أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - ألليكود المقزّم يتخبّط بين فكّي اليمين المتطرف والفاشيين















المزيد.....

ألليكود المقزّم يتخبّط بين فكّي اليمين المتطرف والفاشيين


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ان يستقيل وزير المالية الليكودي، بنيامين نتنياهو، من حكومة شارون، وفي اوج المعركة التي شنها "المتمردون" من قادة الليكود وكوادره وقطعان المستوطنين وسوائب العصابات الفاشية العنصرية من ايتام ارض اسرائيل الكبرى، ضد خطة اعادة الانتشار في غزة وشمال الضفة الغربية الشارونية احادية الجانب، في اوج هذه المعركة حذرنا من مغبة بلورة تكتل، محور واسع من قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية يتسلط على الحكم ويقود البلاد الى هاوية الفاشية. كما اكدنا بان القوى اليمينية المتطرفة والفاشية العنصرية تسعى لايجاد وتنصيب قائد، رئيس ديماغوغي لقيادة مسيرتها، وان بنيامين نتنياهو هو الهدف المنشود. واستجاب نتنياهو لطلب اليمين المتطرف فكانت استقالته من حكومة شارون – بيرس والادعاء بشكل ديماغوغي ان الدافع لاستقالته يكمن في معارضته لخطة اعادة الانتشار الشارونية ولاخلاء المستوطنين من قطاع غزة. ولكن الدافع الاساسي لاستقالته كان العمل لبلورة القوى المعارضة لخطة شارون في معسكر بزعامته يسعى للاطاحة بشارون والسيطرة على حزب الليكود برئاسة نتنياهو وتمهيد الطريق لكي يصبح نتنياهو مرشح الليكود وقوى اليمين والاستيطان والفاشية العنصرية من المفدال وهئيحود هلئومي ويسرائيل بيتينو وشاس لرئاسة الحكومة والعمل لاقامة حكومة يمينية متطرفة تدفن أي امل بالتسوية للقضية الفلسطينية وتخلد الاحتلال الاستيطاني وتبقي جرح الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني ينزف دما. ولتحقيق هذا الهدف حاول نتنياهو وحليفه اليميني المتطرف عضو الكنيست عوزي لانداو تقريب موعد الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) في الليكود بهدف الاطاحة بشارون. وقد فشل نتنياهو ومعسكره في تحقيق هذا الهدف في مركز الليكود، فنتائج التصويت كانت انتصارا لمعسكر شارون الذي افشل تقديم موعد البرايمرز. وقد ادرك ارئيل شارون ومعسكره انه اصبح من المستحيل التعايش مع معسكر ارض اسرائيل الكبرى في اطار الليكود، فخرج ومعسكره من الليكود واقام حزبا جديدا اطلق عليه اسم "كاديما" – الى الامام. ولم يخرج شارون من الليكود لانه غيّر مواقفه المعادية للحقوق الوطنية الفلسطينية، لحق الشعب العربي الفلسطيني بالتحرر والاستقلال في اطار دولة سيادية مستقلة، بل لانه ادرك ومن خلال قراءاته لخارطة المتغيرات والتطورات الجديدة في المنطقة وعالميا ان مواصلة التمسك بايديولوجية الليكود وسياسته الممارسة، ايديولوجية ارض اسرائيل الكبرى وعدم الانسحاب من أي شبر ارض فلسطينية وعربية محتلة لم تعد مقبولة لا عالميا ولا منطقيا ولا حتى بين اوساط اسرائيلية واسعة.. ادرك ان مواصلة التمسك بايديولوجية ارض اسرائيل الكبرى يتناقض مع استراتيجية الحليف الاستراتيجي الامريكي، مع استراتيجية ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية للهيمنة في الشرق الاوسط وتدجين انظمتها وبلدانها في خدمة المصالح الامبريالية الامريكية واحتكاراتها عابرة القارات، والتي لاسرائيل الرسمية دور ومكانة كشريك وكمحفر امامي في تجسيد هذا المخطط الاستراتيجي العدواني. وللقيام بهذا الدور فان مصلحة دفع عجلة استراتيجية العدوان والهيمنة الامريكية – الاسرائيلية تستدعي ان يتقمص ذئب العدوان، جنرال المجازر والاستيطان، جلد الحمل، والاصح لعب دور حمامة السلام لتضليل الرأي العام العالمي والعربي والاسلامي ولتجنيد دواجن جديدة من الانظمة العربية في خدمة استراتيجية الهيمنة هذه. وهذا كان احد الاهداف المركزية لخطة شارون باعادة الانتشار في غزة التي نعتبرها جزءا عضويا من المخطط الهجومي الامبريالي الامريكي على المنطقة، ووسيلة تضليلية لمصادرة الحق الفلسطيني الوطني الشرعي بالدولة المستقلة على كامل التراب المحتل منذ السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
ان خروج شارون ومعسكره من الليكود واقامة حزب كاديما قد حرطم وقزّم حزب الليكود، والاخطر من ذلك انه حول هذا الحزب الى وكر لليمين المتطرف وللفاشية العنصرية. وهذا ما كشفت عنه نتائج الانتخابات التمهيدية لانتخاب رئيس لهذا الحزب ومرشحه للمنافسة على رئاسة الحكومة وتأليف الحكومة القادمة بعد الانتخابات البرلمانية التي ستجري في الثامن والعشرين من شهر آذار المقبل.
ففي هذه الانتخابات لم يشارك سوى 45% من المنتسبين الى عضوية هذا الحزب، مما يعكس هروب الكثيرين من السفينة الليكودية المشرفة على الغرق. لقد نجح معسكر نتنياهو – لانداو داخل ما تبقى من الليكود في فوز نتنياهو كرئيس للحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة، أي ايصال اليمين المتطرف بمواقفه المعادية لاية تسوية سياسية مع الفلسطينيين تقود الى أي انسحاب ينظف الارض المحتلة من دنس الاستيطان والمستوطنين. والاخطر من ذلك ان الكتلة الفاشية التي انضمت الى الليكود قبل عدة سنوات التي تطلق على نفسها "قيادة يهودية" برئاسة الفاشي موشي فايغلين قد عززت نفوذها داخل الليكود المحرطم، فمرشحها على ساحة المنافسة على رئاسة الحزب، فايغلين حصل على 15% من الاصوات، بينما في الانتخابات التمهيدية السابقة لم يحصل الا على اربعة في المئة فقط! ولهذا فالليكود المقزم يتخبط اليوم بين فكي اليمين المتطرف المتمثل بنتنياهو – لانداو والفاشية الصهيونية المغامرة المتمثلة بفايغلين وعصابته الفاشية.
لقد قيّمنا ايجابا الانقسام الحاصل في الليكود ومن منظور اضعاف قوة اليمين المغامر والمتطرف، ولكن علينا ان لا نبالغ في الاستهتار بقوة اليمين المتطرف والفاشية العنصرية ومخاطرهما الجدية التي لا تزال انيابها تهدد بالافتراس. فبالاضافة الى ليكود نتنياهو – لانداو - فايغلين توجد قوى يمين مغامر وفاشية اخرى مثل "هئيحود هلئومي" و "المفدال" و "يسرائيل بيتينو" برئاسة الفاشي العنصري افيغدور ليبرمان. هذا اضافة الى كاديما شارون الذي يدعي قادته ان "حزب المركز" انه حزب الرجل الواحد، حزب شارون اليميني الذي لم يتغير جوهريا من حيث مواقفه السياسية والطبقية الاجتماعية. ونحن لا نستبعد ابدا قيام حكومة وحدة يمينية بعد الانتخابات من كاديما شارون وليكود نتنياهو والمفدال وشاس، او حكومة يمينية تغطي عورتها بانضمام حزب "العمل" الى صفوفها وبدخول بعض الاحزاب الدينية الاصولية اليهودية اليمينية، شاس او المفدال الى مثل هذه الحكومة برئاسة ارئيل شارون.
على ضوء المخاطر المرتقبة نعود ونوكد الاهمية القصوى من حيث المدلول السياسي لزيادة القوة التمثيلية لقوى السلام والمساواة والتقدم الاجتماعي اليهودية – والعربية، لزيادة القوة التمثيلية للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة والحرص على عدم تضييع وحرق عشرات الوف الاصوات العربية وتحمل المسؤولية الوطنية في صيانة الصوت العربي حتى لا تنهبه الاحزاب الصهيونية او يذهب هباء في أتون المحرقة. المسؤولية الوطنية التي تتطلبها المصالح الحقيقية للاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل وقوى السلام والدمقراطية اليهودية تستدعي التفكير جديا لبلورة تحالفات كفاحية تصون الصوت العربي من الضياع. المسؤولية الوطنية والانسانية التقدمية تستدعيان من مختلف القوى الحريصة على مصالح الجماهير العربية وقوى السلام والدمقراطية اليهودية، تكثيف الجهود لرفع نسبة التصويت بين الناخبين من المواطنين العرب وذلك لمواجهة وافشال المخطط التآمري الذي يكمن وراء مصادرة الشرعية السياسية التمثيلية للجبهة وللقوائم العربية غير المجرورة بحبال التبعية للاحزاب الصهيونية. هذا المخطط التآمري الذي تجسد برفع نسبة الحسم الى اثنين في المئة والغاء قانون فائض الاصوات بين الاحزاب.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصاية الدولية والمخططات السوداء - هل يضعون لبنان والمنطقة ...
- بناء على خطته -للحل الدائم-: هل أصبح عمير بيرتس من أنصار الت ...
- سنفتقدك دائمًا يا قبطان السفينة
- هذه الشنشنة التحريضية السافرة هدفها: ضرب الحزب الشيوعي والجب ...
- مع تقريب موعد الانتخابات المرتقب: ما العمل لقطع الطريق في وج ...
- يحاولون الاستظلال تحت رايتنا الطبقية الاشتراكية
- أي عمل وطني هذا?!- إدارة عولمة الارهاب الامريكية مسؤولة عن ا ...
- ماذا يختمر تحت سطح حكومة كارثية تتأرجح على كف عفريت؟
- أكثر من مجرد نقاش مع مجموعة سلامية اسرائيلية!!
- تقرير ميليس ينسجم مع استراتيجية -الفوضى البنّاءة- الامريكية
- مؤشرات لبداية مرحلة من الصراع هل بدأ اليسار يستردّ أنفاسه وي ...
- حسابات السرايا ليست كحسابات القرايا ألمدلول السياسي للقاء عب ...
- ألابر المشرّمة
- لمواجهة استراتيجية المجرمين في العراق وفلسطين المحتلين
- يلوح في الافق احتمال انقسام مرتقب في الليكود ألمدلولات السيا ...
- ماذا وراء التصعيد العدواني الجديد على قطاع غزة؟
- لمواجهة معسكري الرفض، المطلق والنسبي
- ألاعلام الطبقية الحمراء ترتفع بقوة في المانيا
- ألرسالة الحقيقية لشارون في معادلة الصراع الداخلي والاسرائيلي ...
- في الذكرى السنوية ال 60 لقيامها: ألامم المتحدة في قمة احتفال ...


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - ألليكود المقزّم يتخبّط بين فكّي اليمين المتطرف والفاشيين