أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظ بورحيم - المواطنُ أسعد بن أبي رضوان














المزيد.....

المواطنُ أسعد بن أبي رضوان


حفيظ بورحيم

الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


نظرَ المواطنُ أسعد بن أبي رضوان إلى ساعة يده فوجد أن عقاربها تُشير إلى العاشرة إلا ربع، فقال لأولاده وهو أمام الباب :
ـ أستودعكم الله يا أبنائي إلى أن أعود إن شاء الله .
فقالت الابنة :
ـ ألن تودع أمي يا أبي ؟
فنظر إليها بعبوس، وأقفل البابَ وغادر وهو يقول في نفسه :
ـ إن كيدهن عظيم ... إن كيدهن عظيم .
كان يمشي بخطوات طويلة وتتقدمه لحية كبيرة اختلطَ بها زغب أبيض، وكانت نظرته حادة جداً يفحص بها الواقع وما يطرأ عليه من تغيرات . فلما بلَغَ سوق الدشيرة الصغير قصد مباشرة صديقاً له اسمه أُسامة فدخل إلى محله وشرب الشاي معه. وفي اللحظة التالية سمع أصوات فتيات في سن المراهقة يغنين هذه الأغنية :
أوه حبك موتيفايشن
كيحرك سونسايشن
بايبي على هاد رولايشن
أنا ندير كاع روفيلايشن
نتيا ماشي بحالهم
نتيا ماشي بحالهم
هادادايداي ماشي بحالهم
فقال لصديقه أسامة :
ـ لو كنَّ بناتي لعرفتُ كيفَ أربيهن جيداً .
قال أسامة :
ـ وكيف ستربيهن والواقع أقوى من الآباء أيا أبا رضوان ؟!
ـ أول شيء سأفعله هو أنني سألزمهن بارتداء الحجاب، ثم سوف أُزوجهن في الوقت المناسب .
ـ هذا يعني أنك لن تسمح لهن بإكمال دراستهن .
ـ نعم ، فهن يا أسامة ناقصاتُ عقل ودين، ولن يتورعن في الوقوع في هاوية المعصية . إنَّ الزواج والذرية هما كل شيء بالنسبة للمرأة، وهذا ما علمه لنا الشيوخ والأجداد رحمهم الله .
ـ صدقتَ يا أبا رضوان ورب الكعبة صدقت، أما كلام الشيوخ والأجداد والفقهاء فهو الحق المبين .
في أثناء حديثهما اقتربت امرأة أرملة ويتيمة، فمدت لهما يدها لنيل دراهم لتتقوت بها مع أبنائها ، لكنًَ خطابهما الإصلاحي لم يكن ليتم إيقافه فجأة بسبب امرأة صعلوكة ..
وبعد صلاة الظهر خرج أبو رضوان من مسجد تيكمي أوفلا وهو يتمتم بالأدعية والاستغفار. نظر جهة اليمين فرأى امرأة في ثياب أنيقة وجذابة، وكان شعرها أشقر منسدلا إلى ظهرها، أما عيناها فقد كانتا مثل عيني ظبية لم تُرزق بها جزيرة العرب ليصفها الشعراء. خفق قلبه بقوة وارتبك كثيرا لما مرت بزينتها أمامه، فأحس بمشاعر متلاطمة كأمواج البحر، هي الحب والشوق والقلق والخوف ... إلخ .
وبعدما غادر مع رفقته أسهبوا في الحديث عن حور العينين ، فقال لهم أبو رضوان :
ـ إذا دخلتُ إلى الجنة ـ بصفتي عبدا يغض البصر دائماً ـ فسوف أختار أنثى لها شعر برتقالي مثل النار .
ولعله قال هذا الكلام ؛ لأنه سمعَه من شيخه العتيد إبراهيم بن سالم الذي سمعه بدوره من أبيه سالم فصارت الرواية صحيحة لا تُناقش .
في الساعة السادسة هبًَ أبو رضوان وخرج من بيته، فرأى عن طريق الصدفة ابنته خارجة من إعدادية علال الفاسي مع زميل لها، فتربص بهما من بعيد . ولما اقتربا منه دفع رفيقها دفعاً وجرَّها من شعرها وهو يقول في ذات نفسه :
ـ إن كيدهن عظيم .. إن كيدهن عظيم ..



#حفيظ_بورحيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسعود المبتسم
- حبل وصال - حفيظ بورحيم
- خطاب الدفاع
- وقائعُ إعدامِ المُحِبِّ -مُمُو-
- قصة الكَنْزِ المَخْفِيِّ
- مأساة الطالب سفيان بن عُنفوان
- لاَ تُحَدِّثُونِي عَنِ الأَعْيِادِ
- حديثُ قلبٍ جريح
- أخبار طفل يحب الأشجار
- صعوبات الترجمة الأدبية:
- نظرات حول منهج البنيوية التكوينية
- نزهة
- السوسن يأبى الذبول
- فاضمة والفراشات
- أرق


المزيد.....




- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- “متوفر هنا” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ا ...
- “سريعة” بوابة التعليم الفني نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدو ...
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- جداريات موسم أصيلة.. تقليد فني متواصل منذ 1978
- من عمّان إلى القدس.. كيف تصنع -جدي كنعان- وعيا مقدسيا لدى ال ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس nategafany.emis ...
- “رابط مباشر” نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم ال ...
- امتحان الرياضيات.. تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي وال ...
- هيلين كيلر.. الكفيفة الصماء التي استشارها رؤساء أميركا لعقود ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظ بورحيم - المواطنُ أسعد بن أبي رضوان