أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله صالح - داعش، ولكن بثوب آخر!














المزيد.....

داعش، ولكن بثوب آخر!


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 22:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تداعيات الانقلاب الأخير في تركيا لازالت تلقي بظلالها على المشهد السياسي في ذلك البلد، بغض النظر عن أسباب قيام الانقلاب وأسباب فشله، الا ان وضع البلاد في حالة مختلفة تماما عما كانت عليه قبل الانقلاب. الرئيس التوركي رجب طيب اردوغان قال بعد فشل المحاولة الانقلابية وبصريح العبارة: انه، اي الانقلاب، جاء كرحمة من السماء!
لهذه العبارة مدلولات تظهر على الساحة السياسية رويدا رويدا، فبعد ان كان معظم المراقبين يتوقعون تغيرا شاملا في سياسات اردوغان نحو الانفتاح اكثر على معارضيه، جاءت الرياح الأردوغانية بما لا تشتهي سفن المراقبين.
احلام اردوغان لم تبدأ بعد، الى ان يتسنى له تغيير دستور البلاد الى نظام رئاسي تكون فيه السلطة العليا بيد الرئيس، هذه الظروف جاءت لتخدم الرجل في تحقيق حلمه، فهو يحاول الآن وضع هذا المطلب مع مطلب اعادة العمل بقانون عقوبة الإعدام في سلة واحدة امام البرلمان حيث تمر البلاد بفترة حرجة، يجب استغلالها على اكمل وجه، وكذا الحال بالنسبة.
هذا الانقلاب الفاشل كشف عن عدة حقائق نذكر منها:
١/ استغل اردوغان هذا الانقلاب لينقلب هو على خصومه في مختلف القطاعات ومن أهمها، الجيش، القضاء، التعليم وباقي دوائر الدولة.
٢/ ان الدولة قبل الانقلاب لم تكن كل مفاصلها بيد الرجل، فاعتقال وفصل حوالي خمسين الف موظف حتى الآن، والبقية تأتي، خير دليل على ان هؤلاء لم يدينوا بالولاء لأردوغان وحزبه وفقط للتذكير فان اردوغان حاز على نسبة ٥٢ بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
٣/ قطاع التعليم الذي يعتبر الشريان الذي يمد البلاد مستقبلا بالكوادر القادرة على إدارة البلد سيُصبِح تحت عقلية وافكار حزب العدالة والتنمية الاسلامي، وهو بالضبط ما يرمي اليه اردوغان ليخلق جيلا لا يعرف سوى "القبر ويوم القيامة" كي يعيد امجاد الاجداد العثمانيين، جيلا لن يكون بافضل من جيل داعش الذي خرج من رحم قطاع التعليم في السعودية والأقطار السائرة في ركبها.
4/ تبدد حلم الغرب الذي كان يعتبر "الاسلام المعتدل" كالنموذج التركي هو الأفضل من بقية التيارات الاسلامية الاخرى، فذبح جندي تركي امام الملأ في شوارع اسطنبول عشية الانقلاب بحجة انتماءه الى الانقلابيين مؤشر واضح، على ان الذبح "على الطريقة الاسلامية" هي سُنن غير مقتصرة على داعش وإنما تُتبع من قبل الإسلاميين متى ما توفرت لهم الأجواء.
5/ وأخيرا توجت محاولات اردوغان باعلان حالة الطواريء لمدة ثلاثة أشهر في عموم توركيا، حيث سيفسح المجال اكثر له ولحزبه لتنفيذ مخططاتهم خصوصا وان الدستور سيتم تعطيله طيلة تلك الفترة.
صحيح ان حكم العسكر كان سيعيد توركيا الى حقبة اكثر ظلاما من الآن حيث ان تجربة حكمهم لا زالت ماثلة للعيان، الا ان الوهم الذي سيطر على الكثير من شرائح المجتمع في تركيا عشية يوم الانقلاب، وخرجوا في تظاهرات ضد الانقلاب بحجة الدفاع عن "الدمقراطية"، تبدد بعد ساعات فقط على اعلان فشل الانقلاب حين خطب اردوغان في جمع من مناصريه رافعا كفه بأصابعه الأربعة كشعار الاخوان المسلمين، هذا الموقف كان رسالة واضحة من اردوغان على ان النصر تحقق بفضل الاخوان، اي بفضل أعضاء حزبه، وليس غيرهم وهم الذين سيجنون ثمار ذلك النصر.



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ارفع لك القبعة يا شيلكوت!
- تركيا على صفيح ساخن!
- رائحة الشوفينية تنبعث مجددا من اقليم كوردستان!
- صندوق النقد والبنك الدولي اخطبوط مصاص للدماء!
- أمم متحدة أم دول متحدة؟
- حركة النهضة الاسلامية التونسية، تراجع ام مناورة!؟
- خصوم الامس، أصدقاء اليوم! حول الاتفاق الاخير بين حركة التغيي ...
- اقليم كردستان.. هل من عصا سحرية؟
- مصر مع السيسي، الى أين!؟
- الدول الأسلامية والاعدام.. على ضوء التقرير الاخير لمنظمة الع ...
- الفيدرالية في شمال سوريا ، خطوة الى الوراء !
- تظاهرات التيار الصدري، إنقاذ بلد أم إنقاذ سفينة؟
- نظرة على الانتخابات الاخيرة في إيران!ِ
- سلمان رشدي والفتوى العابرة للقارات
- لبنان ، بين المطرقة والسندان !
- الضحية الأخرى، من تكون ؟ حول قرارات المحاكم في اقليم كوردستا ...
- القضاء على داعش ، أم إسقاط الاسد ؟ حول التدخل العسكري السعود ...
- أردوكان يدفع ثمن سياساته !
- إعدام النمرقطرة أفاضت الكأس!!
- الاصطفاف الطائفي وإنعكاساته على كوردستان العراق


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله صالح - داعش، ولكن بثوب آخر!