أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن














المزيد.....

مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5232 - 2016 / 7 / 23 - 19:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جاء في قصيدة مالك بن الريب التميمي، صاحب المرثية العربية المشهورة، ذكر للقرى الكردية ما بين خراسان والجزيرة العربية:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة.... بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
....
أجبت الهوى لما دعاني بزفرة .... تقنعت منها، أن ألام، ردانيا
أقول وقد حالت قرى الكرد دوننا .... جزى الله عمراً خير ما كان جازيا
من الملاحظ أن الشاعر لا يأتي على ذكر لديار القبائل المضرية أو الربيعة أو بكر، بين ديار بني تميم وجغرافية الكرد، حتى بعد الغزوات العربية الإسلامية الأولى، فما بالنا ما قبلها، فلو كانت القبائل العربية هذه موجودة في تلك الجغرافية بين الجزيرة العربية وخراسان، حينها أو قبلها؛ لذكرها الشاعر العربي الأعلم بأماكنهم. فهو من قبيلة بني تميم التي كانت مساكنها في النجد والبحرين.
بعد الاطلاع على المعلومات التي يسردها الكاتب في الصفحة (133-134) يظهر التناقض فاضحا بينها وبين المعلومات التي عرضها في الصفحات (35-45) وكذلك مع مرثية الشاعر، وهو ما يحاول أن يثبتها كجغرافية لقبائل الشمال العربية التي لم تتجاوز نجد والمناطق التي أوردناها سابقاً، ففي هذه الصفحات وما بعدها ينعدم الوجود الجغرافي للقبائل العربية القيسية والربيعة من المنطقة، ولا يعود الكاتب إلى ذكرهم، بعدما كان يركز عليهم في بداية الكتاب؛ لتوسيع الجغرافية العربية ومحاولة تثبيتها كمطلق تاريخي، وأمتد بها حتى أطراف جبال طوروس، وهي محاولة لتثبيت رغبة الأحزاب العروبية الشمولية كالبعث.
فينتقل وبسرعة من الماضي ما قبل الإسلام إلى الماضي القريب، ليركز على مواقع قبيلة عنزة، كمخرج من الضائقة التاريخية التي لا توجد مصادر مؤكدة لتثبيتها. وقبيلة عنزة هي فرع من فروع ربيعة، التي أصبحت الأكثر انتشارا في شمال بادية الشام، وجنوب الفرات الأوسط، في نهايات القرن الثامن عشر؛ حيث كانت هجراتهم الأولى من شمال الجزيرة العربية، وبدايات ظهور آل سعود على الساحة، الذين ينسبون ذاتهم إلى قبيلة عنزة، وقد خرجت منها بطون وفروع عديدة. ففي تلك الصفحة وباختصار يحدد موقع عنزة -الرولة الجغرافي ضمن بادية الشام، ونادراً ما كانت تصل بعض من فروعهم، كعشيرة عنزة-الفدعان، بترحالهم إلى أطراف الخابور الأدنى، أي مصبه في الفرات، قاصدا الجغرافية الآهلة بالكرد، وعلى الخصوص القبائل الكردية الإيزيدية، الذين كانوا في كثيره حضرا، في جنوب سنجار وحتى مصب الخابور مع الفرات الأوسط. وديمغرافية سنجار التاريخي وما حولها من الحضر معروفة منذ بدايات الساسانيين والغزوات الإسلامية الأولى، وحتى حملات الإبادة العثمانية المتتالية عليهم بسبب ديانتهم الأزداهية العريقة والتي عكستها الزرادشتية والمانوية والإبراهيمية الثلاث.
ويثبت تاريخ مدينة سنجار العريقة والمار ذكرها عند جميع المؤرخين العرب القدامى، والمستشرقين، على الوجود الجغرافي للكرد الإيزيديين في تلك المنطقة، وتواجدهم في المراكز الحضرية رغم الهيمنة الإسلامية، وعلى مدى قرون عدة. ويوثقها الكاتب في كتابه بمقولة عابرة في الصفحة (137).
هنا لا نورد مصادرا، لتثبيت مقولتنا، لأن الكاتب يسقط عن ذاته المصداقية، على خلفية التناقض بين مصادره، وأسانيده القاصرة أو الضعيفة في تثبيت تاريخ حضور القبائل الرحل العربية. كما وأنه وعلى مدار كتابه يستخدم أسلوبه المميز في التمويه، والدارج عادة لديه، بعرض مصادر عديدة وراء بعضها البعض وبكثافة؛ حتى لو لم تكن لهذه المصادر علاقة بالموضوع؛ وذلك ككاتب السلطات الشوفينية، للتغطية على تلفيقاتهم من أي نوع كان. مجرد إلهاء القارئ وثنيه عن التحقق من المصادر، مثلما يفعلها اقتصادييهم بسرد إحصائيات وراء أخرى ليصرفوا بها شأو المتلقي على تقصي مصداقية الأرقام.
حتى لو جزمنا بتاريخ الباحث، وسكنهم لجغرافية الجزيرة، المدرجة عربيا، والممتدة حسب منطق بعض سياسييهم قبل باحثيهم، إلى مدينة (آمد) ديار بكر، فلن يطيح بوجه الغرابة فيما آل إليها تاريخ قبائل الشمال العربية، وأين هم الآن؟ هل انقرضت تلك القبائل الكبرى، والتي كانت تعرف، في التاريخ العربي-الإسلامي، بربيعة وفروعها الأربعة، ومثلها القيسية، من الجزيرة كليا، أم أنه تاريخ انبنى على أساطير مختلقة لقبائل رحل، جاءت مع الغزوات الإسلامية الأولى، وعادت بعد فترة إلى مواضعها؟ ونعلم أن مقولات إضفاء الأسماء والتحضر، المبنية على دراسات التاريخ العصري والمستنسبة إلى الطرق العلمية في البحث، تحتوي على إشكاليات مليئة بالبتر والتلاعب، ظهرت معظمها، في ظل هيمنة السلطة العربية، وهي تشبه في كثيره العروض الأسطورية للمؤرخين العرب، مثل تاريخ قبائل العمالقة وغيرها من الأساطير.
وإدراج الباحث جنوب كردستان، وبهذه السذاجة التاريخية، تحت ملكية القبائل العربية، وليست كسيطرة آنية ظهرت مع الغزوات الإسلامية، تجاوز لكل القيم العلمية الأركيولوجية والوثائق التاريخية والعلاقات البشرية في تلك المناطق، وتأكيده على أن هجراتها من الجزيرة العربية حصلت قبل الإسلام واستوطنت تلك المناطق، تحريف، لا يخامره الشك، للحقائق التاريخية، ومن ضمنها حقائق التاريخ الإسلامي، وما أوردها المؤرخون الإسلاميون كالطبري وابن الأثير، والمقريزي وغيرهم، وتذكير المناطق بديار بكر وربيعة وغيرها في كتابه المذكور، المسنود على المصادر الحديثة المدعومة من القوى العروبية الصاعدة، ينسف مصداقية الكاتب، ويفضح تزويره للوثائق التي يفردها في القضايا الأخرى. ولأسباب عديدة، منها:
يتبع...



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة ستقود العالم - 2/2
- امرأة ستقود العالم - 1/2
- الحزب الثالث الأمريكي - 2/2
- الحزب الأمريكي الثالث - 1/2
- شيفرة دي مستورا - 3/3
- شيفرة دي مستورا - 2/3
- شفرة دي مستورا - 1/2
- إشكالية دستور سوريا القادمة
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثامن عشر
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 2/2
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 1/2
- دراما الحركة الثقافية الكردية - 2/2
- دراما الحركة الثقافية الكردية - 1/2
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء السابع
- انتصار بشار الأسد!
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء السادس
- أردوغان على خطى النازية - 2/2
- أردوغان على خطى النازية - 1/2
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الخامس
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الرابع


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن