أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق المهدوي - المؤامرة على نظرية المؤامرة














المزيد.....

المؤامرة على نظرية المؤامرة


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5232 - 2016 / 7 / 23 - 19:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على امتداد التاريخ والجغرافيا توصل الإنسان إلى عدة منظومات فكرية منهاجية تسمح برؤية أكبر مساحات ممكنة من الأشكال والأحجام والأبنية الظاهرية للأشياء والأشخاص المتفاعلين معه ومعرفة أكبر مساحات ممكنة من دوافع وموانع وآليات تفاعلاتهم، التي تحدد وظائفهم وأنشطتهم وتحركاتهم وأفعالهم وردود فعلهم تجاه ذواتهم وتجاه بعضهم وبالتالي تجاه حياته وحقوقه ومصالحه هو شخصياً، تمهيداً لاختياره البدائل الدفاعية والهجومية الأنسب في مواجهتهم وصولاً إلى منع مخاطرهم وجلب منافعهم مع تحديد الأساليب والأدوات الحركية المتاحة والممكنة لتنفيذ تلك الاختيارات على أرض الواقع العملي، وقد برزت الماركسية كإحدى أهم المنظومات الفكرية المنهاجية التي توصل إليها الإنسان في العصر الحديث لتمنحه شمولية الرؤية والمعرفة والاختيار والحركة معاً بما توفره له من مفاتيح وعي على رأسها مفتاح المادية الجدلية، ومفاده احتواء الأشياء والأشخاص على مجموعات من الأضداد يحكمها قانون الوحدة والصراع بما يتضمنه من تناقضات رئيسية وفرعية تؤدي تراكماتها الكمية إلى تغييرات كيفية تحرك تلك الأشياء والأشخاص نحو كافة الاتجاهات، وإذا كانت إدارة قانون وحدة وصراع الأضداد على أرض الواقع العملي تتخذ عدة تجليات تخطيطية وتنفيذية تبدأ بتحديد الجداول الكاشفة لما هو قائم ومحتمل سواء من منافع ومخاطر أو من دوافع وموانع ثم تحديد الخرائط الكاشفة لماهية العناصر المواتية والمعاكسة وهوية أطراف التحالفات والمخاصمات القائمة والمحتملة، تمهيداً لوضع وترجمة الخطوات السلوكية التي يسمح اتخاذها بالاستخدام الأمثل لما هو متاح من تحالفات وعناصر مواتية معاً ضد الخصوم والعناصر المعاكسة معاً، فقد كان طبيعياً أن يتم وصف إدارة قانون وحدة وصراع الأضداد على هذا النحو الشامل للتخطيط والتنفيذ ضمن المصطلحات السياسية المعاصرة باسم "المؤامرة" عند اللجوء إليها كمبادرة ذاتية تجاه الغير واسم "نظرية المؤامرة" عند اللجوء إليها لفهم مبادرات الغير تجاه الذات، لاسيما وأن كليهما وجهان لعملة سياسية واحدة فمن يبادر بالمؤامرة لمواجهة الظروف المحيطة به لا يتابع تطورات تلك الظروف سوى عبر نظرية المؤامرة حتى أصبحت اللغة العربية تصف الوجهين معاً باسم واحد هو "نظرية المؤامرة"، ورغم أن "نظرية المؤامرة" بوجهيها كانت ومازالت هي منهاج البحث العلمي الذي يوفر أكثر مفاتيح الوعي شيوعاً ليس فقط لدى أنصارها من الماركسيين والليبراليين، ولكن أيضاً لدى خصومها من الدينيين والقوميين الذين يستخدمونها مع إنكارهم لاستخدامها واستمرارهم في رفضها وكذلك لدى عامة الناس ممن يستخدمونها عفوياً مع جهلهم باستخدامهم لها، ورغم اتساع استخدامات "نظرية المؤامرة" على كافة المحاور والمستويات والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية من قبل جميع ثنائيات الحياة، التي لا تقتصر فقط على ثنائيات المستعمرات والدول الاستعمارية أو المحكومين والحكام أو العمال والرأسماليين أو المستهلكين والمنتجين وما شابه لكنها تتسع لتشمل فيما تشمله مجمل الثنائيات الإنسانية، مثل المشترين والبائعين أو المستأجرين والملاك أو التلاميذ والأساتذة أو المرضى والأطباء أو المحامين والقضاة أو حتى الأزواج والزوجات وغيرها من الثنائيات، حيث يقوم أي طرف من تلك الثنائيات عن وعي أو غير وعي بتخطيط وتنفيذ بعض مقتضيات "نظرية المؤامرة" للحصول من الطرف المواجه له داخل نفس الثنائية على أدنى مخاطر ممكنة وأعلى منافع ممكنة بأقل مقابل أو مجهود ممكن من جانبه، بل أن "نظرية المؤامرة" تتسع أيضاً حتى تشمل الثنائيات الداخلية العديدة الموجودة ضمن الطيات المنفردة لكل طرف في كافة ثنائيات الحياة المذكورة، ورغم أنها كنظرية منهاجية للبحث العلمي متاحة أمام الجميع وبالتالي فهي قابلة للاستخدام على أيدي الأشرار في تكريس الاستبداد والفساد والتبعية بنفس قدر قابليتها للاستخدام على أيدي الأخيار في تحقيق الحرية والشفافية والاستقلالية، إلا أنها أصبحت مؤخراً الأكثر تعرضاً للهجوم والسخرية من كافة النواحي الفكرية والسياسية والأخلاقية إلى درجة اتهام أنصارها بالجنون عبر ربطها غير العلمي مع المرض العقلي المعروف باسم الوسواس القهري أو "البارانويا"، فيما نجد له تفسيراً علمياً يرجعه إلى كونه أحد التجليات الحتمية لصراع الأضداد بين أولئك الأشرار وهؤلاء الأخيار حيث يسعى الفريق الأول لاحتكار التآمر الشرير في غياب وعي الفريق الثاني بما يرتكبه من شرور حتى لا يبطل مفعوله بالتآمر الخيّر المضاد، لذلك يتآمر الأشرار مقدماً عبر محاولة إبطال وإعطاب أهم أدوات الوعي التي يحوزها الأخيار والمتمثلة في "نظرية المؤامرة" بالهجوم عليها والسخرية منها، إلا أننا لا نجد تفسيراً للمشاركة في الهجوم والسخرية ضد "نظرية المؤامرة" من قبل أشباه الماركسيين والليبراليين الذين شوهتهم المنظومات الفكرية المنهاجية الشمولية الدينية والقومية، لكون أولئك الأشباه المشوهين عبر تلك المشاركة الحمقاء من جانبهم ضد أحد أهم مفاتيح وعيهم إنما يحطمون أوانيهم بأيديهم ليفترسهم الظمأ!!.



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأزق المزدوج للأكراد
- من الوثائق القضائية المصرية (2 - مذكرة بدفاع الطاعن)
- العقائديون بين فقه النقل وفقه العقل
- الانتحار السياسي على الطريقة المصرية
- رسالة لم أرسلها عن واقعة فهمها الجميع
- رسالة لم أرسلها عن واقعة لم أفهمها
- من الوثائق القضائية المصرية (1 - إعلان بشواهد تزوير)
- المثليون جنسياً في مصر المعاصرة
- الحكم القضائي حول الجزيرتين بالموازين الثورية
- كابوس -المواطنين الشرفاء-
- رسالة إلى أبناء الغد وبعد الغد
- سيدة القصر
- جوليو ريجيني...شيوعي آخر يدشن نضاله بمصرعه
- عواد باع أرضه
- حكايات الجوارح والمجاريح
- رفعت السعيد...جه يكحلها عماها
- أوراق من دفتر الأوجاع
- المدينة بين زلزالين
- عشرات السنتيمترات
- دعاء جدتي ضد الظالمين


المزيد.....




- بوتين ولاريجاني يبحثان النووي الإيراني والتطورات في الشرق ال ...
- ترامب -تفاجأ- بالقصف على سوريا.. انتقادات في واشنطن لسلوك نت ...
- محادثات أوروبية إيرانية مرتقبة بشأن برنامج طهران النووي
- شاهد.. كمين لسرايا القدس يستهدف أسر جنود إسرائيليين
- مظاهرة مؤيدة لفلسطين تنطلق في برلين رغم رفض السلطات الأولي
- هآرتس: إسرائيل تستضيف مؤثرين أميركيين لتلميع صورتها بالولايا ...
- اتفاق السويداء يثير ارتياحا ومخاوف ومغردون: الهجري يخالف في ...
- سيول جارفة في إب ومغردون ينتقدون تعاطي السلطات مع الظاهرة
- إعلان مبادئ بشأن الكونغو.. بصمة جديدة لقطر في صناعة الحلول
- عاجل | مسؤول إسرائيلي: تجري مناقشة إنزال جوي للمساعدات على ق ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق المهدوي - المؤامرة على نظرية المؤامرة