أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 1/4














المزيد.....

الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 1/4


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 23:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


1- مدخل
الصور النمطية العفوية، المستسقاة من ترسبات الماضي أو المتكونة على خلفية الضخ الثقافي حاضرا من قبل الأنظمة الاستبدادية العروبية، وفي الطرفين، تعكس واقع سلبي، وعداوة كامنة بين الجهتين، وهي التي تريدها السلطات، كسند لديمومة هيمنتها. ولهدم هذا التكوين الخاطئ، لا بد من دراستها، ومعرفة الخلفيات المؤدية إليها، ومن ثم عرض حلول منطقية لإزالتها، أو على الأقل تنقيتها من الحقد والكراهية. فبوجود هذه الصورة النمطية البشعة، لن تتخلص مجتمعاتنا من صراعاتها السلبية، وستظل أحد اهم العوامل الفكرية المعيقة لتطور وتقدم مجتمعينا.
بعد بحث واسع، ودراسة لشرائح متنوعة من المجتمع العربي، ومعرفة فيما إذا كانت هناك فرق أو تمييز بين الصور النمطية عندهم عن الكرد، أو اختلافات ما بين الشريحة المثقفة أو السياسية، أو العامة من الناس، تبينت بأنه تكاد تكون هي ذاتها عند الجميع. تكوينها وبهذه الشمولية عند الشرائح المتنوعة، لم تتكون من عمق معرفة أو مجهود كبير، فقد أنبتتها ورسختها الضخ المعرفي الخارجي الخاطئ عن الكرد، والتي سماها مؤرخيهم وشعرائهم باليقينيات، هؤلاء الذين لم يكن لهم سبق معرفة بديانة وثقافة وعادات وتاريخ الشعب الكردي، فاستندوا على بعض الأساطير القادمة من العرب الذين مروا بين جبالهم وجغرافيتهم دون فهم لغتهم، فأدت إلى استنتاجات فكرية شاذة عن الكرد، مثل أصلهم وتاريخهم ومعتقداتهم، وغيرها، وأسقطوها في ذهن مجتمعهم العربي بتلك الضحالة المعرفية.
مع استثناءات، ولأسباب ذاتية، تماهت الصور النمطية الجمعية، عند شريحة من المثقفين العرب وقسم من المجتمع المعاش مع الكرد، وبسبب البحث الذاتي أو على خلفية المعاملة اليومية الفكرية أو الاجتماعية مع الكرد، طغى عندهم الرؤية الإيجابية المستندة على الشعور على الصورة النمطية المركبة في اللاشعور، والمتكونة تاريخيا. وعند الأغلبية، وخاصة السياسية، لا تزال الازدراء والكراهية غالبة. لذلك فحضور اسم الكرد تعكس الكثير من التناقضات والسلبيات في ذهنية الأغلبية من العرب، وتكون عادة خلفياتها قومية، أو دينية ناتجة من مفاهيم خاطئة ذكرت سابقا عن معتقدات الكرد، كالإيزيدية والمانوية والزردشتية والمزدكية، وغذت سلطاتهم السياسة ومرجعياتهم الدينية بشكل دائم تلك الصور النمطية، لتقزيم الكرد أمام العرب.
واقتصادية طمعا بغنى جغرافيتهم، واجتماعية بسبب التمايز الحضاري والفكري. والكردي يحمل صورة عن العربي لا تقل سلبية، بحكم التراكم المعرفي والعلاقات الاجتماعية، ومن الثقافية العدائية التي مارستها السلطات العربية، وأساليب الإلغاء من الشرائح المذكورة. وكما نعلم وحسب الدراسات الاجتماعية، الصور النمطية المترسخة في ذهنية جماعة عن جماعة أخرى قد تكون معادية أو صديقة، تغلب عليها الجمود الفكري، وتأثيراتها الضارة أعمق وأكثر بكثير من النافعة، وبما أنه في شرقنا وخلال القرن الماضي هيمنت السلطات الشمولية العربية على ثقافة شعوبها، فإن معظم الصور النمطية المتكونة عند الكرد والعرب، بعد ظهور الحكومات العربية، من صنع الأنظمة.
وفي العقود الأخيرة بدأت الصور النمطية المتشكلة تتعمق وتأخذ حيزا عدوانياً، تخدم تلك الأنظمة على قدر ترسخها وتشعبها، فهيمنة السلطات الشمولية الاستبدادية على دول الشرق الأوسط، وتغليف المجتمعات بالغطاء القومي العروبي، على حساب تقلص الحيز الإسلامي والوطني، أضافت مفاهيم سلبية جديدة على الصور النمطية السابقة عن الكرد.
مع تصاعد الموجة القومية، وليست القومية الواعية، والمتوازنة نهجاً، بل تلك التي حملت في أحشائها الحقد والكراهية تجاه القوميات الأخرى، كركيزة لإبراز الذات، تشكلت عند العرب صورة نمطية سياسية ثقافية مشوهة عن الكرد، غلبت تلك المبنية على أساطير مؤرخيهم الأوائل، بل تتطرق إلى طموحاتهم؛ وتاريخهم؛ وعاداتهم؛ وتقاليدهم، وذلك على خلفية الأعمال المشينة التي قامت بها الأنظمة العروبية الاستبدادية، والأحزاب العربية القومية، وبمشاركة واسعة من مثقفيهم، وهؤلاء جميعا شاركوا على رسمهم الصورة الحديثة في ذهنية العربي، لخلق حاجز الكراهية بينهما، وليتفاقم الرفض العربي للكردي، ويبرر استغلاله؛ والتحكم في إرادته؛ وإخضاعه لرغباته، وفي النهاية سلب حقوقه القومية، وأصبح رؤية المتكون العربي عن الكردي على هذا النمط عامل معيق لأي تقارب إنساني بينهم، وتلغي تقريبا أية أمال في حصوله، حاضرا أو في المستقبل القريب.
ساهم رواد القومية العربية في خلق هذه الأحقاد، وبالتالي الحواجز الشائكة بين العرب والكرد، فقد كانوا ولعنصريتهم عاجزين عن تنمية الوعي القومي الوطني أو الاحتفاظ بالموجود، ولم تكن لديهم القدرة على تطبيع النهج القومي مع المفهوم الوطني أو الدين الجامع، فمثلما حرفوا النهج العالمي للدين في البدايات إلى الإسلام العربي، كذلك مع تصاعد الشعور القومي أذابوا الوعي الوطني، فخلقوا على أساسه، صور نمطية عن الكرد مغايرة للصور الماضية، والتي هي بحد ذاتها لم تكن جميلة ونقية، والتي برزت الكرد في جغرافيتهم بتاريخ مشوه، وشعب غير قابل للتعامل معه...
يتبعها. مراحل السلطات الإسلامية العربية

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
8/7/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنيف مرت من الحسكة إلى جرابلس
- الشخصية الكردية - 2/2
- بيان بصدد الحوار العربي-الكردي المقام من قبل مركز حرمون (صال ...
- الشخصية الكردية - 1/2
- القضية الكردية في سان بطرسبورغ
- رمزية سان بطرسبورغ
- احتمالات مصير غربي كردستان -2
- احتمالات مصير غربي كردستان
- إسلام من يتبع داعش والقاعدة
- الانقلاب التركي كردياً
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن
- امرأة ستقود العالم - 2/2
- امرأة ستقود العالم - 1/2
- الحزب الثالث الأمريكي - 2/2
- الحزب الأمريكي الثالث - 1/2
- شيفرة دي مستورا - 3/3
- شيفرة دي مستورا - 2/3
- شفرة دي مستورا - 1/2
- إشكالية دستور سوريا القادمة
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثامن عشر


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 1/4