أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - الفطرة لا دين لها ياعرفة !













المزيد.....

الفطرة لا دين لها ياعرفة !


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 17:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ فترة والسيد محمد عبدالمنعم عرفة يتحفنا بين الحين والآخر بمقالة تلو أخرى تحت عنوان ( الاسلام دين الله وفطرته التى فطر الناس عليها ! ) ، وهو فى ذلك لا يصدر عن قناعة ذاتية ، وانما يجتر مارسخته البيئة الصوفية التى نشأ فيها ، ويسطره هنا على صفحات الحوار المتمدن ، ولأن موقع الحوار المتمدن ينتهج سباسة حرية النشر دون رقيب ، فقد بات مألوفاً لدى من يرتادون هذا الموقع الديمقراطى ، أن يطالعوا بين الحين والآخر مقالاتٍ ، يجرفها الشطط الفكرى والمذهبى بعيداً عن متطلبات المنطق ؛ فضلاً عن العقلانية ، كتلك المقالات التى يتحفنا بها الكاتب محمد عبدالمنعم عرفة ، والتى يردد فيها نفس مزاعم مؤسس الديانة المحمدية بأن ( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ !). ومحمد هنا يقصد بالفطرة الاسلام ! فهل بالفعل يولد الانسان مسلماً كما يزعم محمد وكما يردد أتباعه من بعده ؟! لنجيب على هذا السؤال ، تعالوا نوضح معنى ومفهوم كلمة ( الفِطرة ) ، التى يلوون معناها لتؤيد زعمهم بأن الاسلام دين الله ؛ ذلك الوهم السماوى المقدس عند المؤمنين بوجوده !

تعريف الفطرة :
الفطرة تعنى الحالة التى يكون عليها الانسان فى لحظة خروجه من رحم الأم . ومعروف أن الانسان يولد من رحم أمه ، وهو لا يحمل من مفردات البيئة التى ولد فيها أية سمات أو ملامح أو صفات تنسبه الى تلك البيئة سوى الصفات البيولوجية الوراثية كاللون وملامح الوجه وصفات العرق الذى ينحدر منه أسلافه . باختصار ، كل مايميز الانسان فى لحظة مولده هى صفات بيولوجية موروثة جينياً . أى أن الانسان فى لحظة خروجه من الرحم ، لا يمكن أن ننسبه الى ديانة معينة من الديانات حتى ولو كان والداه ممن يزعمون بأنهم أنبياء ! فالمولود لأبوين مسلمين لا يمكن أن نقول عنه بأنه مسلم ، فهو لا يعرف فى تلك المرحلة الفرق بين التمر والجمر ، حتى يمكننا أن ننسبه الى ديانة معينة من الديانات ، فالديانة شأنها شأن كل الخبرات والتجارب التى ابتكرها الجنس البشرى تحتاج الى إنسان ناضج ، اكتسب خبرة التمييز بين ماينفعه ومايضره ، عبر تجارب حياتية تحتاج الى سنين طويلة من المعايشة ، التى لا تتوفر فى حالة المولود على الفطرة . فالدين شأنه شأن جميع أوجه الثقافة التى صاغتها التجارب الانسانية عبر مراحل تاريخ البشرية ، يحتاج الى انسان ناضج ، قادر على محاكاة سلوك الوالدين والأقربين والأقران ، وذلك لا يتوفر للمولود على الفطرة ، حتى نقول بأن هذا الدين أو ذاك هو دين الفطرة أو دين الله الذى يولد عليه كل المواليد فى كل زمان وفى كل مكان . الدين ليس برنامجا حاسوبياً هبط من قوى ميتافيزيقية تتربع هناك على عرش سماوى كما زعم مؤسسو مايسمى بالديانات السماوية ، وانما هو حصيلة خبرات وتجارب بشرية تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل ، ولا علاقة للدين بقوى ميتافيزيقية تتحكم بما يجرى على كوكب الأرض ، حتى تقوم تلك القوى بزرع ذلك البرنامج السماوى فى جينات هذا المولود أو ذاك ، بينما تحرم آخرين من زرع نفس البرنامج وتغرس بدلاً منه برنامجاً ابليسياً ( نسبة الى ذلك الكائن الخرافى المسمى ابليس ) ! الدين هو نتاج بشرى بحت ، قام بتأسيسه بعض البشر الاستثنائيين فى مراحل طفولة العقل البشرى عندما أرادوا ايجاد تفسيرات للألغاز الكبرى كمسألة كيفية نشأة الكون وكيفية نشأة الحياة وغيرها من الموجودات والظواهر التى حيرت ومازالت تحير العقل الانسانى ، وخاصة مسألتى الموت والحياة ، اللتان مازال الانسان يقف عاجزاً حيالهما . فالانسان يريد أن يحيا الى أبد الآبدين ، لكن الموت يقف له بالمرصاد وينهى كل وجوده على حين غرة منه . كما أنه يرى بأم عينيه فى كل لحظة من يتخطفهم الموت من حوله ، ولا يعودون الى الحياة مرة أخرى . ويكون الانسان أشد حزناً وتأثراً عندما يرى الموت يختطف من كانوا يشكلون محاور رئيسية لكيانه ووجوده كالأب والأم والابن والابنة ! لذلك بلغ من دهاء وعبقرية مؤسسى مايسمى بالديانات السماوية اختراع ماأطلقوا عليه البعث بعد الموت استغلالاً لتلك العاطفة الانسانية الغريزية الجياشة للكائن البشرى نحو من يختطفهم الموت ممن يشكلون محورا لكيانه وتواجده فى الحياة ! ليس هذا فقط ، بل جعلوا البعث ومن بعده الحساب ومن بعدهما الخلود فى حياة أخرى محوراً رئيسياً تدور حوله كل أحلام وطموحات ورغبات من يصدقون بأوهام هؤلاء النفر ممن زعموا تلقيهم علوماً وتعاليماً سماوية وقاموا بتأسيس دياناتهم التى يدور فى فلكها المليارات من البشر حتى يومنا هذا ، وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط الحبلى بالأساطير والخرافات التى استلهمها مؤسسوا مايسمى بالديانات السماوية من خرافات الحضارات الانسانية القديمة كالحضارة البابلية والفرعونية والسومرية .
خلاصة القول أن الانسان يولد وعقله صفحة بيضاء ياسيد عرفة ولا دين له ولا ثقافة ولا لغة ، انما كل ذلك يكتسبه الانسان عبر مراحل سنية مختلفة ، من البيئة التى يشاء قدره أن يولد فيها ، ولا تهبط عليه تلك الخبرات الحياتية من السماء ، كما أنه لا يرثها جينياً ، وانما يطبعها ويؤصلها فى خلاياه المخية، البشر الذين يولد فيهم، ويحيطون به فى مراحل تكوينه الفكرى والعقلى والوجدانى ، فى بدايات العمر ، والذين هم بدورهم توارثوها من الأجيال السابقة عليهم ؛ فلا الاسلام دين الفطرة كما زعم مؤسس الديانة المحمدية ، ولا اليهودية ولا المسيحية ولا أية ديانة على سطح هذا الكوكب يمكن أن يقال أنها تولد مع الانسان كعنصر محورى من مكوناته الجينية ، ولا اللغة العربية لغة أهل الوهم المسمى بالجنة أو الفردوس !
وتحياتى للجميع
زاهر زمان



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لستُ مُلحداً
- هل هى مُتعة أم دعارة يا رسول الله ؟ !!!
- أيهما أسبق : الأقصى أم الهيكل ؟
- دورة المادة الحية فى الكون تكذب وجود حياة بعد الموت !
- التأثير اليهودى فى المشروع السيادينى المحمدى
- الصحوة الاسلامية وماأدراك ماالصحوة الاسلامية ؟
- حتى الصلاة .. أخذها محمد عن اليهود !!!
- لن أبيع انسانيتى - ولو مقابل كل مُلك محمد وورثته من العرب !
- خواطر حول المشروع السياسى المحمدى !!!
- يجادلون فى الالحاد وهو شديد المِحال !!!
- حد السرقة دليل اختراع محمد للدين الاسلامى !!
- وأمرهم شورى لكن اقتلوا من يعارض !!
- خواطر متدين سابق ( 5 ) – الانسان ربيب بيئته
- يدنين عليهن من جلابيبهن - رؤية حداثية لنص قديم
- ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى - رؤية سياسية حداثية
- التجارة الدينية لأغراض سياسية - دعوى قضائية لتجريم الرقص ومع ...
- رؤية نقدية لمقال شاهر الشرقاوى [اللبس الشيطانى ..ما بين الفك ...
- فى زمن الاخوان .. لا أمن ولا أمان !
- حلم الخلافة ومشروع الشرق الأوسط الجديد !
- السببية بين العلم والدين ! 1


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - الفطرة لا دين لها ياعرفة !