أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - سايكس–بيكو في جنيف (ما أشبه البارحة باليوم)-2/2















المزيد.....

سايكس–بيكو في جنيف (ما أشبه البارحة باليوم)-2/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تثبت الوثيقة التي خرجت من الهيئة العليا في لندن، عدم رغبة القائمين عليها، إحلال النهج الوطني مكان الحيز البعثي العروبي والسني التكفيري. باستثناء إضافات مذهبية، وهي تقريبا نفس الوثيقة التي صدرت عن اللجنة المتشكلة في مؤتمر الرياض، أقصيت فيها أو كادت تقصي جميع مكونات الشعوب السورية غير العربية السنية، كالتمثيل الكردي، والأقليات السورية الدينية والقومية، ولم يتجاوز المستثنون عدد أصابع اليد مقابل أكثر من 117 عضوا في الهيئة، وغاية رعاة ذلك المؤتمر على هكذا لجنة وبهذا الانحياز، ونقصد السعودية وتركيا، التحكم باللجنة وما سيصدر عنها؛ فهناك بند في برنامج الائتلاف ينص أنه في حال ما تم التوافق على أحد البنود المقترحة؛ وذلك لمعارضة أحد الأعضاء لها، وهذا لا يقصد به سوى الكرد أو السريان أو غيرهم، حينها سيمرر البند بموافقة ثلثي الأعضاء، وهنا نحن أمام أغلبية مطلقة عربية سنية في الهيئة، فمن المحال إيقاف تمرير أي بند أياً كانت صيغته، مثلما حدث في بعض البنود الواردة في الوثائق المقدمة سابقاً في مؤتمري القاهرة الأول والثاني، وآخرها مؤتمر لندن وخاصة البند الأول، بتلك الصيغة يعيد بسوريا إلى عصر البعث، والتمييز العنصري وبدستور لن يختلف عن دستور سوريا البعثية، باستثناء تبديل أسم البعث بالطائفة السنية.
هذه المواقف وإلى جانب التصريحات الصادرة من شخصيات المعارضة، تبين لكل مراقب دولي وللشعوب السورية عامة وفي مقدمتهم الشعب العربي، أن هذه المعارضة الافتراضية وبهذا النهج، لا تبحث عن الحلول الأساسية لقضية السوريين، بل تقدم أجندات من صلب عهد الأسد التي توافق أيضا مصالح القوى الإقليمية، ضاربين مصالح المجتمع السوري بعرض الحائط، وهكذا تسقط عنهم المصداقية كمعارضين، نسألهم بأي حق أقصوا رأي الشرائح الأخرى من الشعوب السورية؟ في هذه الحالة بأي وجه نعارض المحافل الدولية التي تتقاسم الكعكة السورية بمعزل عنا كسوريين.
عودة على البدء، المعارضة الافتراضية وسلطة بشار الأسد، يتشدقون على وحدة سوريا، وهم أكثر الأطراف تمزيقا لها، ويقفون على أطراف جنيف حاليا ويتسمعون إلى ما يجري ضمن أروقتها، دون أن يعلموا ما سيتمخض عنه، مع ذلك يرددون شعارهم الرنان حول الوطن المولود من رحم معاهدة سايكس-بيكو، فمثلما كانت الدول والشعوب المعنية بالأمر حينها لا تعلم بما قد خطط لهم، ولولا الحكومة البلشفية بعد ثورتها، لتم تطبيقها دون معرفة ما جرى في أروقة الحلفاء آنذاك، وهي ذاتها اليوم، ولكن تحت غطاء هيئة الأمم، وحرص، الدول الكبرى، المزيف على مصالح الدول المعنية بالأمر، والمعروف لأبسط محلل سياسي، أن مصالح الدولتين روسيا وأمريكا على رأس القائمة، والفرق بين اليوم والبارحة، هو الزمن والقائمين بالأدوار. سؤال يتبادر إلى الذهن هل من الممكن حدوث تغيرات في اتفاقية أو هيكلية أمريكا وروسيا، كالتي حدثت ما بين عام 1916م وعام 1919م-1920م عامي التدخل البريطاني والفرنسي المتتالي في المنطقة.
لولا التغيير السياسي الذي حصل لروسيا، لاقتطعت جزءا واسعاً من جغرافية الرجل المريض. حسب مصادر بعض الباحثين حينئذٍ كان من المفترض ضم منطقة إلى أرمينيا، وأن تحتل بريطانيا سواحل الإمبراطورية العثمانية على البحر الأبيض المتوسط، وإعادة إستانبول (القسطنطينية) إلى يونان، بعد إبقائها لفترة تحت صفة منطقة محايدة، وإلحاق جزء من غربها بالأراضي البلغارية، إلى جانب ضم الجزء الشرقي من أنقره إلى كردستان. ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي بريطانيا وفرنسا، وفشل التدخل البريطاني في الجزء الغربي من تركيا الحالية، وتمكن أتاتورك من دحر قواتها ومعها القوات اليونانية، وتم على أثرها تهجير أكثر من مليون ونصف يوناني من تركيا، مع مجازر لا تقل بشاعة من التي حصلت للأرمن والكرد سابقاً، وتركت تركيا على ما بقيت عليه الآن. وكان آخر رسم لحدودها في نهايات العقد الثالث من القرن الماضي؛ وذلك بآخر غنيمة من ممتلكات الإمبراطورية العثمانية، وهي لواء اسكندرونه (هاتاي)، وبعدها كما نعلم، تم تشكيل سوريا والعراق والأردن، ولبنان، وفيما بعد كتتمة لاتفاقيات سابقة ظهرت إسرائيل، وطمست كردستان كليا، وقسمت بين الدول الأربع، تماشيا مع مصالح فرنسا وبريطانيا. في وقتنا الحالي، تغيرت قواعد المصالح؛ حيث تبدو تكوين كردستان ككيان ممكن.
أسباب وعوامل عديدة، أدت إلى عدم تشكيل كردستان العثمانية كدولة مستقلة، مثلها مثل غيرها من الدول التي ظهرت كالفطور في يوم ربيعي.
لا شك أن فقرات من معاهدة سايكس بيكو لم يتم تطبيقها، ونحن هنا لسنا بصددها، فما يجري اليوم في مؤتمر جنيف الأخير (أعدادها لم تعد في الحسبان)، بين جون كيري وسيرغي لافروف، قد تطلعنا على بعض ما جرى في الاتفاقية البريطانية الفرنسية الروسية، قبل قرن من الزمن، وربما تلقي أيضا الأضواء على الكثير مما ظل في الخفاء، وستبين ما لم يتم تطبيقه حينها، ولهذا فالمعارضة الافتراضية وسلطة بشار الأسد يتسابقان على عرض وثائقهم على ممثلي أمريكا وروسيا، بمساندة تركية، إيرانية سعودية، كأدوات تتناولها الأيادي بما تدعو الحاجة إليها، إن كان بالتدخل العسكري أو غيره، ليكون التوافق بين الدولتين قانونية في المدى الدولي.
وبالمقابل تتلهى الحركة الكردية والكردستانية، السياسية والثقافية، بصراعات جانبيه، وبأساليب لا تختلف عما كانت عليه أثناء تقسيم جغرافية المنطقة حينها. منذ ذلك الوقت والدول الملحقة بها كردستان تطمس معالمها، وتغير ديمغرافيتها، وتركز بتخطيط على تزوير التاريخ الكردي وتشويهه ليتمكنوا من القضاء عليه، ويتم تلفيق التاريخ الحقيقي بفبركة معظمه وفي الأقبية الأمنية، ولا ينتاب الخجل الشخصيات العالية المكان من الدول الأربع حين إسناد وثائقهم بهذا التاريخ المزور والملفق، واليوم شريحة واسعة من الكتاب والمثقفين والسياسيين العروبيين والترك، يوثقون بهذه الحقائق المفبركة. لم تستحِ المعارضة السورية الافتراضية من وثائقها المتتالية منذ مؤتمري القاهرة وحتى الأخيرة في لندن، بما يحل بالشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية من تهجير الملايين وتوطين عربها بدلا منهم.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
12/9/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكس–بيكو في جنيف (ما أشبه البارحة باليوم)-2/1
- فوبيا انفصال الكرد - 2/2
- فوبيا انفصال الكرد - 1/2
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 4/4
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 3/4
- لو أن بشار الأسد - 2/2
- لو أن بشار الأسد - 1/2
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 2/4
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 1/4
- جنيف مرت من الحسكة إلى جرابلس
- الشخصية الكردية - 2/2
- بيان بصدد الحوار العربي-الكردي المقام من قبل مركز حرمون (صال ...
- الشخصية الكردية - 1/2
- القضية الكردية في سان بطرسبورغ
- رمزية سان بطرسبورغ
- احتمالات مصير غربي كردستان -2
- احتمالات مصير غربي كردستان
- إسلام من يتبع داعش والقاعدة
- الانقلاب التركي كردياً
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - سايكس–بيكو في جنيف (ما أشبه البارحة باليوم)-2/2