أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الشخصية الكردية - 1/2














المزيد.....

الشخصية الكردية - 1/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5255 - 2016 / 8 / 15 - 09:46
المحور: القضية الكردية
    


الأمة وتراصها تحتاج إلى الإيمان، وتستند على مدى ثقة أفرادها بالذات وبالانتماء إليها كحاضنة، والثقة مقياس لكينونة الشخصية المستندة عليها تماسك تلك الأمة أو هشاشتها، ومدى الإيمان بها، وهي من إحدى أهم عوامل تكوين الأوطان، وسيادتها، أو تشتتها، وقدراتها على مواجهة المتربصين، ورفض الإملاءات الخارجية أو الإرضاخ لها.
خوف الأنظمة الاستبدادية، من الشخصية الكردية؛ القادرة على قيادة الذات، وتنمية الإيمان بالتحرر وتعزيزها، دائم الحضور. تدرك بأنها في حال نهوضها ستتمكن من القضاء على معظم عوامل الشعور بالنقص، التي غرزتها على مدى العقود الماضية، وستنقلب المعادلة التي ترتكز عليها، لتحل محلها الإيمان بالوطن قبل الأحزاب، والقومية قبل القائد. تدرك هذه الأنظمة ولخبرتها الطويلة أن الكردي يملك من الإمكانيات الكافية لتحرير وطنه ذاتياً، إذا تبلورت الشخصية القويمة مع الإيمان الصادق، وتمت توجيهها بوعي.
فالمخاوف تدفعهم للعمل على ضخ عوامل التشتت بين الشعب الكردي، وإلهاء النخبة بقضايا داخلية، متوسعا هوة الخلافات، وضعضعة الشخصية، وبالتالي إضعاف الإيمان بالذات. ومن جملتها: قضية تحديد الشخصية الوطنية ما بين الخارج والداخل، وتجريم البعض على خلفية الهجرة والتهجير، والصراع على إفراغ الوطن من الشباب، وقضية العلم كرمز حزبي أو كردستاني، وتخوين القيادات، وتسمية القوات العسكرية، وتقدير الشهداء، والدفاع عن الوطن، وتحديد العدو، والتعامل مع القوى الإقليمية، وعلينا ألا ننسى قضايا العلاقات التكتيكية أو الاستراتيجية، إلى استغلال البعدين المذهبي، والتقارب الفكري، وإثارة قضية الوحدة الطوباوي بين الأحزاب المتضاربة دون غيرها من الطروحات المنطقية، وغيرها من القضايا التي أولجتها الأعداء لإلهاء الشعب والحركة والنخبة بصراعات لا نهاية لها. وهو ما يجري حتى هذه اللحظة، ونجحوا فيها كثيراً، مستخدمين أحدث الأساليب. ونجاحهم تظهر في عدة جوانب، كقضية مطالبتنا من الأحزاب الكردية أو الحركة بشكل عام بالوحدة، وهي صعبة التحقيق، فالمنطقي هو أن نعمل من أجل تهيئة الأجواء للإجماع الكردي.
ينجحون في استمرارية الهيمنة على أطراف الحركة الكردية والكردستانية، وفرض التبعية، وإرضاخهم للاتكال عليهم، رغبة؛ أو مخافة؛ أو رضوخاً، مستندين على الواقع النفسي المتردي، والإيمان المتزعزع، الكامن في لاشعور النخبة، والمؤدية إلى ديمومة الشخصية الضعيفة، المدمرة للثقة بالقدرات الذاتية على قيادة مجتمعه دون الاستعانة بالقوى الخارجية، وهذه هي إحدى الغايات التي تعمل من أجلها الأنظمة المستعمرة لكردستان، ويسهرون على تغذيتها من أجل الاستمرار، بعوامل موضوعية وذاتية.
بعيدا عن العلاقات التكتيكية أو الاستراتيجية التي تغطي تبعية الحركة الكردية للأخرين مرغمة عنها، لا يوجد حزب أو منظمة كردية على مستوى كردستان أو في الأجزاء، دون أن تكون مطبوعة عليهم (من صنع السلطات أو الأنظمة الإقليمية) أو أنهم يدورون في فلكهم، أو يتحكمون بأمورهم المربعات الأمنية. والجميع يتهمون بعضهم بالتعامل مع الأعداء، ويخونون القيادات أو الأشخاص المعروفة في الطرف الآخر، وجل هذه التقييمات تصدر من دوائر المربعات الأمنية، وتفرضها لديمومة الصراع بينهم، ولا علاقة لأطراف الحركة الكردية بها، فيما لو جردت من الإرضاخ للقوى الإقليمية، بل وعلى الأغلب، سينعدم التلاسن والتخوين أو أنها ستدنى إلى الحضيض لو تمكنت من تحرير شخصيتها.
من المحزن، أن الشخصية المهزوزة لم تعد تنحصر في القيادات الحزبية، بل انتقلت بدورها وبإملاءات إلى شريحة واسعة من المجتمع، فتطمر معظم عوامل الإيمان بمستقبل ناجح، وتكاد تهيمن على النخبة، فلا تخف حدة الخلاف على قضية حتى تكون قد ظهرت أخرى بيننا، فمنذ فترة غير قليلة، بدأت تنتاب مسامعنا مقولات بائسة، تنادي بأن الذي لا يقف مع حزب ضد حزب، مسلوب الإرادة وانتهازي، أو ما شابهها من التهم، بل وأصبحت الشريحة المطالبة بالتحرر والناقدة للواقع الجاري أكثر الناس عرضة للتهجم، ويخططون لعزلهم عن المجتمع وتكتيم أصواتهم، بل وتصاعدت السخرية من مطالبهم، يدرجون مقولات كتاب مشهورين وسياسيين معروفين في التاريخ، حول الوقوف إلى جانب الحق ضد الباطل، وعدم السكوت على تعرية الطرف الآخر، وغيرها، متناسين أن معظم تلك المقولات عرضت كحكم وأمثلة في واقع الأوطان، والدول ذات الأنظمة والحكومات، وليست للواقع والظروف كالتي يعيشها الكردي، حيث الإرضاخ، والتشتت بكل أنواعها، وغياب الوطن، والأمة التي لا تزال تنخر فيها التآكل. ومن المؤسف أن الأغلبية منا لا ينتبه إلى أن هذه القضايا تروجها السلطات الشمولية الاستعمارية، لتعتيم الرؤية، وتوسيع هوة الخلافات بيننا، وإدراج الشريحة الوطنية المطالبة، الثقة بالذات والتحرر من التبعية المرغمة، طرفا ثالثا في الصراع، لإضعافها، وتقوية الأطراف المتصارعة. ..
يتبعها صراع الأحزاب ...



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية في سان بطرسبورغ
- رمزية سان بطرسبورغ
- احتمالات مصير غربي كردستان -2
- احتمالات مصير غربي كردستان
- إسلام من يتبع داعش والقاعدة
- الانقلاب التركي كردياً
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن
- امرأة ستقود العالم - 2/2
- امرأة ستقود العالم - 1/2
- الحزب الثالث الأمريكي - 2/2
- الحزب الأمريكي الثالث - 1/2
- شيفرة دي مستورا - 3/3
- شيفرة دي مستورا - 2/3
- شفرة دي مستورا - 1/2
- إشكالية دستور سوريا القادمة
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثامن عشر
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 2/2
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 1/2
- دراما الحركة الثقافية الكردية - 2/2
- دراما الحركة الثقافية الكردية - 1/2


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الشخصية الكردية - 1/2