|
روسيا تقف على عتبة إعادة المشروع النهضوي ، دون بطاقة مرور .
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 03:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعاني الإنسان الروسي عبر التاريخ ، وتحديداً ، منذ أن شكل دولته ، داخل حدود جغرافيته التقليدية أو حتى المتمددة ،لأسس حقيقية قادرة على رفع من مستوى اقتصاديات الدولة ، الذي يتيح له تدريجياً ، من تحقيق الحلم الروسي في إعادة الإمبراطورية وتوسيعها نحو أوراسيا ، قديماً ، تركيا حديثاً ، ويتضح ذلك ، على اختلاف مراحل الدولة وإعتنقاتها ، الديني أو الوجودي ، وأيضاً مؤخراً ، بالرغم من الحداثة التى طرأت على الحياة الروسية ، مازال ، نمط التفكير ينحصر داخل بنيوية قديمة ، تقليدية ، وبالتالي ، يعكس دائماً ، على الإنتاج الصناعي وحجم الصادرات ، التى بالأصل ، متواضعة ، وقد يشير الحكم في روسيا ، السلافي تاريخياً ، الذين يشكلون أكثر من 80% في البلاد ويعتبرون من أكبر المجموعات في العالم ، في احتكامه لعملية بناء الدولة ، على المؤسسة العسكرية ، وأقل بكثير ، للمؤسسة السياسية ، حيث ، يعتبرون أنفسهم ، تلاميذ الإنتاج الفكري ، وهذا يفسر على الأقل ، تفوق الروسي في المجال العسكري وأيضاً المجال الفضائي ، ويفسر للمرء بشكل أوضح ، العقلية الروسية ونمطية التفكير الشعبي والشعبوي ، فهو ، محيط من الجوانب الأربعة ، ببعد واحد ، حيث يُبدع الفرد ، لكن ، المؤسسة لا تتمدد ، ويستمر بالإبداع ، لكن ، النظام يخفق في التسويق ، فالمؤسسة العسكرية ، لا تعتبر ، رأي الشعب ذات أهمية ، لكنها ، تحترم وتؤمن ، أن هناك شخصيات خارج دوائر الرسمية ، لها قدرات ولديها من الإمكانيات التى تضيف للمشروع العام ، ربما هي دائماً ، مهمشة ، وأحياناً ، يمارس في حقها الإقصاء .
وقد يجزم المرء ، لولا تفوق روسيا بالصناعات الحربية وقدراتها الاستخباراتية ، كان حال موسكو ، ليس أفضل بكثير من الدول العربية ، فالروس يعتمدون بشكل اساسي على الخامات التى هي بالأصل ، تتعرض في السنوات الأخير إلى تقلبات ، في حين تشير جميع المؤشرات ، بأن المستقبل ، للخيار المعرفة والتقنية العالية ، وإذا نظر المرء أيضاً ، نظرة عملية مجردة ، يجد أن الاتحاد الروسي ، وفي ذروة انتعاش الدولة وإعادة هيكلتها بفضل رجل المخابرات السابق ، مجدد الدولة اليوم ، الرئيس بوتين ، لم تواكب التغير ، ولم تسوق المجتمع إلى إصلاح حقيقي في قطاعين ، الصناعي والزراعي ، بل ، مارست مزيج من الكسل والغلو عندما اتكأت على تصدير النفط والثروات الطبيعية ، وهنا ، لا بد للروسي قبل أي فرد أخر ، حليف أو محايد ، أن يعي مسألة بالغة الأهمية ، وقد تكون بديهية ، لكنها ، مؤشر صريح ، يهدد الدولة استراتيجياً ، رغم تعاملها مع ذاتها ، على أنها دولة تمثل أمة ، حيث ، ترفض أن تكون دولة فوضوية ذات وظيفة عالية ، فقط ، كما ترغب واشنطن لها أن تكون ، فالوقائع تشير ، أن روسيا تقف على قاعدة صلبة ، كما شأن جميع الدول الكبرى ، تتمتع الدول الكبرى بمسألتين ، الأولى ، عسكرية والأخرى ، اقتصادية ، وهذا ، في الواقع الروسي حاصل من الجانب العسكري ، بفائض ، لكن ، من الناحية الاقتصادية ، تعتبر من الدول المتخلفة ، وقد سجل التاريخ ، خاسراتها في جميع المنافسات مع الدول المتقدمة ، صناعياً ، بل ، هي عاجزة من إحداث اختراق دولي في هذا المجال ، الذي يجعل خصومها مرتاحين للسقف التى تنتهي اليه .
بالإضافة إلى كل ما أسلفنا ، تواجه روسيا أيضاً مسألتين مختلفتين ، الأولى أمنية ، تهدد الإتحاد ووحدته ، وأخرى ، اجتماعية ، مثل الصحة والسكن والتعليم ، بالطبع ، الاثنين يجهدان الموازنة العامة ، وتستهلكان أموال طائلة ، لكن ، قد تكون المسألة الأخطر التى ستواجهها روسيا في المنظور القريب ، خروج النفط من السوق العالمي ، وهذا ، يحتاج إلى مشروع نهضوي ، ينهض بقطاعات مختلفة ، كالصناعة والزراعة ، وقبل ذلك ، لا بد من تفعيل القواعد العلمية ، المنتشرة في ارجاء التراب الروسي ، فلديها بنية تحتية ، لو قدر لها ، استثمارها والاعتماد عليها ، ستتخطى العتبة ، ببطاقة ، التى ستنقلها إلى نهوض حاضر دولياً ، بشرط ، توفير سوق ومجتمع ، حر ، وأيضاً ،لا بد من التحرر ، أولاً ، من الإرهاب الأمني ، الموروث عن النظام السابق ، لأن ، حدث رحيل النفط ، سيكون جلل وإرباك قاسي لكل من اعتقد أن رحيله غير وارد ، الخلاصة الأخيرة ، هنا لا افترض ، بل ، أرجح كذلك ، حول تلك العلاقة بين الأمريكي البرتستنتي المتواري خلف شخصية الكاوبوي والروس الأرثوذكسي المتواري خلف القناص زايتسيف ، وبالتالي ، العلاقة مازالت عصية على المراقبين والمحللين والسياسيين وأيضاً المفكرين ، هي شائكة وأكبر من التفكيك ، طابعها ، السرية ، يديرها رجال المخابرات من طراز الوزن الثقيل ، قد يفسر لنا التاريخ ، بدايتها ، التى بدأت منذ ، أن قرر الأمريكي انشاء مصنع أقلام الرصاص في الإتحاد الروسي وقبلها مصنع تجميع لسيارات فورد الشهيرة الأمريكية في ضواحي مدينة نيجني – نوفغورود وتطورت المصالح خلال الحرب العالمية الثانية ، حيث ، تلقت روسيا دعم غير محدود من لندن وواشنطن ومازالت تتلقى بسرية عالية ، دعماً ، الذي يوفر لها أن تلعب دور الموظف الكبير في منطقة الشرق الأوسط . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثنائية عرفات ودرويش
-
الدولة الوطنية ، أمام تحديات المشاريع الإقليمية والدولية
-
تحديات الدولة الوطنية أمام مشاريع إقليمية ودولية
-
محمد علي كلاي ، من رياضي القرن إلى تلميذ في المدرسة الأشعرية
...
-
حرب حزيران 1967 م كانت فاصلة وتعتبر بمثابة معركة اجنادين ..
-
الملك عبدالله الثاني يطرق باب البيروقراطية الأردنية ..
-
القاسم المشترك بين المسلمين الموريكسيين واليهود السيفارديم ،
...
-
غزو فكري مكمل للغزو العسكري والانتصار للتكنولوجيا ، مقابل ،
...
-
لم يعد النفط صالح للتهديد ، لكن هناك أسلحة آخرى بديلة
-
احذروا من اتحاد مصالح العرب ...
-
مرحلة تمكين إسرائيل إقليمياً ،، وفلسطين انتقلت من المقدس الي
...
-
هجرتان سببهم الفقر والقتل ،، تشابه في العقلية واختلاف في الأ
...
-
الأمير محمد بن سلمان ، كيف يمكن ، قطع الشك باليقين ، أن يكون
...
-
اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه
-
علاقة الصهيونية بالإمبراطوريات وعلاقة الإمبراطورية الأميركية
...
-
في ذكر رحيل ابو محمود الصباح ، تاريخ محتشد بالمواقف الأخلاقي
...
-
رحمك الله يا من مثل أحمد العربي في القطر التونسي ، شاعر الثو
...
-
من خصوصيات المرحلة القادمة ، أنها لا تقبل التعمية ولا الجهل
...
-
أمة عاجزة عن الدفع عن تاريخها ، من محاربة الإرهاب إلى محاربة
...
-
القاسم المشترك بين الأوروبيين والعرب ، هو ، التفكيك والانحلا
...
المزيد.....
-
فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت
...
-
شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ
...
-
شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية
...
-
وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ
...
-
بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
-
تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م
...
-
دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
-
مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
-
روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
-
الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|