أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - عراق الظالمين, لا يعطي ألا الموت














المزيد.....

عراق الظالمين, لا يعطي ألا الموت


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عراق الظالمين, لا يعطي ألا الموت

اسعد عبد الله عبد علي

كل يوم أقول غداً سأكسب أحلامي, غداً سأجد كل أمالي, كما كسبها أبطال الروايات الشرقية, وقصص الخيال العجيبة, لكن كانت دوما الخسائر تلاحقنا, في حياة بائسة جدا خطها لنا القدر, كنت احلم كثيرا بان تتغير الحياة, ويظهر وجهها الباسم ولو لمرة واحدة, الذي سمعنا عن جماله الكثير, وكم قرأت قصائد العشاق عن دنيا وردية, حياة إنسانية تكون هي الحلم, نعم سعيت كثيرا نحوها, فالحرية والحقوق متلازمان, بهما يسمو الإنسان, لكنهما مختفيان في بلدي, فطبيعة النظام الفاسد قد قتل كل الاحلامنا, حيث تم تسليط الحمير والقردة علينا, لنعيش بغصة وألم لا ينتهي.
وخسائرنا في هذه الحياة متنوعة, في كل مفاصل الحياة, فهي كل ما نملك في الماضي والحاضر.
خسائر الحب, كبيرة ومتشعبة, فكم فارقنا من أحباب, ما بين قتيل ومهجر ومخطوف, وبين حبيبة جذبها الدولار لتنسى أكمال رواية الحب, مع مواطن بسيط بالكاد يعيش, وبين طفل كان فرحة عائلة يتم خطفه, ثم بيع أجزائه في تجارة بيع الأعضاء, وكم فتاة جميلة شريفة, كانت كشمس مشرقة لأهلها, يتم اغتصابها تحت عنوان جهاد النكاح, وعملية نشر الثواب والفوز بجنة, تنتظر الدواعش في الآخرة! بعد كل هذا يطلب منا أن نحلم, وان نصبر, انه تخدير فضيع كي نسكت.
خسائر العمل, من المحن التي نعيشها يوميا, حيث يتسلط علينا الفاسدون, ويتحكم بها كل نكرات البلد, ممن تتحكم بهم عقد مرضية عجيبة, فأما أن تكون ضمن جوقة النفاق والتملق, وألا يتم محاربتك, وإياك أن تكون نزيها, وألا يشن الجميع عليك حربا شعواء, فاسدون وعاهرات وزمر من المتملقين, يملئون مؤسسات الدولة, فلا مكان للشريف النزيه, ولمن يريد أن يرتاح عليه أن يهجر المؤسسات الحكومية, فيعمل سائق أجرة, أو بائع فلافل, فأي أمل علينا أن نتمسك به, وأي حلم ننتظر رؤيته, انه الظلم الذي يتحكم بحياتنا, ولن يتغير قريبا.
الحقوق المسلوبة, السكن أصبح حلم بعيد, فسوف نموت ولن نحصل على بيت ملك, هكذا قدر لنا أن نعيش في عراق الظالمين, مع انه حق يجب على الدولة أن توفره لنا, لكن لنموت جميعا, أو ليحرقنا انفجار كانفجار الكرادة, المهم أن لا نطالب بحقوقنا, في عراق حكم الحمير والقرود, غاب عنه الشرفاء تماما, فليس بين كل سياسي البلد رجل واحد شريف, اللعنات الأبدية عليهم جميعا, حقي أن العنهم, مع أن البعض يحاول منعي حتى من حقي في لعن من ظلمني, ويطالبني أن اقبل بالفقر والظلم واسكت أو انتحر وانهي المأساة.
ظلم لا يتحمل, هكذا هي الحياة في عراق الظالمين, سنة بعد سنة والظلم يكبر, وكل الساسة طواغيت ومجانين, مجرد فزاعات من القش,وضعها الغرب لغرض تدمير البلد, وإشعال الحروب والفتن الداخلية, وأهدرت أموال النفط, ونجحوا تماما في وظيفتهم الوضيعة, عوائل تنام ولا تجد عشاء لأطفالها, مريض لا يقدر على شراء علاجه, عاطل عن العمل وبرقبته جيش من الأطفال, عجوز تنام على الرصيف, مريض بالسرطان فقير ولا علاج له, وعليه أن ينتظر الموت لتنتهي أوجاعه, ويأتي سياسي غبي يطالبني بان اصبر واحلم, ألا لعنة الله عليكم جميعا.
أكذوبة الأمل, علينا أن نصحو من وهم الأمل, فلا أمل ينتظرنا, بل هي غابة فيها وحوش قذرة تتحكم بحياتنا, فان أردنا العيش علينا أن نكون وحوشا مثلهم, وننزع عنا كل قيمنا وأخلاقنا, وننهش لحمهم كما نهشوا لحمنا, هكذا يكون البقاء, والاهم أن نمسح من ذاكرتنا شيء اسمه الأمل بالغد, فعندها ستأكلك السباع والضباع, وهم ساخرون من منظرك وأنت تنتظرالامل.
الموت , هو النتيجة الحتمية لكل المنتظرين للأمل, والحالمون بحياة عادلة تتحقق فيها المساواة, فالحمير والقرود التي تقود الأحزاب, لن تعطينا فرصة كي نتنفس, ذلك الصباح العطر برائحة الحرية والحقوق, بل كل جهودهم نحو الخلاص منا, عبر موت يتوزع علينا بالتدريج, هذا ما ننتظر حقيقةَ, وليس غيره.
فأهلا بك أيها الموت السعيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبد الله عبد علي
كاتب وأعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الأعلام
عضو الرابطة الوطنية للمحللين السياسيين
عضو النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين
موبايل/ 07702767005
أيميل/ [email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة/ كن ذكرا تكن غنيا
- تقرير لجنة تشيلكوت وحق العراق الضائع
- القشة وظهر البعير (حكومة ألعبادي) -2-
- القشة وظهر البعير (حكومة ألعبادي) -1-
- أحزان الحاج منصور
- العوامل التي أدت إلى مقتل الأمام علي
- ما بين دموع ميسي وعواهر السياسة العراقية
- الفرق بين راضي شنيشل وألعبادي
- انتشار المقاهي المشبوهة في أطراف بغداد
- لماذا تهدد أمريكا بضرب الجيش السوري؟
- أعوذ بالله من المحللين السياسيين المهلوسين
- معركة بدر وانقلاب القوى
- قصة قصيرة/ أزمة ثقة
- توسع الاتجار بالبشر في العراق
- أهالي حي النصر: ارحمونا, فقط نريد ماء للشرب
- قصة قصيرة...... الشهوة والنجاح
- اثيل النجيفي يغازل تنظيم داعش
- الأهداف الخمسة للمنافقين المحليين, من حرب الفلوجة
- نحن نشعر بالسعادة
- بعد سنوات من الإرهاب والجريمة, هل يستفيق رجال الفلوجة؟


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - عراق الظالمين, لا يعطي ألا الموت