أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - طارق المهدوي - رسالة أرسلتُها قبل ربع قرن عن واقعة لم أفهمها حتى الآن














المزيد.....

رسالة أرسلتُها قبل ربع قرن عن واقعة لم أفهمها حتى الآن


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 22:49
المحور: سيرة ذاتية
    


رسالة أرسلتُها قبل ربع قرن عن واقعة لم أفهمها حتى الآن
طارق المهدوي
السيد رئيس الجمهورية...تحياتي...
لعلكم قد شاهدتم التسجيلات المصورة لاجتماعاتي المتتالية مع قياداتي المهنية في وزارة الخارجية وجهاز المخابرات وهيئة الاستعلامات قبيل تنفيذي لقراركم بسفري كمستشار إعلامي في سفارتنا لدى السودان، والتي أكدوا خلالها أن واجبي هو الدفاع عن حقوق ومصالح الوطن بمكوناته الثلاثة أي الأرض والشعب والدولة بما يجمعها من قواسم مشتركة عظمى على رأسها شريان حياة المصريين المتمثل في نهر النيل الوافد إليهم عبر الأراضي السودانية، الأمر الذي اقتضى وضعه في مقدمة أولوياتي ليس فقط بإعادة دراستي لمختلف الأبحاث السياسية والاجتماعية والمائية ذات الصلة سواء مع منابعه الثلاثة القائمة حالياً والتي تصب في مصر عبر السودان وروداً من أنهار النيل الأبيض والنيل الأزرق وعطبرة، أو مع منبعه الرابع المأمول تغيير مساره الجغرافي مستقبلاً ليصب في مصر عبر السودان وروداً من نهر الكونغو، ولكن أيضاً بتوطيد علاقاتي الشخصية مع أبناء البلدان المحيطة بالسودان والتي تقع تلك المنابع الأربعة أو تمر داخل أراضيها مثل أوغندا المطلة على بحيرة "فيكتوريا" منبع نهر النيل الأبيض، حيث جمعتني مع مسستشارة سفارتها لدى السودان صداقة حميمة بسبب تجاورنا في السكن ومشاركتنا في حضور احتفالات المجتمع الدبلوماسي الخرطومي لاستقبال وتوديع أعضائه القادمين والراحلين بما كشفته لكلينا من اهتمامات فنية مشتركة، خصوصاً وقد اضطرت الدبلوماسية الأوغندية الشابة إلى الاستعانة بي لمرافقتها في تحركاتها داخل الأوساط الشعبية السودانية هرباً من سوء معاملة السودانيين لها على مظنة أنها جنوبية، وهو ما لم تسلم منه حتى وهي في صحبتي إذ اعترض الأطفال السودانيون طريقها عدة مرات وهم ينعتونها بعبارة "الكاكو بت الحلبي" أي القردة خادمة المصري قبل فرارهم تحاشياً لغضبي، لذلك فقد كان من الطبيعي أن تشركني معها في حفلاتها المقامة داخل منزلها ترحيباً بوزراء حكومتها الزائرين للخرطوم الذين كان أحدهم وزير الموارد المائية، وهو شاب في مثل عمري ينتمي إلى قبيلة "البانتو" الزنجية الأوغندية مزهو بميوله اليسارية التي ساعدته في الحصول على شهادة الدكتوراة من جامعة "باتريس لومومبا" السوفيتية عبر إحدى المنح المجانية لمنظمة تضامن الشعوب الأفرو – آسيوية، وقد أسعده اكتشاف أنني سبق لي قراءة رسالة الدكتوراة الخاصة به في العلوم المائية حول بحيرة "فيكتوريا" كما أسعدني اكتشاف أنه سبق له قراءة أبحاثي المنشورة في بعض المطبوعات اليسارية الأفريقية، فدعاني للانضمام إلى ورشة عمل ستقيمها وزارته عقب ثلاثة شهور داخل فندق "سيرينا" في العاصمة الأوغندية "كمبالا" بمشاركة عدد محدود من الخبراء الأفارقة سوف يتحاورون حول سبل تنمية الموارد المائية لبحيرة "فيكتوريا"، مع وعد منه بأن يرسل لي فور عودته لمكتبه الوزاري الدعوة الرسمية وتذكرة السفر وقائمة أسماء الخبراء المشاركين في الورشة على فاكس السفارة المصرية بالخرطوم، وهو ما قام به من جانبه بينما قمت أنا من جانبي بإخطار قياداتي في القاهرة مع موافاتهم بنسخة مطبوعة من ورقة بحثي المشارك في الورشة باسم مصر، ليتخذ هؤلاء القيادات من جانبهم قراراً مختلفاً بشأن مشاركتي في ورشة عمل "كمبالا" ويضعون قرارهم موضع التنفيذ العملي كأمر واقع دون مشاورتي أو حتى إخطاري، حيث أنكر السفير المصري لدى السودان وصول الأوراق الأوغندية المرسلة لي عبر الفاكس الموجود داخل مكتبه واحتفظ بها حسب تعليمات هؤلاء القيادات لتسليمها لأحد ضباط العمليات الخاصة، كانوا قد أرسلوه ليتجه من القاهرة إلى كمبالا عبر الخرطوم منتحلاً شخصيتي وحاملاً معه جميع أوراقي بما فيها ورقة بحثي المشارك في الورشة دون علمي، ولكن صديقتي الدبلوماسية الشابة التي انتظرتني باشتياق لأتعرف على عائلتها ومنزلها ومزرعتها وصديقي الوزير الشاب الذي انتظرني بحماس لاستكمال حواراتنا حول مستقبل اليسار الأفريقي سرعان ما اكتشفا الخدعة فتعاملا معها على نحو نموذجي، ترك المنظمون والمشرفون والمشاركون في الورشة "بديلي" داخل القاعة الفندقية وحده مع أكواب الشاي والقهوة وأطباق البسكويت ليعقدوا هم ورشتهم في قاعة فندقية أخرى مجاورة دون علمه، فنام "بديلي" على مقعده حتى صباح اليوم التالي الذي شهد مغادرته القاعة ثم الفندق ثم العاصمة الأوغندية بكاملها للعودة إلى القاهرة حاملاً معه خفي حنين، وهكذا غابت مصر عن ورشة عمل هامة ذات صلة مباشرة بمنابع النيل كما فشلت المهمة السرية المجهولة لضابط العمليات الخاصة الذي كان في مقدوري اصطحابه معي تحت أي ساتر وهمي يقبله الأوغنديون، وهكذا أيضاً انتهت صداقتي مع كل من الدبلوماسية والوزير الأوغنديين عقب امتناعي عن شرح حقيقة ما حدث لهما ليس فقط لأنه شأن مصري داخلي ولكن أيضاً لأنني مازلت لا أفهمه حتى الآن!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة على نظرية المؤامرة
- المأزق المزدوج للأكراد
- من الوثائق القضائية المصرية (2 - مذكرة بدفاع الطاعن)
- العقائديون بين فقه النقل وفقه العقل
- الانتحار السياسي على الطريقة المصرية
- رسالة لم أرسلها عن واقعة فهمها الجميع
- رسالة لم أرسلها عن واقعة لم أفهمها
- من الوثائق القضائية المصرية (1 - إعلان بشواهد تزوير)
- المثليون جنسياً في مصر المعاصرة
- الحكم القضائي حول الجزيرتين بالموازين الثورية
- كابوس -المواطنين الشرفاء-
- رسالة إلى أبناء الغد وبعد الغد
- سيدة القصر
- جوليو ريجيني...شيوعي آخر يدشن نضاله بمصرعه
- عواد باع أرضه
- حكايات الجوارح والمجاريح
- رفعت السعيد...جه يكحلها عماها
- أوراق من دفتر الأوجاع
- المدينة بين زلزالين
- عشرات السنتيمترات


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - طارق المهدوي - رسالة أرسلتُها قبل ربع قرن عن واقعة لم أفهمها حتى الآن