أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان بن عريبية - رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (1) …














المزيد.....

رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (1) …


حنان بن عريبية
كاتبة


الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 21:42
المحور: الادب والفن
    


لقد مضى وقت طويل لم أرها تَنثر فتات الخبز ببَاحتِها،حتّى نَافذتها التِّي اعتادتْ أن تفتحها مع نَسيم كلِّ غسق فَجر تكاد تكون مهجورة... لَولا تمايلْ أطراف ذلك السّتار المطرّز لقُلت أنّها رحلت ...ماذا أصابها؟
سمعت يا عَاقل من أحد روّاد المقهى أنّها اعتزلت النّاس، لم نعُد نشاهدها تَعبر الطّريق المقابل لقَضاء شؤونها، أنا بدوري افتقد تحيّتها الصّباحيّة لي بتوّهج ثغرها المبتسم وحيائها المفعم أنوثة والذّي تحاول أن تُخفيه بصلابة جأشها.... إنْتَظِرْ قليلا هناك شخص قادم لنُكمِل حديثنا فيما بعد.

لا يبدُو الارتياح مرسومًا على قسمات عاقل وتَمتَم يَبدو أنِّي لست الوحيد الذّي يَفتقد زَبَرْجَدْ...وأخَذ يتفَحصّ موجَات الرَّاديو ساخِطًا أيْن الأَخْبَارْ؟ أيْن الأَخْبَارْ؟
فالتَفت له شَخْص كان يَلْعب الورق قائلا وماذا لدينا غير الأَخْبَارْ!!
فردّ عَاقِلْ إني أبحث عن الأَخْبَارْ وليس عن الاِخْبَارْ.. وواصل تفحّص موجات الرّاديو غير مكترث بضحِكات ذلك الشّخص، إلى أن تَوقّف على صوت المذيع وهو يقول :

على سكّان المناطق السّاحليّة من الصّيادين أن يطمئنّوا.. فالطّاقم المكلّف بمعاينة وقائع خلفيّات غرق السّفينة البِتْروليّة توجّهوا ليلة أمس للميناء...فأطلق عَاقِلْ قَهقَهة عالية متعجّبًا وهل غرقت السّفينة البتروليّة بجانب قوارب صيد السّردين!! على كل لا يهّمني.. ونَادى صَاحب المقهى سأُغَادر قَد أعود في المسَاء..

- لم نكمل حديثنا عن زَبرجَدْ يا صديقي
- لا بأس لنُؤجله ...

خرج عَاقل مُسرعا لا يَرنو لشيء غير الوصول لبَيتِه والتّمدد على سريره اثر هذا الصّداع الذّي ألمّ به فجأة.. ولم يقف هذا حائلا دون أن يسترِق نظرات نحو نافذة زَبرجد فوجدها كالعادة… كسكون اللّيل لولا إطلالة أطراف ذلك السّتار الشّفاف مع كلّ هبّة ريح والذّي يُشعره أنّ وراء جدران بيت زَبرجد هناك حياة تَنبض بهُدوء ...

فطأطأ رأسه قائلا في خلده تبّا لهذا المجتمع البائس سجين الأجساد.. لو كان غير ذلك لما تَوانيت للحظة أن أرفع ذلك السّتار الشّفاف الذّي أجده يَحجب الكثير وألج إلى غُرفتها لأعلم ماذا يجري....

فِي الغد شعر عَاقِلْ بتَوعك.. لقد كانت ليلته مضنية بأفكار مُشوشة يغْلب عليها وجه زَبرجد.. وبالكاد نهض من سريره وأكل ما تيسر من إفطاره الصّباحي الذّي تركته له والدته على الطّاولة... ورتّب نفسه وتوجه إلى المقهى. أثناء سيره مدّ يده إلى عُلبة سجائره محليّة الصّنع وأشعل واحدة وباقترابه من بيت زَبَرْجَدْ ممنيّا نفسه أن يراها، شاهد جُموعا من النّاس تتخلّلهم جلبة لا يفرز منها شيء، فأسرع نحو الحشد بعد أن استنشق جَرعَات متتالية من سيجارته وولج في وسط الناس..
ولم ينتبه وهو يَجْهر بسؤاله عن حال زَبَرْجَدْ مفزوعا هل زَبَرْجَدْ بخير؟؟ ماذا أصابها؟؟

فأجابه شاب في العشرينات كان واقفٍا بِجَانبه: الله ينتِقم منها تِلْك الفاجرة..
فأردف عَاقِلْ فاجرة !! أتَعني زَبَرْجَد!؟
- نعم أعنيها هي تلك المتحرّرة
- في ماذا فجرت ؟؟
- إنها جميلة جدّا وذكيّة والأمر لا يروق لأحد من سكّان المنطقة
- أتُسمّي هذا فُجورا؟؟
- وماذا تنتظر من واحدة جميلة غير الفُجور!!
- هل شاهدتها ترتكب خطيئة ؟
- في الحقيقة لا ولكن والدتي حدّثتني مرّة أنّها في زيارة لبيت زَبَرْجَد شاهدتها تمسِك مجلّة بها صور لنساء كاسيات عاريات ولمّا سألتها عن مصدر هذه المجلّة الغريبة أجابتها أنّها مجلّة بلغة هؤلاء الكفرة !!
- ماذا تقصد ؟؟
- مجلّة إفرنجية تتحدّث عن أورام النّهود التّي تصيب النّساء والوقاية منها

فتعجب عَاقل وسأله :

- وهل استخلصتم فُجورها من هذا ؟؟
- تخيّل جميلة وذكيّة وتتصفّح مجلاّت بلغة هؤلاء الكفرة ستجلب علينا لعنة أكيد

فقال عَاقل ممتعضا :
غبي وأحمق وبشع الخلقة والخُلق ماذا سيجلب علينا ؟؟ وتابع اختراق الحشود...



#حنان_بن_عريبية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتقال الديمقراطي في العالم العربي: توتس نموذجا
- الله يحبّ عيد الحب
- ليس الجميع أنت
- آن الآوان أن تكفُرْ
- كان رجلا
- تعبدت عارية
- إيمان الحفظ والتلقين سجن للنفس ودمار للعقل
- تحرير الدين من أجل فهم الدين
- داعشي وان كره المسلمون
- مِرساةُ الكون
- لنتحدث عن الله
- سوريا بين مطرقة الأسد و سندان الإرهاب
- حبيسة العشائر
- المرأة العربية لم تنطق بعد
- لا تحدثني عن شرف الأمة
- تونس و مشروع جرائم الشرف الذكورية
- أبحث عن ذكرى فى الذاكرة
- خطيئة على سريري
- الإرهاب صنيعة الدكتاتورية
- البناء العقلاني في معالجة التطرف


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان بن عريبية - رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (1) …