حيدر عباس الطاهر
الحوار المتمدن-العدد: 5252 - 2016 / 8 / 12 - 00:37
المحور:
كتابات ساخرة
قاعات الساونة
في كلية الفنون الجميلةً
في لقاء جمعني مع احد الاساتذة المتقدمين للأختبار التنافسي للدراسات العليا ،
لفت نظري وضعه المضطرب ووجه الشاحب وثيابه المبتلة ، فتقدمت نحوه السلام عليكم استاذ الحمد لله على السلامة ، فاجابني بصوت خافت ، الله يسلمك .
فانتابني الشك ، فسألت نفسي هل انا في كلية الفنون الجميلة ذات التاريخ الناصع مصنع الابداع وملهمة ، عمالقة الفن امثال محمد غني حكمت ،واسماعيل فتاح الترك وغيرهم الكثير .
ام انني في احد باحات حمامات السوق او قاعات الساونة ، والسبب الحال الذي بدى عليه الاستاذ .
فدفعني فضول المهنة لمعرفة حقيقة الامر !
استاذ ما الخطب ؟
فاجابني انه احد المتقدمين لأجراء الامتحان التنافسي للفوز بمقعد الدكتوراء ، كونه من الحاصلين على الماجستير ، قبل سنوات واراد ان يكمل مسيرته العلمية ، وهو يحمل في ذاكرته ايام الداراسة الاولية ودراسة الماجستير، وما تحمله من ذكرى طيبة في داخله .
وكيف إن الامور قد تغيرت ، وتحولت من اجراء اختبار علمي وفق الضوابط والشروط وما متعارف عن المؤسسات التعليمية العراقية من رصانة وحسن اداء ، وما الت اليه الامور ، وكأن تفسير الاختبار التنافسي ، فهم خطأً ، وفسر بوضع الطلبة في زنزانة مفرغة من الهواء وتكديسهم ، بأعداد كبيرة وصل الى 40 شخص .
على الرغم انها تفتقر لوسائل التكيف والتبريد الملائمة ، معتمدة على مكيف هواء مغلوب ً على امره و مراوح هواء صغيرة ، لم يراعا فيها درجات الحرارة التي فاقت الخمسين درجة ، وما زاد الطين بلة انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعة من وقت الامتحان المحدد بثلاث ساعات ، توجب على الطالب الاجابة على ثمانية اسئلة ، فلسفية مطولة ،بان عليها حرص من وضعها ، وفي حقيقتها لا تتوافق مع طبيعة المكان وسوء الخدمات التي يفترض ان تقدم بأتم وجه ومعدة بشكل جيد سلفاً ، كل هذه العوامل القت بضلالها على الطلبة المتقدمين للأختبار .
الامر الذي اثار الكثير من التساؤلات
عن الاسباب التي تقف وراء سوء الاعداد والتنظيم ؟
وكذلك من يتحمل اخفاق العديد من الطلبة المختبرين لعدم توفير جو ملائم لأداء الاختبار ؟
وهل الامر مقصود ام هو يدخل في خانة الفوضى التي تشهدها العديد من المؤسسات ؟
الامر يحتاج الى وقفة لما له من انعكاسات سلبية على سمعة وتاريخ المؤسسات التعليمية العراقية العريقة ، ومحاسبة المقصرين
حيدر عباس الطاهر[email protected]
#حيدر_عباس_الطاهر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟