الإرهاب الإسلامي في فرنسا : الأسباب والحلول

حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تكررت في الآونة الأخيرة العمليات الإرهابية الدموية في فرنسا ، لماذا تكثفت هذه العمليات في فرنسا كدولة غربية عظمى دون غيرها لتشمل بدرجة أقل بلجيكا والولايات المتحدة ؟
بالطبع ما سأقدمه هو محاولات تفسير منطقية وتخمينات شخصية ؛. كما وجب النظر إلى هذه الأسباب والعوامل كخلطة وحزمة ، تمازجها معا هو سبب اندلاع الأزمة ، كالفرقعة الكيميائية التي تعود إلى توفر مزيج معين من المواد بينما لا يحدث أي عنصر لوحده شيئا . وإليكم تحليلي :

- السبب الأول هو فشل فرنسا في إدماج الجالية المسلمة ؛ بالأحرى هي لم تبذل أي جهد لأجل ذلك فنسبة البطالة في صفوف المسلمين هي ضعف النسبة العامة بالبلاد كما تصل في بعض التجمعات إلى 50% . هذا التهميش ولد جيلا ضائعا وناقما على مجتمع يلفضه ويزدريه فكانت النتيجة انتشارالفقر و الجريمة وهروب الشباب اليائس إلى السموم كالمخدرات والغلو الديني والإرهاب .

-ثانيا : أقحمت فرنسا نفسها في مستنقع ،، الربيع العربي ،، فبعد أن نالت شعبية كبرى إبان فك الحصار عن الثائرين في بنغازي والمساهمة في توفير الغطاء الجوي للإطاحة بنظام القذافي , سقطت في خانة أعداء المسلمين وأنصار دولة الشريعة و نظام الخلافة وخاصة إثر إعلان عدائها لتنظيم داعش و مشاركتها في الغارات الجوية ضده في سوريا والعراق ودحضه تماما من مالي .

- ثالثا : واصلت فرنسا سياستها الخارجية ولم تغيرها إثر الأعمال الإرهابية الأخيرة مبينة إصرارها وتمسكها بنفس المنهج .فقد لاحظنا مثلا انقطاع الأعمال الإرهابية في إسبانيا إبان سحب هذه الأخيرة لقواتها من العراق بعد التفجير الإرهابي لقطار بمدريد .

-رابعا : الحرب في بلدان ،، الربيع العربي ،، مازالت قائمة ولم يحسم الأمر لأي طرف : داعش ومشتقاتها لم يهزموا ولا الأنظمة العلمانية .

بالنسبة للحلول: أمام فرنسا حلان؛ حل سينفذه اليمين المتطرف متى وصل إلى سدة الحكم وهو حل راديكالي يتمثل في الطرد التدريجي والمنهجي للجالية المسلمة والإفريقية هناك تماما كما فعل الإسبان مع المسلمين واليهود إبان استرجاع الأندلس . نرجو أن لا يحصل ذلك طبعا . أما الحل الثاني فيتمثل في :

-إدماج المسلمين وما على فرنسا إلا استنساخ تجارب الدول الغربية التي نجحت في ذلك مثل سويسرا والدول الإسكندنافية .

-ثانيا: إما القضاء على داعش بشن حرب شاملة ضده وعدم الإكتفاء بغارات جوية فقط ، كما نجحت في مالي .ومساعدة البلدان المحررة على ترسيخ الديمقراطية والحكم الذاتي أو الإنسحاب الكلي من المستنقع .
أما مواصلة الإعتماد على الحل الأمني بتكثيف المراقبة وتسخير حد أقصى من القوات المسلحة والمخابرات فلن يفيد في شيء و الكارثة الأخيرة خير دليل على ذلك :فالضحايا والمستهدفون في كل مكان وبالملايين وأساليب النيل منهم لا تحصى ولا تعد .

#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل