن وصلوا إلى أرضِ الخريف
تعبَ انتظاري ،
فأنتَ الآنََ قد أصبحتَ أمساًحائراً
بين بطىء الموتِ
وبين طعنةٍ من خنجرٍ خطفتْ
وحيَ نبيٍ
قبل أن يتلو وصيتهُ .
مثّلتَ كلَّ الدورِ
لكنّ زمانَ العرضِ ولّى .
والقصيدة !!
إيقاعُها المنفى الذي
خطفَ الحروفَ واختفى
قبل بدءِ المسرحية
التي مثّلتَ فيها
دورَ إبنِ الملح ،
فأِنستَ
في انكسارِ البحرِ في النهر
وفي ذكرى حروفٍ لم تروّض
كغدٍ
في حلقِ ذئبٍ
حملَ الريحَ ، وذكرى مَن ماتوا
في غَبشِ الترددِ
بين سجنينِ
يتقاسمانِ الأزرقين .
والرملُ
لديه ما يكفي من الماضي الذي
ما زالَ يرتقبُ الغمامة
كلما نفثتها أنفاسُ البحيرة
في عيونِ الشمسِ .
هنالك ، وحول سياجيَ المبني من أنّاتِ من ماتوا
أودعتُ أسلحةَ الضحية .
#أنيس_يحيى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟