أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - يومٌ من عمري، وشموعٌ كثيرة بعد لم تُقَد














المزيد.....

يومٌ من عمري، وشموعٌ كثيرة بعد لم تُقَد


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5211 - 2016 / 7 / 2 - 15:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




“موعدنا 30 يونيو". تلك هي العبارة التي كنتُ أختتم بها جميع مقالاتي منذ قررنا تطهير عرش مصر قبل سنوات ثلاث من مرض الإخوان وإسقاط الجواسيس الذين سرقوها بليلٍ. على مدى شهرين بدأتُ الحشد ليوم عظيم من عمري، بالقلم في مقالاتي وباللسان على شاشات الفضائيات وباللافتات في الشوارع والطرقات. تخلل هذين الشهرين اعتصامُ المثقفين مع بداية يونيو 2013 الذي كان الشرارة التي أجّجت حماس الشعب المصري ضد أعداء الحياة خونة الأوطان. وشكرتُ اللهَ كثيرًا حين حمّل الإخوانُ حقيبةَ الثقافة لرجل غير مسؤول اسمه "علاء عبد العزيز"، يمتلك من عداء الثقافة والفنون والتنوير، قدر ما نمتلك نحن المصريين عداءً لإسرائيل. شكرتُ الله لأن حزمة القرارات الهوجاء التي أطلقها من مكتب وزارة الثقافة، ومنها إقالة د. إيناس عبد الدايم، مديرة دار الأوبرا من منصبها، كانت بداية نهاية عصر الإخوان المُخزي. يومها هتفتُ: “أهلا بكم في عُشّ الدبابير، موعد رحيلكم آن أيها الإخوان". فأنا أعلم أن المثقف قد يصمت كثيرًا، ويغضُّ الطرف طويلا، مادام عُشّه الثقافي مُحصّنًا وشرنقته الإبداعية في أمان، فإذا ما تهدد ذلك العشَّ خطرٌ، خرج عن صمته وانتفض. وهو ما كان بالفعل، حيث التحم المثقفون والفنانون والأدباء على قول واحد وقرار، ربما لأول مرة من عقود طوال، وربضوا في مقر وزارة الثقافة بشارع شجرة الدرّ بالزمالك، لمنع ذلك المدعو وزيرًا من الدخول، والمطالبة بإقالته. وكنتُ موقنة أن إسقاط الإخوان بات وشيكًا، وهو ما كان. ثم جاء أحدُ أعضاء مجلس الشورى بحزب النور السلفيّ، وهَرَف قائلا: "الباليه فنّ العُراة"!! وأفتى بتحريمه! يومها سألتني صديقتي الباليرينا النحيلة "نيفين الكيلاني" والدمع في عينيها: “هل أجسامنا مثيرة للشهوات حقًّا؟" فأجبتها بسخطٍ: "من تُثِر شهواتِه الفراشاتُ، فعيناه ليستا في رأسه، بل في مكان آخر. هنا أدركتُ أن إسقاط الإخوان، بات قاب قوسين أو أدنى. فالإخوان وحزب النور وتيار الإسلام السياسي والتكفيريون، جميعهم تنويعاتٌ مختلفة على نغمة نشاذ واحدة تكره العلم والفن والحياة، بقدر ما يكرهون الوطن.
قدّمتُ شكري للرجل الذي فضح فكرهم المريض حين أعلن أنه لم ير في راقصة الباليه الساحرة إلا شهواته وأمراضه، وطلبتُ من فرقة باليه القاهرة أن يهبطوا من برجهم العاجي/ خشبات مسارح الأوبرا، ويقدموا رقصة للناس في الشارع، كما كان يفعل فنانو التروبادور في أسبانيا. وبالفعل استجابوا ورقصوا "زوربا" ورقصنا معهم أمام مبنى وزارة الثقافة بشارع شجرة الدر. وكنتُ كما طفلة تتعلّم الخطو الأول، حين أمسك بيدي راقص الباليه الأول بمصر "هاني حسن" وهو يعلّمني خطوات الرقصة ومعي مئات المصريين من مختلف المشارب والمستويات. أقسمنا نحن المثقفين ألا نفضّ اعتصامنا، حتى لو أُقيل الوزير المزعوم، حتى يلتحم اعتصامُنا بثورة 30 يونيو الشعبية الخالدة. لوحة المثقفين التي رسموها باعتصامهم الطويل الذي استمر في الشارع حتى التحم بالثورة، كانت القطعة الفنية الأرقى والأكثر أناقة بين كل ما أنتجته الشعوبُ من قطع فنية خالدة.
وحين حان يوم 30 يونيو، هدرت جموع الشعب من كل صوب تنادي بسقوط الخونة عن عرش بلادنا. وجرت المياه في النهر على النحو الذي نعرفه جميعًا.
كان رهانُنا هائلا. وكما ظنّنا أن يوم 12 فبراير 2011 هو بداية مصر الجديدة بعد إسقاط مبارك، لولا سرق ثورتنا الإخوان والوهابيون فأرجعونا للمربع الأول، كنا على يقين أن بداية النور والتنوير والانعتاق سوف تبدأ في اليوم التالي لإسقاط مرسي العياط، يوم 3 يوليو 2013. لكن المشوار مازال طويلا وشائكًا وقاسيًّا، لأن البناء عسيرٌ بعد طول هدم بدأه أعداء الحياة منذ نصف قرن يضربون خاصرة مصر بمعاول الظلام والتجهيل ومحاربة الفكر. طويلٌ مشوارنا حتى نوقد ما يكفي من شموع لمحو الظلام الذي رسمه الظلاميون في أركان مصر وجوانبها. أوقدوا شموعَ التنوير في بلادي؛ حتى تُكلَّل ثورتُنا بالنجاح، وقلبُ مصرَ بالفرح.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم تسريب الامتحانات
- كيف سمحنا بأن نسقط؟
- ناضجون ومراهقون
- عين الطائر ودو كيخوتي
- البابا شنودة يرفض اعتبار أقباط مصر أقليلة، هل سينال سبابكم م ...
- كل سنة وأنت طيب أيها الصندوق الطيب
- جنونٌ أمْ كفر؟ 1/3
- أمّة تقرأ | ماذا تقرأ هذه الأيام؟
- لماذا يهاجمني نشاط من أقباط المهجر؟ بيان فاطمة ناعوت
- لماذا يحمل الشباب المسيحي التمرَ على النواصي؟
- فين شيوخ القبيلة يا بلد؟
- كلمة الكاتبة فاطمة ناعوت في مؤتمر (دعم الأقباط) بواشنطن
- رصاصةُ فرج فودة؟
- الأبكم
- يقتلون براءتَهنّ!
- فين شيوخ القبيلة يا بلد؟!
- هل الأقباطُ أقلية في مصر؟
- كونشرتو اسمه: رمضان
- سمكة وحصان ... وسجني
- بيت شاهندة مقلد


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - يومٌ من عمري، وشموعٌ كثيرة بعد لم تُقَد