أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الدولي: اللطمية وضرب القامات














المزيد.....

التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الدولي: اللطمية وضرب القامات


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 22:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


علي الاديب العضو القيادي في حزب الدعوة والذي شغل منصب وزير التعليم العالي سابقا، والعضو الحالي في البرلمان، يصرح ويقول ودون اي خجل او حياء وفي البرلمان قبل ايام، ان الدولة لا تستطيع تحمل نفقات الطلبة في الدراسة الجامعية، فكل طالب في الدراسة الجامعية يكلف الدولة ١٣ مليون دولار سنويا، وعلى الدولة ان تنفق على الطلبة حتى انتهاء الدراسة المتوسطة فقط.
اليوم في هذا المقال سوف لا نكرر ولا نناقش عن عمليات النهب والسلب المنظم للحزب الدعوة الذي تبوء السلطة منذ أكثر ما يقارب عقد من الزمن. ولكن سنذهب ما وراء تصريحات الاديب التي لم تكن وليدة الصدفة، ولا هو بمعتوه او فاقد الاهلية مثل رفيقه ابراهيم الجعفري والذي اقواله وتصريحاته أقرب الى الخرف من ان تكون قريبة للكلمات المتقاطعة.
ان تصريحات علي الاديب تميط اللثام بشكل أكبر عن السياسات والبرنامج الاقتصادي لحكومة حزب الدعوة، الذي اطر بعنوان كاذب وخادع وهو "اصلاحات العبادي". واصلاحات العبادي هي عبارة عن حزمة شروط لصندوق النقد الدولي تبغي الحكومة بتنفيذها مقابل تقديم قروض من قبل البنك تصل الى ما يقارب ١٥ مليار دولار، للإعادة تأهيل الحكومة وكل العملية السياسية في العراق بعد ان نالت منها افة الفساد. اي بعبارة اخرى ان تصريحات الاديب هي تعبير عن الخطة الاقتصادية بشأن التعليم. ان الجديد في الخطة المذكورة، هو توقيت اعلانها في هذه المرحلة. فلقد دأبت حكومة الاحتلال المدنية بقيادة بول بريمر في خصخصة كل مجالات الحياة بعيد الاحتلال مباشرة في ٢٠٠٣. وكان ميدان التعليم هو احد الاهداف التي وضعت امام نصب عين سياسة الاحتلال الاقتصادية. بيد ان برنامج خطة الخصخصة قد اصابها الارباك في تلك الفترة، حيث بالرغم مما وصلت اليها الاوضاع السياسية والامنية في العراق، الا ان الادارة المدنية للاحتلال برئاسة بريمر والحكومات المتعاقبة لم تتجرأ بالمضي قدما بعمليات الخصخصة، وطوال السنوات الفائتة كانت المؤسسات المالية الاقتصادية الدولية مثل صندوق النقد الدولي تنتظر الفرصة السانحة لفرض سياسة الخصخصة على العراق.
ان سياسة الخصخصة تعني هي تنصل الدولة عن جميع مسؤولياتها تجاه المواطن في العراق. فالتعليم والصحة وقطاع الطاقة والخدمات البلدية، ترتهن جميعها بيد القطاع الخاص. والقطاع الخاص الذي اعد نفسه لها بشكل جيد، هي الشركات التي أنشأتها الاحزاب الاسلامية والقومية التي تمسك بزمام السلطة في العراق. فبعد عمليات النهب والسلب التي قامت بها تلك الاحزاب، تعد اليوم نفسها لعمليات سلب ونهب قانونية ورسمية وبصك اعتراف رسمي ودولي من قبل المؤسسات المالية المذكورة، والتي ستكون لها حصة ليست اقل من حصة تلك الشركات. وستكون مجمل العملية هي ربط العراق بسوق الرأسمالية العالمية.
اما مسالة التوقيت في هذه المرحلة، فهي ضمن رزمة متكاملة للبرنامج الحكومي المعلن وهي سياسة التقشف واستقطاع رواتب العمال والموظفين والمتقاعدين، وجاءت في مرحلة الصدمة التي تعرض لها المجتمع العراقي، وهي بظهور داعش وافلاس الخزينة العراقية بسبب عمليات الفساد الكبيرة التي قامت بها قوى الاسلام الشيعي بشكل خاص، وانخفاض اسعار النفط التي يعتمد الاقتصاد العراقي بنسبة أكثر من ٩٠٪ على عملية انتاج وتصدير النفط. اي عشية تلك الصدمة فشلت ادارة الاحتلال ثم حكومة المالكي لمرات عديدة في تمرير سياسة الخصخصة، مرة بتعطيل المصانع والمعامل الحكومية عن طريق عدم تخصيص اي اموال من الميزانيات السنوية للدولة، وعدم توفير الطاقة الكهربائية لها، والتنصل من عدم دفع رواتب العمال والموظفين لأشهر عديدة في تلك المصانع، ومرة اخرى بإلغاء البطاقة التموينية، والتي واجهتها عاصفة من الاحتجاجات الجماهيرية، مما تراجعت تلك الحكومات من تنفيذ تلك السياسات.
ولا يهم صندوق النقد الدولي ولا الولايات المتحدة الامريكية التي تدير هذا الصندوق كي تسيطر على مقدرات وثروات الجماهير بلدان العالم، ما ستؤول اليها الاوضاع الاجتماعية التي ستترتب عليها على اساس المعطيات الاقتصادية الجديدة في العراق. فلذلك ان شخص مثل علي الاديب، لا ينطق عن الهوى عندما يقول ان الدولة ملزمة بتكفل التعليم المجاني للطلبة حتى اتمامهم الدراسة المتوسطة، في حين ان الدول تتكفل اتمام الطلبة لدراستهم الاعدادية بشكل مجاني حتى في أفقر بلدان العالم. وهذه خطة لحزب الدعوة والاحزاب الاسلامية المتحالفة، لتحريم الطلبة من اشباع حاجتهم المادية والادبية من العلم، وعدم افساح المجال لاستنارة ادمغة الطلبة وتحفيز تفكيرهم والتحليق بعيدا لكسر التابوهات والمحرمات والمقدسات والاكاذيب والدعايات، التي تروج لها الاحزاب الاسلامية والقومية حول ازلية نظامهم الذي لا يولد الا الظلم والحرمان.
ان امثال علي الاديب والعبادي والمالكي والحكيم والعلاق... عندما يتقدمون المواكب الحسينية في مناسبة عاشوراء، فهم يخططون وبذكاء وبشكل مدروس كي يكونوا قدوة للجيل الذي يصل الى مرحلة المتوسطة في الدراسة، ليتحول ذلك الجيل الى جيش من العاطلين عن العمل، ولا يحق لهم اتمام الدراسة الاعدادية والجامعية، لانهم ابناء العمال والموظفين والكادحين، كي لا يجيدوا غير اللطمية وضرب القامات وادماء جباههم، التي هي ترياق تلك الاحزاب في تحميق المجتمع واعادة انتاج سيطرتها على ثرواته ونفوذه وسلطته السياسية. وبدل من ذلك يخاف قادة اللطميات تلك من تحويل تلك القامات وتلك الايادي الى ضربات لسراق وحرامية العراق. الم تهتف الجماهير في الاحتجاجات "باسم الدين باكونا الحرامية"، فهم اولئك الحرامية التي يستحقون لطمهم على جباههم قبل ضربهم بالقامات.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير
- التراجيدي البريطاني والكوميديا العراقي في تقرير تشيلكوت
- الكلاب المسعورة المنافقة ....العنصرية الحقيرة بين أدانة تفجي ...
- دولة المليشيات والمشروع الاسلامي والسيلان الطائفي
- انهم يغيرون اسماء المدن
- نحو دولة الافقار وهيئة الامر بالمعروف والتخلف العشائري
- على مذبح اهالي الفلوجة
- حريق الفلوجة، حصان طروادة للعبادي - الجبوري
- مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي
- لا مشيئة فوق مشيئة الادارة الامريكية وملالي قم على سماسرة ال ...
- الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى
- السلطة الثورية المباشرة للجماهير هي الحل
- رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب
- في ذكرى سقوط بغداد
- موسم قطف ثمار الاوهام
- التجنيد الاجباري والفاشية السياسية
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الدولي: اللطمية وضرب القامات