مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 03:27
المحور:
كتابات ساخرة
كان ياما كان في قديم الزمان ملك يبيع اللؤلؤ والمرجان .
كان غنيا ، يملك المزارع والبساتين والدجاج والاغنام والثيران .
ولكن لا بد ان تمتد يـد الايام والزمان ، لتقطف ما بذله الله للخلق والانسان من خير ونعيم عميم وفاكهة ورمان .
تسلطت على الملك الغني زوجته الرابعة تنهيدة الاحلام وحلوة النسوان .
فاخذت تبذخ في شراء ما تحب من حرير ودمقس وكتان .
ولما كانت لا تحرص على مال وبنيان ، فانها خانت الملك واحبت أحد امراء الجند من قادة البلاد الخصيان .
فاغدقت عليه الهدايا والتحف والنياشين حتى صار كالديك صاحب الصوت الرنان .
فاخذ يغرد خارج السرب ، حتى ان المليك المفدى سمع باندهاش ما تردد في جنبات القصر من قصص وحكايات عن الامير الهمام وحلوة النسوان . رغم ان الامر لم يكن بينهما سوى اعجاب ونظرات خفاف لان صاحبنا ليس له صولجان الرجال .
قرر الملك ان يلقي القبض على امير الجند بالجرم المشهود ليقتص منه ، وليقطع دابره ليكون عبرة لمن يعتبر من جند وحراس .
فاولم المليك وليمة لامراء الجند في القلعة القديمة ، وحين اكتمل عددهم وتحلقوا حول خوان الطعام ، بادرهم الاتباع بالرمي بالمنجنيق والبندق والسهام ، فاردوهم قتلى يسبحون في بحر من الدماء والالام .
فلقى صاحبنا الامير الهمام مصرعه مع من صرع في تلك القلعة المشؤومة .
وما كان من الاميرة حلوة النسوان الا ان تـنـتـقم .
فاولمت للمليـك وليمة حمراء ، وارتدت اغلى ما لديها من حرير يشف عن مفاتن انوثتها ويكشف كل جميل وفتان مما يسر الناظرين ويشفي داء العشق والوجد لكل متيم ولهان .
جلس المليك ، فرقصت حلوة النسوان ، واطعمته بيديها لقيمات من السفرجل المعجون في لحم الحمام وطيب الزعفران ، فاكل وشرب مما قدمته من شراب يروق للعشاق والاحباب والخلان .
اخرجت حلوة النسوان من بين طيات ثوبها الهفهاف ، ملعقة من مسحوق الطحين الابيض القتال ، فاتخمت به اناء الرز المعطر للمليك الولهان ، وما ان تناول منه ملعقة حتى خر على وجهه كالثمل الشارب ارطال الدنان.
وهكذا رحل المليك وملكه وثروته وخانته حلوة النسوان .
فهل تخون مليكنا حلوة البرلمان وتقدم له كأس الطلا مليئا بشراب الخزي والنسيان ليشرب منه ويرحل مع من رحل ممن لن يرد ذكرهم في قادم الايام ولا في ماضي الزمان .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟