أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظ بورحيم - اﻷستاذ الراقص














المزيد.....

اﻷستاذ الراقص


حفيظ بورحيم

الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


عرف عن جابر أنه شاب ذكي استطاع بفضل ذكائه أن يخترع آلة تحكم عجيبة تجعل المرء يرقص رقصات متعددة اﻷصول ..
ذات يوم وقع بينه وبين عمه اﻷستاذ عبد الكريم خلاف في إحدى مسائل علم المنطق ، فاتهمه هذا العم بالجنون والخبل وبأنه ليس شابا صالحا يمكن الاستفادة منه، فوقف جابر غاضبا وقال له متحديا :
- أعدك بأني سوف أجعلك تندم على كل كلمة قلتها .
فقال له العم :
- سنرى إذن ..
وفي الصباح تسلل جابر إلى بيت عمه ووضع لصاقة تستقطب إشارات التحكم في جيب معطفه العتيد ، فلما أفاق تناول فطوره وغادر المنزل للذهاب إلى المدرسة التي يشتغل بها، فلما التحق بقسمه حيا التلاميذ آمرا إياهم بالوقوف، وكتب على السبورة التاريخ وعنوان الدرس "القسمة العشرية" . وابتدأ الدرس بقوله :
يا أيها التلاميذ اﻷعزاء ، في هذا اليوم سنتعرف على القسمة العشرية بعدما تعرفنا سابقا على القسمة الإقليدية، وتعرف هذه القسمة بالفاصلة، وينبغي لكي نقوم بها أن نتبع نفس الخطوات مع إنزال ..
لقد أصابت جسده رغبة لا تقاوم في الرقص جعلته لا يكمل كلامه، فانطلق يرقص على الرغم من أنفه رقصا شرقيا تختص به راقصات مصر اللائي لا يتعبن منه في حفلات الزواج الشعبي، ثم أتبعه رقصا صوفيا على طريقة جلال الدين الرومي ثم تلا ذلك رقص أمازيغي وصحراوي وأوروبي الشيء الذي جعل تلامذته ينظرون إليه بأعينهم البراقة مستغربين من هذا الوضع غير المسبوق، فقال واحد منهم لزميله :
- لماذا يرقص اﻷستاذ وعلى وجهه نظرة جدية ؟
فأجاب اﻵخر :
- ربما لأن زوجته لم تهييء له طعام اﻹفطار ، فسرت زلزلة المعدة إلى أنحاء جسده ، فيا للمسكين !
بعدما أنهى اﻷستاذ رقصه اختبأ فجأة خلف مكتبه وطفق يخفي رأسه أحيانا ويظهره أحيانا أخرى، وعندما يظهره يحركه بشكل دائري ومتكرر .
فلما أمضى وقتا طويلا في فعل ذلك وقف مستديرا وانحنى موجها رأسه ناحية السبورة وبدأ يحرك مؤخرته ذهابا وإيابا مما جعل بعض التلاميذ يخفون أعينهم بأيديهم خجلا .
اتفق فعله لهذه الحركة المخجلة مع ظهور المدير الذي كان قد أتى من أجل إعطائه بعض اﻷوراق والمعلومات الضرورية، فلم يصدق نفسه عندما رأى هذه الحالة، وحسب منذ الوهلة اﻷولى أنه في حانة أو ما شابه ثم ظن أنه يحلم، لكنه بعدما أجرى بعض الاختبارات الديكارتية على نفسه وجد أنه على أرض الواقع فدخل إليه وأمسكه من يده وقال له بحزم :
- ما تفعل يا أستاذ هل جننت ؟ لقد أحضرناك هنا لكي تقوم بواجبك المهني وعوض ذلك تلقن هؤلاء الأطفال ما لا يليق . لكنني لن أسكت عن هذا سأعلم النيابة، فاعتبر نفسك مفصولا منذ اليوم !!



#حفيظ_بورحيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انكسار
- حديث حمو المجنون
- الأبوة المزيفة
- المدينة
- المواطنُ أسعد بن أبي رضوان
- مسعود المبتسم
- حبل وصال - حفيظ بورحيم
- خطاب الدفاع
- وقائعُ إعدامِ المُحِبِّ -مُمُو-
- قصة الكَنْزِ المَخْفِيِّ
- مأساة الطالب سفيان بن عُنفوان
- لاَ تُحَدِّثُونِي عَنِ الأَعْيِادِ
- حديثُ قلبٍ جريح
- أخبار طفل يحب الأشجار
- صعوبات الترجمة الأدبية:
- نظرات حول منهج البنيوية التكوينية
- نزهة
- السوسن يأبى الذبول
- فاضمة والفراشات
- أرق


المزيد.....




- مهرجان الناظور لسينما الذاكرة المشتركة في دورة جديدة تحت شعا ...
- جولات في الأنفاق المحيطة بالأقصى لدعم الرواية التوراتية
- الثقافة والتراث غير المادي ذاكرة مقاومة في زمن العولمة
- الروائي الفلسطيني صبحي فحماوي يحكى مأساة النكبة ويمزج الأسطو ...
- بعد تشوّهه الجسدي الكبير.. وحش -فرانكشتاين- يعود جذّابا في ا ...
- التشكيلي سلمان الأمير: كيف تتجلى العمارة في لوحات نابضة بالف ...
- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظ بورحيم - اﻷستاذ الراقص