أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - متى يرفع المواطنون رئيس الوزراء على اكتافهم














المزيد.....

متى يرفع المواطنون رئيس الوزراء على اكتافهم


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 5255 - 2016 / 8 / 15 - 06:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مر العراق بحقب تاريخية مختلفة ، اشهرها الحقبة التي حكمت فيها الدولة العثمانية العراق لعقود عديدة ، واشتهرت بفرض الضرائب ونهب ثروات البلاد .
وكان الولاة العثمانيون من اشد الحكام ظلما على المواطنين ، فاشتهرت القصص التي تفضح هؤلاء الولاة بنهب الاموال واخذ الرشوة .
وكان لقرار حسن باشا اللجوء الى شراء الصبيان من القفقاس ومن مدينة تفليس / جورجيا ، التي كانت مشهورة ببيع الصبيان ، من اجل تاسيس جيش خاص به يعتمد عليه بدلا من الانكشارية سببا في تكاثر عدد المماليك الذين اصبحوا قوة لا يستهان بها استطاعت ان تسيطر على مقاليد بغداد في القرن الثامن عشر واشهر ولاتهم سليمان باشا المعروف ببغداد بكنيته ( ابو ليلة ) .
حتى ان الزهاوي قال قصيدة في السلطان العثماني عبد الحميد جاء فيها :
تأن في الظلم تخفيفاً وتهوينا
فالظلم يقتلنا والعدل يحيينا
يا مالكاً امر هذي الناس في يده
عامل برفق رعاياك المساكينا
لهوت عنا بما اوتيت من دعه
فابيض ليلك واسودت ليالينا
استبشر البغداديون خيرا عند قدوم الانجليز الذين زعموا انهم جاءوا محررين لا فاتحين حسب مقولة الجنرال مود حين دخل بغداد عام 1921 ، ما جعل الزهاوي وعلية القوم يستقبلون الجنرال مود ويلقون القصائد بين يديه .
وفتح السيد عبد الرحمن النقيب- نقيب الاشراف - داره لاستقبال المسز بيل التي اختارته لرئاسة اول وزارة ملكية بعد تنصيب الملك فيصل الاول القادم من بوادي الجزيرة اثر فشل الانجليز بفرضه على الشام بعد اتفاقيات سايكس بيكو الشهيرة ،وهو القائل - النقيب - ما معناه ان للانجليز حقوقا في حكم البلاد لانهم قدموا الضحايا والشهداء في تحرير العراق .
رغم هذا الترحيب والامل في ان يحقق الانجليز احلام العراقيين في الحرية والتحرر الاقتصادي ، الا انهم وجدوا انفسهم يغرقون في لجة المؤامرات البريطانية من اجل سرقة ثرواتهم من نفط ومنتوجات زراعية وثروات طبيعية ، وكبلوا العراق بمعاهدات استرقاق جعلت المواطن يحمل وزر حروب بريطانيا العظمى ويدفع بعض تكاليف الحرب العالمية الثانية ، ويفتح اراضيه للقوات البريطانية التي كانت تحارب المانيا الهتلرية .
ولم يجد العراقيون رغم تعاونهم مع بريطانيا العظمى ، والخدمات الجلى التي قدمها رجل بريطانيا الاول نوري السعيد ، اي فائدة تعود عليهم من تصدير ثرواتهم الطبيعية ونفطهم ، بل حتى جلود الاغنام والحبوب التي كانت تستولي عليها بريطانيا لتزدهر صناعاتها النسيجية والجلدية والنفطية ، لم تسلم من النهب والسلب لتتحول الى رافد يصب في جيب الاحتكارات البريطانية .
وهكذا اشتهرت في العالم شركات شل وبريتش بتروليم وغيرهما من امهات شركات النفط والصناعات المختلفة التي ازدهرت على حساب قوت الشعوب الفقيرة .
وبعد ان اشتهرت اسماء لورنس العرب والمسز جيرارد بيل و كوكز والمستر فيلبي وغيرهم ، لم يحصد الشعب العراقي سوى البؤس والفقر والامتهان على ايدي احفاد الجنرالات الذين وعدوا العراقيين بالخير والبركات .
وهكذا كان الوضع السياسي المتدهور والاحلاف الدولية التي كبلت العراق مثل حلف السنتو وحلف بغداد ، والشركات التي تنهب ثروات البلاد النفطية وحبوبها وتمورها مثل شركة بريتش بتروليم وشركة بيت اللنج وشركة بيت اصفر لتصدير التمور في البصرة وغيرهما كثير .
تحالفت بريطانيا الدولة الصناعية المتقدمة في اوربا صاحبة النهضة الصناعية قبل اكثر من مائتي عام ، مع الاقطاع الرجعي في العراق ، فنصبت الاقطاعيين على رقاب الفلاحين لكي تحصد خيرات البلاد عن طريقهم ، في اخس عملية تخادم بين الاقطاع المتخلف وبريطانيا العظمى التي كان الشعب العراقي يعول عليها في بناء حياته الجديدة بعد الاستعمار العثماني الذي استمر عقودا طويلة . ولكن للاسف لم يحصد من بريطانيا سوى السجون والقتل في التظاهرات والاعتقال الكيفي وممارسات الشرطة السرية والتحقيقات الجنائية . بل الانكى من ذلك حتى تسقيط الجنسية عن اليهود العراقيين وارسالهم الى اسرائيل تم ابان الحكم الملكي التابع لبريطانيا ولم يكن ذلك دون تخطيط من الدوائر السياسية البريطانية وحكومة نوري السعيد .
وبعد ان تحرر العراق من الاستعمار البريطاني عام 1958 بثورة تموز المجيدة ، استشنق العراقيون لاول مرة نسمات الحرية ، وحصلوا على ثروات بلادهم كاملة وشعروا باهمية الاستقلال والتحرر الاقتصادي من ربقة عجلة الاستعمار والاقطاع ، فتم تحرير الثروة النفطية بقانون رقم 80 الشهير وتحرير الفلاح من قبضة الاقطاع بقانون الاصلاح الزراعي وتحرير المرأة بقانون الاحوال الشخصية .. وغيرها من القوانين الهادفة لسعادة المواطن العراقي .
ومن خلال ما لمسه المواطن العراقي من اهتمام حقيقي من لدن رئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم انذاك بحياة المواطن ، وحرصه على اسعاده والتفاني في خدمته والتضحية من اجله .
لم يتوانى المواطن العراقي من حمل الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء على اكتافه اينما التقى به ، حتى سيارته التي انغرزت في الشارع الطيني ، رفعها المواطنون الفقراء على اكتافهم .
لذلك يجب ان يسأل اي وزير او رئيس وزراء عراقي نفسه لماذا يرفعون الزعيم عبد الكريم قاسم على اكتافهم في الوقت الذي يخاف الوزراء ورؤساء الحكومات الذين جاءوا بعده من السير في الشارع مع المواطنين ، دع عنك حلم ان يحملهم المواطن على الاكتاف .
بل انهم على ثقة من ان المواطنين سيرمونهم في سلة المهملات ، وبعد مماتهم سيجدون انفسهم في مزابل التاريخ .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاضينا يحكم في الحلاوة
- الفضيحة...... سيناريو فيلم مجلس النواب
- بذخ مجلس النواب الشبعان وتقشف الشعب الجوعان
- من المطلوب للمشاركة في التظاهرات
- العالم أفضل بدون صدام .. توني بلير يغني
- هل يعرف وزير الخارجية الجعفري القاعدة الدبلوماسية Persona no ...
- التقرير البريطاني عن فساد البرلمان مقال قديم اعيد نشره من قب ...
- اين تذهب الاموال وما مصير القروض المليونية
- مجلس النواب العراقي .. باي باي لندن
- واخيرا تم الكشف عن المندسين
- يد لمحاربة داعش في الفلوجة واخرى لاصلاح الفساد في الخضراء
- دعوة الى المندسين لحضور حفل عشاء في الخضراء
- نداء ... تظاهرة الى المرجعية في النجف الاشرف
- اقتحام الخضراء .. وراء الاكمة ما وراءها
- الشعب باق و الخضراء الى زوال
- المقامة القنفنية والحكومة الفستقية
- مدينة الثورة .. ماذا تنتظر
- الجماهير التي اقتحمت الخضراء عليها ان تعيد الكرّه
- بغداد بين القاضي والدرويش
- العبادي وماري انطوانيت


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - متى يرفع المواطنون رئيس الوزراء على اكتافهم