أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - أوراق اليانصيب قشطت الجيوب














المزيد.....

أوراق اليانصيب قشطت الجيوب


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 15:37
المحور: المجتمع المدني
    


يجري في البرلمان الاسرائيلي في الأيام الأخيرة نقاش حادّ وجدل عنيف حول " مِفعال هبايس" - مشروع المراهنات والتكهّنات في اسرائيل ، هذا المشروع الذي تَرى يافطاته والتي تدلّ على دعمه في الكثير من المدارس والنوادي والمؤسسات الاجتماعيّة والتربويّة ، فهو يدعم بملايين الشواقل ، ويخفّف الوطء عن الحكومة.
دعم جميل ومبارك ؛ هكذا على الأقلّ يظهر للوهلة الأولى، ولكنّ الذي يغوص بعيدًا الى العمق ، يستنتج انّ هذه الأموال جاءت من جيوب الفقراء والمعوزين ، اولئك الذين يمنّون النفس بالربح السريع والرفاهية ، وهم في سوادهم الأعظم عمّال بسطاء لا يتعدّى راتبهم الشهريّ خمسة آلاف من الشواقل ، فيروحون والأمل الزائف يدفعهم ؛ يروحون يحرمون أطفالهم وبيوتهم من المصروفات اليوميّة الضروريّة ويُبذّرونها في المقامرات والتكهنات "والقحط " ، وما أدراك ما "القحط " فهو الكلمة العاميّة عندنا للقشط ؛ قشط وُريقات صغيرة بمبالغ طائلة لعلّها تحمل في احشائها شيئًا وكثيرًا بل دائمًا ما تكون عاقرًا ..نعم قشط وقحط ،" فيقحطون" حياتهم ورواتبهم وطعام أطفالهم ، فالغنيّ المتخم من الغنى لا يميل الى المراهنات والتكهنات والقشط والسّراب والأوهام وإنما يفعلها المسكين الفقير المعدم ، الذي يُمنّي النفس بربح سريع ينشله من فقره وبؤسه ، فيروح يُبذّر ويقامر حتى القرش الأخير ويتمنّى خيرًا !!!
ومن أين يأتي الخير والملايين - ملايين شواقل المراهنين - كلّها تصبّ في جيوب " مفعال هبايس" فيدفع قسمًا منها رواتب كبيرة لموظفيه الكبار والصغار ، ويتبرّع بالقسم الآخر للمؤسسات ، هذه المؤسسات التي كانت من المفروض ان تُبنى وتتطوّر من ميزانيّة الدولة.
خدمات مفعال هبايس مشكورة وخيّرة لولا أنها تأتي من جيوب وخبز الفقراء، فقد أضحى الأمر ادمانًا ، فهناك فعلًا من يقامر بخبز أطفاله وثمن كتبهم ودوائهم في سبيل اشباع هذه الغريزة البهيميّة – عذرًا - ، وهناك الكثير من الأسَر التي تفككت ، وكيف لا تتفكك والرجل لا يعود الى البيت براتبه الشهريّ بل يذهب به " دُغري" الى كشك الحظوظ فيقشط راتبه بساعة او بضع ساعة من الزمن ويعود الى البيت خاوي الوفاض ، وخاوي الجيب الى حيث النزاعات والخلافات على مرأى ومسمع من الأطفال الجياع... والامر لا يجري ويسري فقط على الرجال فهناك من النساء من فاقت الرجال ادمانًا وقشطًا.
حان الوقت ان نقول كفى!
حان الوقت أن نُقصّر خُطى هذا المشروع الجهنميّ والذي يظهر للناس انه للخير ولكنه في الواقع يهدم ويدكّ معاقل البيوت واساساتها ، ويزرع بدل الأمل القنوط في النفوس.
حان الوقت ان نقول : ان التكهّنات والقشط والمراهنات هي قمار وأكثر ، ينهى عنه الضمير ويمقته الله.
حان الوقت ان نبتعد عن هذه " الدكاكين" المزروعة في كلّ زاوية في بلادنا والمدعومة بالقانون وهي في الحقيقة خارجة عن المنطق والحقّ والعدل والقانون.
فالحظّ الجميل هو بالعمل الجادّ والاجتهاد والمثابرة والربح الحلال المشوب بالعرق المُتصبّب من الجبين.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فَرملوا شهواتكم
- نخوتنا العربيّة فالصو !
- الجزء الثّامن والحبل على الجرّار
- وَرْد
- عُرسٌ في باريس
- قم يا صغيري ... مارتِن يُناديكَ
- نَعْنِف أيّامي مَحبّه
- الهواتف النقّالة بايدي الصغار خطأ وخطيئة
- عروس يسوع
- المجالس الملّيّة الارثوذكسيّة ليست وجاهةً
- وطني قطعة من قداسة
- الثّالوث الجميل
- وطني...
- عَ الناصِرَه... عَ الناصِرَه
- قلبُ الأمّ
- شرَف العائلة المزعوم
- اسمه -حنّا- فقط ...لا يكفي
- فاطمة ناعوت سنديانة النّيل
- أنتَ حُلمي الجميل
- الزُّهيْرانِ والجوّال


المزيد.....




- ما مدى خطورة ملف الأقليات على استقرار سوريا؟
- شبكة -سي أن أن- تعدل تقريرها.. الخارجية الأمريكية ومسؤول ليب ...
- ترامب يعين والتز -المقال- سفيرا لدى الأمم المتحدة
- موظفون أمميون يتظاهرون بجنيف ضد اقتطاعات التمويل
- ترامب يُعين والتز سفيرا لدى الأمم المتحدة ويختار خليفته لمنص ...
- لقطة جوية لرمز الاستغاثة “SOS” شكلها معتقلون بأجسادهم من داخ ...
- برنامج الأغذية العالمي يعلن خواء مخازنه في غزة
- حماس تدين الموقف الأمريكي الداعم لحظر عمل -الأونروا-
- صحة غزة تطالب بتحرك دولي عاجل لإنقاذ القطاع من المجاعة والأم ...
- الأونروا: قطاع غزة لم يتلقَ أي إمدادات إنسانية أو تجارية منذ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - أوراق اليانصيب قشطت الجيوب