أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - القضية الكردية في سان بطرسبورغ















المزيد.....

القضية الكردية في سان بطرسبورغ


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 21:41
المحور: القضية الكردية
    


لا يمكن توقع خلو حوارات الإدارات التركية، من أتاتورك وحتى أردوغان، من القضية الكردية والكردستانية، وخاصة مع الدول المعنية بقضايا الشرق الأوسط، وغالبا ما تكون في مقدمة جدول أعمالها. وفي حضرة القيصر، لا شك أنها درجت كأحد المحاور الرئيسة، لربما مزجت ما بين السخاء الذي سيتكرم به أردوغان، مقابل تقبل شروطه في حل القضية وعلى مقاسه، ضمن سوريا قبل تركيا، كما ولايستبعد أن يكون هناك قبولا بوتينياً ما في هذا المجال، خاصة وأن التحالف الكردي الأمريكي يتصاعد في الحيز السوري، حتى ولو كانت تندرج ضمن محاربة المنظمة الإرهابية داعش، والتي بدأت تقلق سلطة بشار الأسد مثلما تزعج المعارضة السورية (الافتراضية)، والتي من المحتمل أن تتعامل هذه المعارضة مع سلطة بشار الأسد لمواجهة الكرد، تحت حجة محاربة قوات الحماية الشعبية وال ب ي د.
تم التحاور بين وفدي روسيا وتركيا على هذه القضية قبل القمة، ونعني قضية الكرد في شمال كردستان وجنوب غربه، قضيتي الـ ب ك ك والـ ب ي د وعمليا في واقع الفيدرالية المزمعة إدراجها إلى الواقع العملي بعد إيصال منطقتي جرابلس بعفرين، ومن المتوقع وتحت المتطلبات الأمريكية أن تدرج ضمنها الرقة، ومساحات جغرافية أوسع من مجرد منطقة ديمغرافية الكرد، وتسميتها بفيدرالية شمال سوريا، ولا يستبعد بأنها من ضمن الاستراتيجية المتفقة عليها روسيا وأمريكا، والظاهرة من خلال تصريحات مسؤوليهم الجانبيين، حول تكوين سوريا القادمة، لكن الواقع الروسي لا يستهين بهيمنته وفرض شروطه، وانزياح تركيا إلى جانبها ستصعد هذه النزعة ومن ضمنها القضية الكردية في سوريا.
يطمح أردوغان من خلال عقوده الاقتصادية المتعددة، ولربما تخليه عن الناتو أو تخلي الناتو عنه، وتمتين أواصر التلاحم مع دول بحر قزوين الإسلامية، وتنازله عن ملفات عديدة في الشرق الأوسط، ومن ضمنها دعم المعارضة الراديكالية السورية، وبتدرج، لتتخلى روسيا من دعمها السياسي والمعنوي لقوات الحماية الشعبية ولقوات سوريا الديمقراطية، ولا يستبعد أن تعرض تركيا على طاولة المباحثات مع بوتين اقتراحها الماضي ثانية، بإقامة منطقة حظر دولي في المنطقة الكردية ضمن سوريا، خاصة بعد سيطرة سلطة بشار الأسد وبمساعدة روسيا على قسم واسع من حلب ومحيطها، حتى لو أضطر أردوغان مقابلها التنازل عن معظم المعارضة السورية، التنازل الذي تم في الواقع العملي، عندما بدأت وقبل الاجتماع بيومين مرور القاذفات الروسية في سماء تركيا لضرب حلب والمعارضة السورية(الافتراضية) المسلحة، ولذلك كان تصريحه حول هذه النقطة قبل عقد القمة بيوم واحد مثيرا، وكما نعلم فإن أي حديث عن وحدة سوريا أو تجزئتها، يقصد بها الكرد قبل الطائفة العلوية، يتناسى هو والمعارضة السورية السنية، أن سوريا مقسمة من قبل المنظمات التكفيرية الراديكالية السنية وبمساعدة تركيا والدول الإسلامية، ومنذ سنوات دون أن يذكرها أي طرف، أو يعيروا قضية تجزئة سوريا والعراق بمقاييس المنظمات الإسلامية السنية العروبية، فتصريح أردوغان بأنه وروسيا سيخرجان بحلول للقضية السورية وبالصيغة التالية (وذلك من دون انتهاك وحدة الأراضي السورية التي تربطنا بها 950 كلم من الحدود المشتركة) تبين مدى قلقه من الفيدرالية الكردستانية المزمعة إقامتها، حتى ولو كانت تحت مسميات غير كردية.
يظل غير واضحا ما ستقدم عليه بوتين في هذا المحور، هل سيتخلى عن الكرد كما تخلى عنهم جده السابق ستالين لمصلحة روسيا، أم أنه سيكون أكثر متمسكا بالمبادئ، ونقول مبادئ، ونحن نعلم أنه في السياسة لا توجد مبادئ بل مصالح، ومصلحته تفضل تركيا على الكرد، خاصة وأن الكرد لا يزالون يعانون من التشتت والخلافات العميقة، إلى جانب أن الظروف حتى اللحظة غير مؤاتيه لـ ب ي د، ولا هي ملائمة لرفع سقف مطالبه مع الأمريكيين، كما وأن الحلف الأمريكي، في هذا الحيز لا تقدم السند للكرد على سوية ما ستقدمه روسيا لتركيا على خلفية مصالحها، فالخطر على مستقبل هولير والإدارات الذاتية أكبر من المتوقع.
أردوغان، بعد الانقلاب، واتهامه لأمريكا بشكل مباشر، والمؤدية إلى عقد القمة بينه وبين بوتين، والتنازلات التي سيقوم بها، والتغييرات التي أجراها في الإدارة، وضمن الحزب، وضرب المعارضة القريبة والبعيدة، يجر تركيا إلى مسار جديد، للحفاظ على مركزه وعلى قوة حزب العدالة والتنمية، ولا شك أنه وطني يبحث عن مستقبل جيد لتركيا القادمة كما يراها هو، لهذا فكانت لهذه المسيرة خطوات جريئة عملية لزعزعة قوة المعارضة، الكمالية في الجيش والمجتمع أيضا، حتى ولو كان لا يتعرض إلى النزعة الكمالية بعد، لكننا لا نستبعد بانه يحضر لها، ويحتاج لبعض الوقت، كما وسيستمر في وضع حلول للقضية الكردية على مقاسه، وبدون الـ ب ك ك والتي يدرجها مع قائمة كولن وخانة داعش، ولربما بدون أية طرف سياسي كردي، ليبقيها ضمن منطق حقوق المواطنة، وبعيدة عن مواد الدستور، سيكثف من حراكه لوضع حلوله لهذه القضايا، بعد أن يتخلص من آثار محاولة الانقلاب وتبعياتها داخليا وخارجيا، والتي أثرت بالتأكيد عليه.
ومحاولات الابتعاد عن المحور الأمريكي الأوروبي، والتقرب من الروسي تندرج ضمن هذه الاستراتيجية، وإن نجح فيها سيكون قد نقل بتركيا نقلة لن تقل عن نقلة أتاتورك لها، وإن فشل فستكون كسقوط الإمبراطورية العثمانية، قد تؤدي حتى إلى تفتيت تركيا، أو لربما نظام تركي فيدرالي، وهو النظام الذي لو طبقها سابقا أو في هذه الفترة لاستطاع بها الهيمنة على المنطقة، وفرض شروطه وإملاءات على الدول المجاورة ولربما على الكبرى، ولكن هذه الاحتمالية تنعدم على عتبات خلفيات نزعته القومية وإلغاء الأخر، والرهبة من الدول الإقليمية المعادية للكرد. مع ذلك فما ينجرف إليه أردوغان لا بد وأنه سيكون للكرد فيها حصة، وإلا فالصراع لن يخمد في المنطقة، وبمساندة إحدى قطبي الإمبراطوريتين، والمعادلة تستند على من سيستفيد من رجحان تركيا مستقبلاً في المنطقة، ومساندة القطب الأخر للكرد، وبالتالي المنطقة ستبقى ضمن لهيب الصراع الدائم، وحلها بيد أردوغان.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
9/8/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمزية سان بطرسبورغ
- احتمالات مصير غربي كردستان -2
- احتمالات مصير غربي كردستان
- إسلام من يتبع داعش والقاعدة
- الانقلاب التركي كردياً
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن
- امرأة ستقود العالم - 2/2
- امرأة ستقود العالم - 1/2
- الحزب الثالث الأمريكي - 2/2
- الحزب الأمريكي الثالث - 1/2
- شيفرة دي مستورا - 3/3
- شيفرة دي مستورا - 2/3
- شفرة دي مستورا - 1/2
- إشكالية دستور سوريا القادمة
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثامن عشر
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 2/2
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 1/2
- دراما الحركة الثقافية الكردية - 2/2
- دراما الحركة الثقافية الكردية - 1/2
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء السابع


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - القضية الكردية في سان بطرسبورغ