أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - طارق المهدوي - دعاء جدتي ضد الظالمين














المزيد.....

دعاء جدتي ضد الظالمين


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 16:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


دعاء جدتي ضد الظالمين
طارق المهدوي
كانت جدتي إحسان صالح حفيدة المجاهد سليمان الحلبي وأم الرفيق إسماعيل المهدوي تتجنب الدعاء ضد الظالمين إشفاقاً عليهم لاقتناعها بأن العدالة الإلهية سوف تستجيب إلى دعائها فهي سليلة المظلومين وأم المظلومين، وقد حدث أمامي ذات مرة أنها واجهت المستشار صهيب حافظ عقب تنفيذه لتعليمات رئيس الجمهورية آنذاك بدفع ابنها نحو دوامة من الاعتقال السياسي الغرائبي في مستشفى المجانين، بعد وصفه إياه بالجنون حسب القرار الذي أصدره يوم 5/4 عام1970 عندما كان وكيلاً لنيابة أمن الدولة، فقالت له باللهجة العامية المصرية "قلبي مش مطاوعني أدعي عليك تشوفها في ابنك علشان مالهوش ذنب" فرد عليها متعالياً ساخراً "ربنا ما بيسمعش دعاء الشيوعيين يا أم الشيوعي"، إلا أنه قبل وفاة جدتي بأسابيع قليلة وتحديداً في ذات اليوم 5/4 عام 1992 قتل الحرس الجمهوري أدهم صهيب حافظ، ثم أجبروا أبيه على الهرولة لتقديم الاعتذار إلى رئيس الجمهورية آنذاك عما بدر من ابنه مع إعلان تبرؤه منه ومن أفعاله عقب وصفه إياه في بيان رسمي بالجنون كما سبق أن وصف أبي، وظل صهيب يجتر مرارات واقعة مقتل ابنه الغامضة المريبة حتى وفاته في ذات اليوم 5/4 عام 2005 بعد أن أرسل لي اعتذاراً لم يصلني سوى عقب وفاته، ومرة أخرى حدث أمامي أيضاً أن قامت جدتي بزيارة صديقتها وجارتها الزعيمة الإخوانية زينب الغزالي في أواخر سبعينيات القرن الماضي، لتطلب منها مشاركة الإخوان المسلمين في الدفاع عن حقوق ابنها الذي لم يتم اعتقاله إلا بسبب دفاعه عن حقوق جميع المصريين بمن فيهم الإخوان، لاسيما وأن جدتي كان قد أصابها وهن الشيخوخة بينما أصبح الإخوان المسلمون يحظون برعاية رئيس الجمهورية آنذاك في إطار استخدامه لهم ضد منافسيه القوميين، فرفضت زينب الغزالي طلبها تحت مبرر إن الإخوان المسلمين لا يدافعون عن الشيوعيين حتى لو كانوا يحاربون الشيطان نفسه، فقالت لها جدتي باللهجة العامية المصرية "قلبي مش مطاوعني أدعي عليكم تشوفوها في أبنائكم علشان مالهمش ذنب" فردت عليها زينب متعاليةً ساخرةً "ربنا ما بيسمعش دعاء الشيوعيين يا أم الشيوعي"، إلا أن عجلة الزمن دارت لتدفع بأبناء الإخوان المسلمين إلى دوامة من الاعتقال السياسي الغرائبي تشبه تلك التي سبق أن أصابت أبي بعد أن كانوا بدورهم قد أرسلوا لي اعتذاراً لم يصلني سوى عقب دخولهم في قلب الدوامة، فما أشبه اليوم بالبارحة مع فارق أخلاقي هام هو أنني كنت ومازلت وسأظل أدافع عن جميع المظلومين بمن فيهم الإخوان المسلمين وأدهم صهيب حافظ وغيرهم...والله يرحمك يا تيتة إحسان!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معلهش إحنا بنتبهدل
- عالجوهم أو اعزلوهم
- أشعار نازفة وشعارات ناسفة
- فوبيا العداء للجنس في الأذهان الفاشية
- صديقي المحارب الأممي كارلوس
- أخلاقنا وأخلاقهم
- استدراج الملحدين في أكمنة الدولة المصرية
- الغياب المتبادل بين الفن والجماهير (4) التذوق
- الغياب المتبادل بين الفن والجماهير (3) الوعي
- الغياب المتبادل بين الفن والجماهير (2) التطبيق
- الغياب المتبادل بين الفن والجماهير (1) الإبداع
- من سجلات الفاشية العسكرية في زمن العولمة
- من سجلات الفاشية العسكرية في زمن المكارثية
- يا نجاتي...فرقع البلالين
- ليس فقط لأنهم كاذبون محترفون
- سبع أرواح
- محلك سر
- حول فنون ومهارات العمل الثوري اللحظي في مصر
- كوابيس جمهورية الخوف الأولى - الجزء الثاني
- كوابيس جمهورية الخوف الأولى - الجزء الاول


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - طارق المهدوي - دعاء جدتي ضد الظالمين