أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الانقلاب التركي كردياً














المزيد.....

الانقلاب التركي كردياً


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5235 - 2016 / 7 / 26 - 03:29
المحور: القضية الكردية
    



نفى براك أوباما معرفته المسبقة بالانقلاب العسكري في تركيا، وبشكل قاطع، وبلكنة عميقة في الجدية، وكأنه كان يتحدث إلى أردوغان مباشرة، وليس أمام مجموعة من الصحفيين، على هامش لقائه بالرئيس المكسيكي، والجاري حول قضية (نافتا) والهجرة، إلى درجة أن تعابير وجهه بينت بأنه كان يشعر بالذنب. الانقلاب، وفشله، كانت مفاجئة بالوزن الثقيل، لجميع المحللين السياسيين، ولقادة الدول العالمية والإقليمية، وللمنظمات التي تتغذى من الاستراتيجية التركية ذات الإسلام السياسي الليبرالي شكلا والراديكالي السني عملاً، لكنها وفي العمق لم تكن مفاجئة لقادة عسكريين، ومراكز الاستخبارات العالمية كالـ (سي أي إيه) ولا للمخابرات الروسية (ك جي بي) وهي ما أدت بالنفي المذكور، وكأنه شعور بالذنب، وما أدى ببوتين ليذكر بأنه وبطريقة ما ساعد على إحباطها.
كل الاحتمالات عرضت على بساط البحث، وكل الأطراف اتهمت، حتى الذين كان الانقلاب يريد الإطاحة بهم وبينهم أردوغان ذاته! ولا يزال المدبر الحقيقي طي الكتمان، ولا نستبعد بأن لـ(أتاتورك) في القبر يد فيه، فهو من بين الأكثر المتضررين بنهج حكومة العدالة والتنمية، أو أن (السلاطين) خططوا لها ليوقظوا أردوغان ويسرع على تدمير الكماليزم، مثلما دمروا النهج السلطاني.
كل الأطراف غرف منها قدر الإمكان، تصاعدت التحاليل، وما ستؤول إليه تركيا، وتتراكم التوقعات، وما سيجنيه أردوغان، وهو ما كان يبحث عنه، والسلبيات التي جلبتها الحركة الانقلابية على حكومة العدالة والتنمية، وجميعها تظل ضمن إطار التخمينات. لكن ما هو أقرب إلى الواقع، أن أردوغان سيجر تركيا إلى نهج دول الشرق الأوسط الدكتاتورية، وهي فرصة وجدها كالوحي، نزل عليه للتخلص من معظم معارضيه، وتصفيتهم، لبلوغ غايته، ويبدأ بتطبيق النظام الجمهوري.
ومن المتوقع بأن الكرد، تحت صبغة حزب ال ب ك ك، سيكونون من ضمن الأعداء الأكثر تعرضا للثأر. مع ذلك، وعلى الأغلب، سيبدأ بمعارضيه من القوى التركية، الأكثر خطراً وتأثيرا بين المجتمع من القوة الكردية، لهذا لم يكن اعتباطيا عندما اتهمت حكومته إدارة أوباما بالمعرفة المسبقة وتكتمت عليها، وهي تدرك تماما أن البيت الأبيض وحسب أساليب التعامل ما بينها والـ (سي أي أيه) لا تستلم المعلومات عن أمثال هذه المؤامرات إلا بعد نجاحها أو التأكد من نجاحها، ولأسباب عديدة. ولكن مع ذلك فحكومة أردوغان أثارتها كورقة ضغط لتتخلى أميركا عن أحد أكبر أقطاب المعارضة (فتح الله كولن) وتسلمها له. فالكماليزم والـ ب ك ك معارضة في الدرجة الثانية مقارنة بالداعية الإسلامي هذا، بالنسبة للسلطة، وليس كنهج وغاية استراتيجية قومية، وأردوغان اليوم يهمه السلطة أكثر من النهج والاستراتيجية، والتي من أجلها تطبع مع إسرائيل وروسيا، رغم الاختلافات الدينية والمنهجية والتناقضات الاستراتيجية، ويتحرك ليتممها مع سلطة بشار الأسد والعراق الشيعي، متجاوزا كل ما قدمه للمعارضة السورية، لأن جميع هؤلاء يمثلون خطرا دائما على سلطته الشخصية، وهيمنة العدالة والتنمية.
وهنا تكمن محور الخطر بالنسبة لـ ب ك ك، فلا حرج عليهم بالنسبة لسلطته، والكرد لا يبحثون في تغير السلطة، وهذه ليست غايتهم، ومطالبهم استراتيجية منهجية، لهذا فعلى الأغلب سيداوم على صراعه مع الـ ب ك ك، ولا نستبعد بتسعير هجماته عليهم تحت غطاء محاربة ال (ب ك ك) وهي حملات استراتيجية منهجية ستساعده للتغطية على انحرافاته التكتيكية، وستؤمن له الغطاء الكافي للتغطية على تنازلاته المهينة للحفاظ على سلطته.
لا شك، الكرد يدركون، وبناء على خبرة العقود الماضية، أن حكم العسكر والانقلابيين الكماليزم أبشع بكثير من الحكومات المدنية، والتي فيها نكهة ديمقراطية، حتى ولو كانت تفوح على الطرف التركي دون الكردي، مع ذلك تبقى بإمكان بعض الجهات الكردية وبأساليب دبلوماسية الاستفادة منها، مثلما فعلتها حزب الشعوب الديمقراطي. وليس خافيا ما فعلته الكماليزم وقادة الانقلابات بالكرد، والدمار الذي ألحقوا بالحركة الكردستانية عامة وبالشعب، وهي تحتاج إلى مجلدات لتبيان بشائعهم، وقادة الانقلاب الفاشل الأخير (في حال افترضنا جدلا أنه لم يكن مدبراً) لن يكونوا بأفضل من السابقين، وسوف يطبقون نهج أتاتورك العنصري.
ولا تعني هذا بأن أردوغان سيمثل نهجا خيراً، ويمكن الارتكاز عليه بأنه سيقدم حلولا لإخراج تركيا من أزماتها مع القضية الكردية، وعلى الأغلب يدرك أن الحل مع الكرد لتركيا أفضل من التصعيد، لكنها لا تخدم غايته الذاتية، وهيمنته، وهنا تكمن وجه الصراع في داخل إدارته، ما بين الغاية الذاتية ومصير تركيا، ولولا هذا، لأقتنع بأن الحل مع الكرد سابقا، وحتى على سوية النظام الفيدرالي، ستضع تركيا مع الدول الكبرى في العالم، وستفتح أمامها الطريق إلى الوحدة الأوروبية، وهو الأن وبعد هذا الانقلاب المشكوك فيه ومن كل جوانبه، يقف أردوغان أمام طريقين مع الكرد: إما تدمير تركيا والبقاء مهيمنا لفترة أطول، أو إنقاذ تركيا من محنتها والتي طالت بحدود قرن كامل، وخسرت على أثرها الملايين من البشر، والمليارات التي لا تحصى من الأموال، وتباطأ في النمو الاقتصادي، وفي فترات بلغت حدود الدمار.
ويبقى البعد الإنساني، والخير لكلية تركيا، ومصلحة الشعب التركي قبل الكردي، مرتبطة بمدى تنازله عن طموحاته، والعمل على إشراك الكرد في الدستور، والتعامل معهم بالطرق السلمية ووضع حلول مشتركة لبناء تركيا وطنية، وبدستور يعترف بحقوق الكرد كشعب، والشعوب الأخرى. وعلى الأغلب، أردوغان وحكومة العدالة والتنمية يملكان الأن تلك القوة، وبمفردهما، ليوضعها هذا النهج على جدول التطبيق، بعد أن قبر آخر جنرالات الكماليزم، والنهج أضعف من أن يستطيع الصمود في وجهه. ومع كل هذا، من المحتمل مستقبلا، ومع تناسي احتمالية أفول نجمه، أن يسلك أردوغان حلا سلميا حيال القضية الكردية، وبمقاييسه، ولكن ليس في شخص ب ك ك.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
7/23/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن
- امرأة ستقود العالم - 2/2
- امرأة ستقود العالم - 1/2
- الحزب الثالث الأمريكي - 2/2
- الحزب الأمريكي الثالث - 1/2
- شيفرة دي مستورا - 3/3
- شيفرة دي مستورا - 2/3
- شفرة دي مستورا - 1/2
- إشكالية دستور سوريا القادمة
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثامن عشر
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 2/2
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 1/2
- دراما الحركة الثقافية الكردية - 2/2
- دراما الحركة الثقافية الكردية - 1/2
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء السابع
- انتصار بشار الأسد!
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء السادس
- أردوغان على خطى النازية - 2/2
- أردوغان على خطى النازية - 1/2
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الخامس


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الانقلاب التركي كردياً