أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خواطر لمن يعقلون – ج90














المزيد.....

خواطر لمن يعقلون – ج90


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 21:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خواطر لمن يعقلون – ج90
.
1..
في جامع القيروان، إحتفلوا منذ أيّام بمرور 1450 سنة على نزول القرآن، لكن... أيّ إحتفال يجب أن يكون موثّقا بأدلّة مادّيّة لا تقبل الشّك، فهل هناك أدلّة على صحّة مسألة "النّزول" أو على صحّة عدد السّنوات الذي يقدّمونه أو على وجود شخصيّة إسمها "محمّد بن آمنة" أساسًا؟ لا شيء. حتّى علماء الآثار والمخطوطات وتاريخ العملات في العالم يشكّكون في وجود هذا الشّخص، بل وفي وجود شيء إسمه "قرآن" في القرن السّابع للميلاد، وهم على حقّ، لأنّه لا توجد أيّة أدلّة تثبت ذلك. بطبيعة الحال، المسلمون يعتمدون على كتب الموروث الإسلامي لإثبات ذلك وهذا لا يتطلّب لا علمًا ولا بحثًا ولا هم يُتعبُون أنفسهم. فالعنعنة هي كلّ علمهم، والنّهيق هو أبو العلوم وأمّها. وما قالته الكتب الصّفراء هو الحقّ بالنّسبة لهم، رغم علمهم بأنّ كلّ المرويّات الإسلاميّة عن محمّد بن آمنة وحياته إنّما هي مرويّات متأخّرة أتت بعد أكثر من مائة وخمسين عامًا من الزّمن الذي يزعمون أنّ محمّدا عاش فيه. فهل هذه أدلّة يعتمد عليها عاقلٌ؟
.
2..
للّذي قال لي أنّ الإنسان مخيّر وأنّ الله لا يُجبر أحدًا على فعل المعاصي والجرائم، أقول: أليس ربّك في المفهوم الإسلامي قد قدّر كلّ شيء وكتب لكلّ شخص إن كان سيعيش سعيدًا أو تعيسًا، غنيًّا أو فقيرًا، إلخ؟ وأُحيلك على الحديث الذي يقول أنّ الله قبض من ظهر آدم ذرّيّته فقال هؤلاء للجنّة ولا أبالي، ثمّ قبض قبضة أخرى وقال: هؤلاء للنّار ولا أبالي. يا عزيزي، عندما تفهم طلاسم وخرافات إسلامك، تعال لمناقشتي. كما أحيلك على قول إبليس لله في القرآن: "بما أغويتني". (من أين تأتي الغواية إذا كان الشّيطان نفسه تمّت غوايته؟) والآية "إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميرا"، ألا تُثبتُ أنّ الله هو الشّيطان، بل أشرّ الشّياطين كلّها على الإطلاق؟
.
3..
من مظاهر النّفاق عند المسلمين إتّهامهم لمن ينتقدون الإسلام بأنّهم إنتقائيّون في تعاملهم مع القرآن والأحاديث، يأخذون منه ما يخدم أفكارهم "المعادية للإسلام" ويرمون الباقي جانبًا. لكن، أليست نفس هذه الإنتقائيّة التي يتّهمون بها الآخرين هي السّمة الرّئيسيّة والطّاغية في تعامل المسلمين أنفسهم مع قرآنهم وأحاديثهم؟ هل المسلم ليس إنتقائيّا حين يُلغي حديث رضاعة الكبير (في صحيحي مسلم والبخاري) ولا يركّز عليهما ويختار أحاديث أخرى تتحدّث عن الفضيلة ولو كانت ضعيفة؟ أليس المسلم إنتقائيّا حين يتحدّث عن آيات التّسامح المكّيّة المنسوخة في القرآن ويتجاهل آيات القتل والكراهيّة والإرهاب رغم علمه بأنّها ناسخة؟ تعاملوا مع إسلامكم بصراحة وخذوه وإعترفوا به كلّه أوّلًا، قبل أن تتّهموا الآخرين بالإنتقائيّة التي تعانُون منها. ثمّ أنّ الآخر مهما كان إنتقائيّا، فهو حرُّ في أن يأخذ من كتبك ما يخدم مواضيعه، خاصّة أنّه لم يكذب عليك ولم يدلّس ولم يأت بأشياء ليست في كتب التّراث الإسلامي. ثمّ أنّ إتّهامك للآخرين بالإنتقائيّة هو في حدّ ذاته إعتراف منك، عزيزي المسلم، بأنّ في الإسلام أشياء مخجلة (مهازل وجرائم وإرهاب، إلخ) لا تريد من الآخرين التّركيز عليها أو حتّى مجرّد الإلتفات إليها. فالإنتقاء لا يكون إلّا بين أشياء مختلفة ومتفاوتة في القيمة.
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر لمن يعقلون – ج89
- الدولة الإسلامية داعش: العودة إلى زمن العبودية أم إلى القرآن ...
- تحليل لفوائد العثيمين في شرحه لأحد أحاديث سيّد الكذّابين -ج2
- تحليل لفوائد العثيمين في شرحه لأحد أحاديث سيّد الكذّابين -ج1
- رمضان .....، يا أيّها المسلمون!
- خواطر لمن يعقلون – ج88
- خواطر لمن يعقلون – ج87
- على هامش الزوبعة الإعلاميّة حول المصاحف المحرّفة في تونس
- خرافة وأكذوبة الطّريق لتحرير فلسطين
- خواطر لمن يعقلون – ج86
- الردّ على ثرثرة وأكاذيب عبد الله أغونان بخصوص مقالي: إثبات ت ...
- إثبات تحريف القرآن في موطأ مالك بن أنس
- إلى عدنان غازي الرّفاعي: مريم أختٌ لهارون وهتلر أخٌ لمحمّد ب ...
- خواطر لمن يعقلون – ج85
- الإسلامُ هو الإرهاب - حُكم تارك الصّلاة على المذهب المالكي
- خواطر لمن يعقلون – ج84
- أسئلة أولى في مأزق الفهم السّلفيّ ونفاق المسلمين أو جهلهم
- الإسلام والمسلمون والقضيّة الزّائفة المسمّاة إسلاموفوبيا
- خواطر لمن يعقلون – ج83
- عيدا سعيدا، حبيبتي


المزيد.....




- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خواطر لمن يعقلون – ج90