أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر زمان - فى زمن الاخوان .. لا أمن ولا أمان !















المزيد.....

فى زمن الاخوان .. لا أمن ولا أمان !


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح الآن أن السياسات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية التميزية لنظام مرسى وجماعته ، والهادفة بشكل أساسى ومحورى الى الاستيلاء على مفاصل الدولة المصرية وأخونتها ، هى السبب الرئيسى والمباشر لما يجتاح الشعب المصرى وكل فئاته من احتقان وغضب وغليان ، فى كافة أنحاء القطر المصرى من أقصاه الى أقصاه . ولعل المسئول الرئيسى والمباشر الذى يجب أن يمثل أمام محكمة الشعب المصرى بجوار مرسى ونظامه اذا قدر لهذا الشعب أن يسترد ثورته بعد أن يسقط ذلك النظام الفاشى ، هو المجلس العسكرى الذى كان يقوده طنطاوى أثناء المرحلة الانتقالية . ذلك المجلس الذى فرط فى الأمانة وتواطأ مع جماعة الاخوان المتاجرين بالدين ، وسلم لهم حكم مصر على طبق من دماء وأشلاء الثوار الحقيقيين الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة فى سبيل حرية وكرامة المواطن المصرى ووطنه . عندما يرضخ ذلك المجلس لتهديدات الاخوان المتاجرين بالدين بحرق مصر وشعبها اذا لم يحكموا ، ويستجيب لمطالبهم ومطالب المغيبين والطامعين فى السلطة ممن يطلقون على أنفسهم دعاة الدولة المدنية ، بتقصير مدة المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب ، وهو يعلم تمام العلم أن القوى السياسية الوحيدة المنظمة القادرة على خداع الشعب ودس رئيس على مصر لا يدين بالولاء للمصالح العليا للوطن هى التنظيم الدولى للاخوان المتاجرين بالدين ( الشهيرة بالاخوان المسلمين ) ؛ عندما يعلم مجلس طنطاوى بذلك ، ويرضخ لارادة مثل ذلك التنظيم العميل والموالى لكل من لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم الاستراتيجية فى منطقة الشرق الأوسط ، حتى ولو كانت على حساب المصالح الحياتية الملحة للمصريين ، فإن ذلك المجلس يجب أن يتم تقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى .
لقد كان واضحاً منذ اندلاع أحداث 25 يناير 2011 أن هناك مخططاً أمريكياً يستهدف اعادة رسم خارطة المنطقة برمتها لتحقيق مكاسب استراتيجية فى منطقة الشرق الأوسط بوجه عام والشمال الافريقى بوجه خاص ، حتى ولو كان الثمن مثات الالاف أو عشرات الملايين من أرواح أبناء شعوب تلك الدول المستهدفة بالتغيير الذى استخدمت فيه وسائل دعاية متواطئة بسوء نية وغير متواطئة بحسن نية شعارات حق يراد بها باطل . نعم خرجت الجماهير تطالب بالعيش والحرية والعدالة والكرامة الانسانية وتلك حقوق أصيلة لكل مواطن يعيش على أراضى تلك الدول التى طالبت شعوبها بالتغيير ، ولكن هل تحقق أى من تلك الشعارات على أرض الواقع فى أية دولة من الدول التى خرجت شعوبها تطالب بالعيش والحرية والعدالة والكرامة الانسانية ؟ الأحداث والوقائع تقطع بأن أياً من تلك الشعارات لم يتحقق حتى الآن . بل على العكس من كل تلك الشعارات ، انتقلت أحوال الشعوب فى دول مايطلقون عليه زوراً وتزييفاً ( الربيع العربى ) من سيىء الى أسوأ ، والفضل فى تلك الأحوال المأساوية التى أصبحت تعانى منها شعوب تلك الدول ، يعود الى تدخل الادارة الأمريكية المباشر والغير مباشر فى الشئون الداخلية لتلك الدول وتوجيه الأمور لتسليم زمام الحكم فى تلك الدول لفروع التنظيم الدولى للاخوان المتاجرين بالدين كما حدث فى مصر وتونس عندما ضغط الأمريكان على قيادات الجيش فى هاتين الدولتين بترتيب الأمور للرحيل عن السلطة وتسليم زمام الحكم لجماعة الاخوان المتاجرين بالدين فى مصر وفرعها المسمى بجبهة النهضة فى تونس ، وذلك هو مانعنى به التدخل الخفى والغير مباشر . أما فى الحالة الليبية فكان ماجرى يتم على مرأى ومسمع من العالم كله ومنقولاً لحظة بلحظة لكل أنحاء العالم من خلال فضائيات قنوات الجزيرة القطرية التى تعمل بكل اخلاص وتفانى من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة وأذيالها من دول الغرب وأدواتها فى الشرق الأوسط من الخونة والعملاء كالنظام القطرى الصهيونى الذى يتستر وراء الاهتمام بقضايا العرب والمسلمين بينما هو فى حقيقته عميل وخادم أمين للأهداف الاستراتيجية الأمريكية بوجه خاص والغربية بوجه عام فى منطقة الشرق الأوسط ! ذلك النظام الذى يفتح كل خزائنه للانفاق على أدوات المشروع الأمريكى فى المنطقة والذى من أول أهدافه الحفاظ على تدفق النفط اليه من منطقة الخليج دون أية عوائق أو منغصات ، ولن يتم له ذلك الا من خلال اسقاط جميع الأنظمة الوطنية التى كانت تتمتع بنوع من الاستقلالية السياسية فى اتخاذ قراراتها . ذلك النوع من الاستقلالية الذى كان يتيح لتلك الأنظمة هامشاً من الحركة يمكنها من تحقيق الحد الأدنى من الاحتياجات الحياتية الملحة لشعوبها حتى وان كان ذلك الحد الأدنى لا يرقى الى ماكانت تتطلع اليه الشعوب . ورغم كل ماأشاعته الفضائيات العميلة لأمريكا والغرب من فساد تلك الأنظمة التى تم اسقاطها بواسطة أدوات أمريكا فى داخل دول مايسمى بالربيع العربى كالتنظيم الدولى للاخوان المتاجرين بالدين ، الا أن تلك الأنظمة كانت قادرة على حفظ الأمن والأمان والاستقرار والحد الأدنى من المعيشة لمواطنيها ، لكنها كانت متحفظة فى تبعيتها لأمريكا على السياسات التى تريد الادارة الأمريكية جر شعوب المنطقة اليها ، وأخطرها انشاء معسكر اسلامى سنى فى مواجهة معسكر اسلامى شيعى بهدف شن حرب اقليمية على ايران وحلفائها فى المنطقة بالوكالة ، ولا مانع من دخول اسرائيل على الخط ولو بشكل غير مباشر عن طريق الامداد بالسلاح كما يحدث الآن فى الحرب الدائرة ضد نظام بشار الأسد وكما حدث ابان الحرب الأهلية فى السودان التى انفصل على اثرها الجنوب عن الشمال ، وكما حدث فى الحرب على نظام معمر القذافى ! تلك الحروب التى أعتبرها أنا شخصياً بروفة للحرب الكبرى على ايران ! وفى اعتقادى الشخصى أن كل ماحدث ومايحدث فى منطقة الشرق الأوسط هو تهيئة لمسرح عمليات الحرب الكبرى القادمة ضد ايران دون أن تضحى أمريكا أو الغرب بقلامة ظفر مواطن أمريكى أو غربى واحد ، وانما ستكون حرباً بالوكالة يقوم بها معسكر دول الاسلام السنى الموالى لأمريكا والغرب ضد معسكر ايران الشيعى الموالى لروسيا والصين . حتى دول معسكر الاسلام السنى لن تدخل فى تلك الحرب بجيوشها بشكل مباشر ضد معسكر ايران الشيعى وانما ستقوم بتجنيد وتسليح وتدريب مليشيات عسكرية من دول مايسمى بالربيع العربى ومن بينها مصر ، ثم ترسلها عن طريق تركيا الى مناطق النفوذ الشيعى فى سوريا ولبنان واليمن وباكستان وأفغانستان ثم فى نهاية المطاف الى ايران اذا استطاعوا زعزعة نظام حكم ملالى طهران . وهذا هو فى اعتقادى المخطط الأمريكى الغربى الذى رفضت الأنظمة التى تم اسقاطها الانخراط فيه ، بينما قبلته وبترحيب بالغ الحفاوة الأنظمة الجديدة التى نصبها الأمريكان والغرب فى دول مايسمى ثورات الربيع العربى . وفى اعتقادى الشخصى أن هذا المخطط لن يتم تنفيذه وتحقيق أهدافه بين عشية وضحاها وانما سوف يستغرق تنفيذه ربما سنوات قادمة وربما عقود كما استغرق تخطيطه والاعداد له العقود التى أعقبت ماكان يعتقد بأنه انتهاء الحرب الباردة . الحرب الباردة لم تنته وانما مازالت قائمة وعلى أشدها وماتلك الحروب الاقليمية التى تنشب هنا أو هناك الا أحد دلائلها وعلاماتها . نعم هى الحرب الباردة بين الشرق بقيادة رورسيا والصين والغرب بقيادة أمريكا وأوروبا ، ولكنها فى صورة صراع على مناطق النفوذ هنا أو هناك . أحياناً يتخذ طابعاً تجارياً وأحياناً طابعاً دبلوماسياً أو حتى عسكرياً ولكن دون مواجهات مباشرة بين قوات الشرق والغرب .
الآن تم توريط الشعب المصرى فى هذا الصراع على مناطق النفوذ فى الشرق الأوسط وكذلك تونس وليبيا ولن يستطيع التنظيم الدولى للاخوان المتاجرين بالدين رفض أى طلب لولى نعمتهم الأمريكى أو وكيله القطرى حتى ولو كان الثمن هو التضحيه بكل من وماهو على أرض مصر . وعلى الشعب المصرى اذا أراد التحرر أن يستعد لمراحل عديدة وطويلة من الصراع بكل أشكاله ضد أدوات أمريكا فى مصر وخارجها . مراحل عديدة سوف يطبق فيها الفقر والجهل والمرض وتشيع فيها جرائم القتل والخطف والاغتصاب والتهجير والسجن والاغتيال فى كل ربوع القطر المصرى . مراحل عديدة وقاسية سوف تسيل فيها دماء المصريين ، من الشعبً والشرطةً والجيش ، أنهاراً فى شوارع وحوارى المدن والقرى بطول مصر وعرضها . وحتى يتمكن المصريون من تحرير أرضهم وارادتهم من الاحتلال الأمريكى وأدواته من تنظيمات الاسلام السياسى ، عليهم ألا ينتظروا من تلك التنظيمات أمناً أو أماناً ، فلا أمن ولا أمان فى زمن الاخوان .



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم الخلافة ومشروع الشرق الأوسط الجديد !
- السببية بين العلم والدين ! 1
- خواطر متدين سابق ( 4 ) المطوع ..وأنا..وصلاة الصبح !
- الرائع سامى لبيب ..وأنا...والله
- أين أنت ياعهد صوفان ؟
- مطلوب تفكيك الجيش المصرى بعد تدمير الشرطة !
- نواب الشعب المصرى وثورة الشعب !!
- أشهد أن لا اله الا الله !!
- تلك المسماة بالجامعة العربية !!!!!
- ثورة علياء ماجدة المهدى
- ولا زال البعض يحلم بدولة الخلافة !
- هل محمد ابن سفاح أم نكاح ؟ لا يهمنا ذلك الأمر !
- هل الله موجود أم لا ؟
- مراجعات نقدية لبعض الأحاديث النبوية ( 1 )
- خواطر متدين سابق ( 3 ) أنا وزوجتى وصغيرتى
- خواطر متدين سابق ( 2 ) الله والشيطان ومحمد وأنا
- خواطر متدين سابق 1
- هل سيقرر الشعب المصرى مصيره بنفسه حقاً ؟
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 4 ...
- اسلام العوام !!


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر زمان - فى زمن الاخوان .. لا أمن ولا أمان !