أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر زمان - حلم الخلافة ومشروع الشرق الأوسط الجديد !















المزيد.....

حلم الخلافة ومشروع الشرق الأوسط الجديد !


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن نقف على حقيقة هؤلاء وأولئك ، كنا نظنهم بشراً مثلنا ، يقدرون للانسان انسانيته ! وكنا نظن أن هؤلاء وأولئك يعتبرون شعوبنا بشراً مثل شعوبهم ! فلطالما تشدق هؤلاء ومازالوا وسيظلون يتشدقون بأنهم خير أمةٍ أُخرجت للناس ، وأن من بين ظهرانيهم خرج الى الدنيا من سوقوه للناس على أنه قد جاء ليتمم مكارم الأخلاق ! ولطالما تشدق أولئك ومازالوا وسيظلون يتشدقون باحترام الحريات وحقوق الانسان وخاصةً حقوق الطفل وحقوق المرأة والرفق بالحيوان ، وحق الشعوب فى تقرير مصيرها بأنفسها ! يبدو أنهم كانوا يقصدون شعوبهم بكل مانادوا وينادون به ، لا شعوبنا !
لقد خدعنا هؤلاء وأولئك طويلاً بشعاراتهم التخديرية قبل أن نكتشف من ممارساتهم الانتهازية بحق شعوبنا وأقدارنا ، أننا ودمائنا وأرواحنا ومقدراتنا لم نكن سوى أرقام بنكية لودائع مالية تنتقل من حسابات وأرصدة هؤلاء الى حسابات وأرصدة أولئك مقابل تجنيد وتحشيد وتدريب الخونة والمنشقين وطلاب التسلط والسلطة من بين أظهرنا ، لاشاعة الفوضى والقتل والتخريب والتدمير فى دورنا ، بعدما أوهمهم هؤلاء وأهموا أنفسهم أنهم يجاهدون فى سبيل نشر الدين الحق واعلاء مايسمونه راية التوحيد ، طمعاً فى استعادة مايعتبرونه أمجاد الخلافة الاسلامية البائدة !
أجل .. نحن ومقدراتنا ومصائر شعوبنا بأكملها .. لسنا أكثر من أرقام بنكية لودائع مالية تنتقل تبعيتها من حسابات هؤلاء الزاعمين أنهم خير أمةٍ أخرجت للناس الى حسابات أولئك المتاجرين بالحريات وحقوق الانسان ومصائر الشعوب الواقعة خارج حدود دولهم . وبين انتقال الودائع البنكية من حسابات هؤلاء الى حسابات أولئك يتلقف الكلاب الفتات التى يلقيها اليهم أسيادهم من هؤلاء وأولئك . الكلاب المنوط بهم تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد حتى ولو كان على أشلاء عشرات الملايين من الضحايا بطول وعرض دول الشرق الأوسط التقليدية وكأن تلك الدول لم يكفها ماتعانيه من فساد واضطهاد وديكتاتورية أنظمتها التى كانت قائمة ، فراح هؤلاء الخير أمة أخرجت للناس وأولئك المتاجرون بحقوق الانسان وحرياتها يسلطون على تلك الشعوب وعلى مصائرها وأقدارها جحافل ومليشيات الغوغاء والدهماء والهمج الذين ابتعثوهم من مجاهل القرون الوسطى وألبسوهم زوراً وبهتاناً وتزييفاً ثياب دعاة الحرية والعدالة والديمقراطية بعدما دربوهم ككلاب الصيد على كيفية اقتناص ثورات الشعوب ، للسيطرة على مصائر البلاد والعباد باسم الالاه المزعوم وباسم رسوله الأزعم وتحت شعار تطبيق الشريعة التى لا يعرف حتى من يؤيدون تطبيقها من العوام ، ماتحتويه تلك الشريعة من عصف بالحريات والحقوق وكرامة الانسان ، واشعال للحروب الأهلية والصراعات الطائفية التى تمزق أعتى الدول وأعرقها وأشدها صلابةً الى دويلات متناحرة لا تعرف الى الاستقرار أو الانماء أو التنمية طريقا . هؤلاء الخير أمة أخرجت للناس يطمعون فى استعادة مايطلقون عليه أمجاد الخلافة ، التى تضمن لهم الاستقرار والاستمرار فى كراسيهم بتغييب الشعوب التى يسيطرون عليها فى ظلام وظلمات القرون الوسطى بواسطة عملائهم وأدواتهم من تيارات الاسلام الراديكالى المتخلف كجماعة الاخوان المسلمين وغيرها ، أما أولئك فيجتهدون ويسرعون فى تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى يضمن لهم امدادات النفط والغاز دون انقطاع من محمياتهم الخليجية وأدواتهم الحاكمة بالحديد والنار هناك ، وفى نفس الوقت يتصدون لما يطلقون عليه خطر النفوذ الروسى والصينى والايرانى فى افريقيا والشرق الأوسط ، ولتذهب المصالح الحقيقية لشعوب افريقيا والشرق الأوسط الى الجحيم !
لذلك ، فإننا نكاد نجزم أن مايحلو لهم تسميته زوراً وغشاً وتدليساً بثورات الربيع العربى ماهى فى حقيقتها الا مشاريع استثمارية خليجية غربية بوجه عام وقطرية أمريكية أوروبية بوجه خاص لا تهدف الا الى الوقوف فى وجه مايطلقون عليه الخطر الشيعى الايرانى على الدولة العبرية وعلى الأسر الحاكمة الخليجية على حد سواء ، وبالطبع الحفاظ على امدادات النفط والغاز وخزائنهما فى المحميات الغربية فى دول الخليج . هى ثورات تم التخطيط لها منذ عقود بواسطة مراكز الدراسات الاستراتيجية المتخصصة وأجهزة الاستخبارات الغربية ونفذتها وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية وكذلك تيارات الاسلام السياسى الراديكالى التى نخرت فى أعمدة الأنظمة التى كانت قائمة كما ينخر السوس مستغلةً جميعها معاناة الشعوب من فساد الأنظمة القائمة وعدم قدرتها على تحقيق تطلعات الشعوب فى الحرية والديمقراطية والعيش بكرامة انسانية ، مما هيأ لها النجاح فى تكوين وتعبئة وتحشيد رأى عام مناهض للأنظمة الاستبدادية الفاسدة والتى رغم فسادها واستبدادها وتعاونها مع الأمريكان والغرب فى أوجه كثيرة ، الا أنها كانت لها تحفظاتها على مشروع الشرق الأوسط الجديد ، مما جعلها عقبة فى طريق تحقيق الأهداف الاستراتيجية الغربية الخليجية المشتركة . ولقد حقق ذلك المشروع الاستراتيجى الخليجى الغربى النتائج المرجوة منه حتى تلك اللحظة ودون تحميل الخزانة الامريكية أو الخزائن الغربية دولاراً واحداً ! بل على العكس من ذلك ، كانت الأموال التى تضخها الأنظمة الخليجية وخاصة النظامين القطرى والسعودى على انجاح ذلك المشروع الاستثمارى الضخم ، الغربى بوجه عام والأمريكى بوجه خاص ؛ كانت تلك الأموال سبباً مباشراً ورئيسياً فى التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى يمر بها الاقتصاد الأمريكى والغربى بوجه عام . لم تدفع الولايات المتحدة أو أياً من الدول الغربية سنتاً واحداً فى تكاليف الحروب التى شنوها على أفغانستان أو العراق بحجة مكافحة الارهاب والقضاء عليه فى أفغانستان أو بحجة التخلص من أسلحة الدمار الشامل المزعوم وجودها فى العراق ! لقد تكفلت أنظمة الخليج العربية بتكاليف كل تلك الحروب من الألف الى الياء . وحتى عند اخراج السوفيت من أفغانستان ، قبل دخول الأمريكان والدول الغربية فيها ، تكفلت الأنظمة الخليجية وخاصة السعودية بكل تكاليف المجاهدين الأفغان من تحشيد مقاتلين باسم الدفاع عن المسلمين ضد الشيوعيين السوفيت ، وكذلك الانفاق على تدريب هؤلاء المقاتلين بواسطة خبراء من الأمريكان والدول الغربية وتسليحهم وامدادهم بكل مايلزم من عدة وعديد وعتاد .
أما بخصوص مسألة الانفاق على تجهيز وبلورة مايسمى بثورات الربيع العربى فقد تراجع دور خزانة مملكة آل سعود الى المرتبة الثانية لتتصدر خزانة النظام القطرى المشهد فى كل ماوقع فى تونس وليبيا ومصر ومايحدث حالياً فى سورية . خزائن النظام القطرى مفتوحة على مصراعيها للانفاق على أدوات تنفيذ ذلك المشروع الاستثمارى الغربى الذى تقوده أمريكا فى منطقة الشرق الأوسط وتعمل على تنفيذه بكل السبل بواسطة عملائها وأدواتها من تيارات الاسلام السياسى كالتنظيم الدولى للاخوان المسلمين . ولقد نجح ذلك التنظيم بدعم كامل من حلف الناتو وبتمويل خليجى تتقدمه الخزانة القطرية فى اسقاط نظام العقيد القذافى بعد صراع دموى راح ضحيته مئات الآلاف من الليبيين المدنيين الذين لا ذنب لهم الا أنهم كانوا من الشعب الذى يقطن على أرض حكمها نظام العقيد الذى لا ترضى عن سياساته أمريكا أو أنظمة المحميات الغربية من الأسر الحاكمة فى دول الخليج . . ونجح أيضاً ذلك التنظيم الاخونجى الدولى فى سرقة الثورة الشعبية التونسية وثورة المصريين ضد حكم حسنى مبارك الذى رغم فساده وديكتاتوريته لم يمنح الغرب واسرائيل مامنحهم اياه محمد مرسى الرئيس الاخونجى للدولة المصرية فى غضون بضعة شهور له فى الحكم منذ توليه الرئاسة فى مصر بعد صفقة مريبة مع مجلس طنطاوى العسكرى المخترق من الاخوان والقطريين والامريكان . وهاهم يحاولون جاهدين اسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا بتمويل خليجى كامل ودعم استخباراتى ودبلوماسى واعلامى وعسكرى أمريكى اسرائيلى غربى . ان كل نقطة دم ليبية أو تونسية أو مصرية أو سورية سقطت على الأرض برصاص مليشيات تيارات الاسلام السياسى المتاجرة بالمشاعر الدينية للعوام ، وكل منشأة يتم نسفها أو تدميرها بقذائف تلك المليشيات الظلامية ، تتدفق مقابلها آلاف المليارت من الدولارات الى جيوب الأمريكان والأتراك والدول الأوروبية الأخرى المشاركة والمستفيدة اقتصادياً وجيوسياسياً مما يطلقون عليه ثورات الربيع العربى . أما مايجرى على أرض مصر الآن فهى محاولات مستميتة من جماعة التنظيم الدولى الاخونجى لاحكام السيطرة على كل مفاصل الدولة المصرية للانفراد بمصير الشعب المصرى ومقدراته لجعله فى خدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى تهدف الأنظمة الخليجية من ورائه الى جعل شعوب منظومة مايسمى بالدول العربية فى الشام وشمال افريقيا امتداداً لحظيرتها المسماة بالحظيرة الاسلامية فى مواجهة مايزعمونه من تزايد الخطر الشيعى الايرانى وتغلغل النفوذ الروسى والصينى فى افريقيا والشرق الأوسط . وتتلاقى بذلك الأهداف الاستراتيجية والجيوسياسية للأنظمة الخليجية مع أهداف أمريكا والغرب . المهم فى الأمر أنه مع كل كارثة تحل بشعوب مايسمى بدول الربيع العربى ، يقابلها آلاف المليارات من الدولارات التى تنتقل تبعيتها من حسابات وأرصدة الأسر الحاكمة فى دول الخليج الى حسابات وأرصدة الادارة الأمريكية وخزائن الدول الأوروبية .
رؤية تحليلية بقلم / زاهر زمان



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السببية بين العلم والدين ! 1
- خواطر متدين سابق ( 4 ) المطوع ..وأنا..وصلاة الصبح !
- الرائع سامى لبيب ..وأنا...والله
- أين أنت ياعهد صوفان ؟
- مطلوب تفكيك الجيش المصرى بعد تدمير الشرطة !
- نواب الشعب المصرى وثورة الشعب !!
- أشهد أن لا اله الا الله !!
- تلك المسماة بالجامعة العربية !!!!!
- ثورة علياء ماجدة المهدى
- ولا زال البعض يحلم بدولة الخلافة !
- هل محمد ابن سفاح أم نكاح ؟ لا يهمنا ذلك الأمر !
- هل الله موجود أم لا ؟
- مراجعات نقدية لبعض الأحاديث النبوية ( 1 )
- خواطر متدين سابق ( 3 ) أنا وزوجتى وصغيرتى
- خواطر متدين سابق ( 2 ) الله والشيطان ومحمد وأنا
- خواطر متدين سابق 1
- هل سيقرر الشعب المصرى مصيره بنفسه حقاً ؟
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 4 ...
- اسلام العوام !!
- ثورة الغضب الثانية...دوافعها ونتائجها


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر زمان - حلم الخلافة ومشروع الشرق الأوسط الجديد !