أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - االمصالحة بين تركيا وإسرائيل تستنزف رصيد حركة حماس














المزيد.....

االمصالحة بين تركيا وإسرائيل تستنزف رصيد حركة حماس


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 03:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاتفاق الذي أعاد العلاقات بين تركيا وإسرائيل إلى سابق عهدها من قوة ومتانة مع تطبيع كامل ، لا يخرج عن منطق وحقيقة السياسة الواقعية للدول وهي سياسة تحكمها المصالح وليس الايدولوجيا ، والاتفاق يؤكد أن الدول مستعدة للتضحية بالأيديولوجيا والشعارات الكبرى ، حتى وإن كانت دينية ، في سبيل مصالحها القومية.
صحيح أن تركيا بذلت أقصى جهدها الدبلوماسي وما بيدها من أوراق ضغط ، وهي محدودة ، لانتزاع أفضل ما يمكن فيما يتعلق بالحصار على غزة ، حيث تحدث الاتفاق ، وحسب البنود التي تم نشرها ، عن موافقة إسرائيلية من حيث المبدأ على بناء محطة كهرباء ومستشفى وتسهيل دخول البضائع التركية للقطاع ، إلا أن القضايا السياسية والإستراتيجية والأمنية بين تركيا وإسرائيل كانت هي الأساس والقضية الفلسطينية وقضية غزة مجرد جزئية . كان الاتفاق دون المأمول من طرف الجهات التي كانت تراهن أن تركيا ستقلب المعادلة مع إسرائيل وخصوصا بعد التصعيد الكبير بالتوتر بين الطرفين بعد حادث سفينة مرمرة ، إلا أن كل ملم بطبيعة العلاقات الدولية وبطبيعة علاقة تركيا بإسرائيل من جانب وبالحلف الاطلسي من جانب آخر يعلم أن الأمور لن تصل لمرحلة القطيعة أو الصدام ، وتركيا تعلم جيدا أن قطاع غزة يخضع للاحتلال الإسرائيلي وتعتبره إسرائيل جزءا من أمنها القومي ، و فصل قطاع غزة عن الضفة وما ترتب عليه من حصار مرفوض وجائر يدخل ضمن معادلة إقليمية ودولية لا تستطيع تركيا لوحدها تغييرها .
جاء اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل نتيجة تطورات إقليمية وتركية داخلية ولا علاقة له بتطورات خاصة بالقضية الفلسطينية مباشرة . فتركيا وبعد تدخلها في سوريا أخذت تواجه تحديات غير مسبوقة وربما غير متوقعة ، توتر علاقاتها مع روسيا الاتحادية ، مشاكل داخلية مع حزب العمال الكردستاني ومع تنظيم الدولة الإسلامية ومع أحزاب المعارضة القومية ، بالإضافة إلى تراجع النمو الاقتصادي وأزمة الطاقة نتيجة خلافاتها مع روسيا الخ . هذه الأمور دفعت تركيا لإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل ، ولكن من منطلق الضعف و الحاجة .
لذا نتمنى أن تتعلم حركة حماس درسا من توقيع اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل ، فالاتفاق الذي بدد مراهنات البعض من قيادة حماس على دور تركي في رفع الحصار عن غزة وبناء ميناء وتثبيت كيان دولة غزة ، هذا الاتفاق كانت له سوابق شبيهة مع حلفاء آخرين كانت تراهن عليهم حركة حماس وانحازوا أخيرا لمصالح دولهم القومية ، سوريا وإيران وحزب الله ، كما أن ذلك سيتكرر مع من تبقى من حلفاء تراهن عليهم حركة حماس كقطر ، كبديل عن المراهنة على الشعب والمصالحة الوطنية.
نعتقد أنه بعد ما جرى منذ (انقلاب) حماس وسيطرتها على قطاع غزة داخليا من أمور في غير مصلحة حركة حماس ومشروعها السياسي الديني وفي غير مصلحة حركة فتح و مشروع السلطة الوطنية ، وبعد فوضى الربيع العربي التي كشفت المستور دوليا وإقليما ، وفقدان حركة حماس لحلفائها واحدا بعد الآخر ، إما بسبب سوء تصرفها مع هؤلاء الحلفاء أو بسبب تخليهم عنها وتفضيل مصالحهم القومية على أي اعتبارات أخرى كما جرى مع تركيا أخيرا ، بعد كل ذلك على حماس أن تتخلى عن غرورها وإدعائها امتلاك الحقيقة المطلقة وأن تتخلى عن إحساسها المتضخم بالأنا لدرجة إدارة الظهر لأي تقارب أو تفاهم مع القوى الوطنية .
لا نقول لحماس استفيدي من دروس التجربة الوطنية الفلسطينية ، بل استفيدي من دروس حلفائك الذين راهنتي عليهم أو دفعت الشعب في قطاع غزة المحاصر أن يراهن عليهم ليرفعوا الحصار ويبنوا ميناء ومطار الخ . فهؤلاء (الحلفاء) ، حتى مع توفر حسن نية عندهم ، إلا أنهم وظفوا القضية الفلسطينية لمصالحهم ، وفي الأخير انحازوا لمصالح دولهم القومية .
نتمنى ألا يُفهم مما سبق أننا نشمت في حركة حماس ، فلا يوجد فلسطيني يشمت بحركة لها حضورها الشعبي الكبير وقدمت آلاف الشهداء والأسرى حتى وإن اختلفنا معها في أسلوب توظيفها للمقاومة ولمعاناة الشعب ، ولكن ننبه حركة حماس بأنها تستنزف رصيدها بسرعة ، رصيدها من التأييد الشعبي الداخلي ، ورصيدها من الحلفاء الخارجيين .
وأخيرا ، يجب التحذير من مخططات إسرائيلية وإقليمية لتوظيف مأزق حركة حماس ومأزق السلطة الوطنية لفرض معادلة تسوية جديدة على حساب الطرفين ، الأمر الذي يجعل مصالحة بين منظمة التحرير وحركة حماس وبقية القوى السياسية أكثر ضرورة من أي وقت مضى ، وعلى حركة حماس ألا تستنزف ما تبقى لها من رصيد وطني ، وأن تراجع حساباتها ، وفي الوطنية الفلسطينية متسع للجميع .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء إثارة مسألة خلافة الرئيس أبو مازن
- في ذكرى الانقسام : مقاربة مغايرة
- الوجه الآخر من الصراع
- لماذا يتعثر المشروع الوطني الفلسطيني ويتقدم المشروع الصهيوني ...
- الشعب الفلسطيني يفتخر بتاريخه ورموزه الوطنية
- في قطاع غزة حالة غضب على الجميع
- في ذكرى النكبة نستحضر تاريخنا الوطني
- المبادرة الفرنسية تكشف بؤس الدبلوماسية الفلسطينية
- ميناء غزة : مشروع جاد أم ورقة ضغط وابتزاز ؟
- السلطة والمعارضة في النظام السياسي الفلسطيني
- حول جدلية السلطة والمعارضة
- حالة فوضى وليس مجرد انقسام سياسي
- ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟
- حركة فتح أمام منعطف مصيري
- الإرهاب : من تفجيرات الملك داوود إلى تفجيرات بروكسل
- شبهات حول تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحرا ...
- مراجعات حركة حماس بين التكتيك والإستراتيجية
- البديل الوطني لاتفاقية أوسلو وتوابعها
- التضليل في خطاب (الحرب على غزة)
- الخوف على السلطة من السلطة


المزيد.....




- كيف ستقيّم إدارة ترامب نجاح ضرباتها على المواقع النووية الإي ...
- احتجاجات في طهران بعد ضربات أمريكية ضد مواقع نووية إيرانية
- خبراء روس: ضرب المنشآت النووية الإيرانية تجاوز للخطوط الحمرا ...
- إسرائيل تقطع الغاز عن الأردن ودعوات لمقاضاتها وإلغاء الاتفاق ...
- الجزيرة تبث صورا لدمار منشأة أصفهان النووية بعد الضربة الأمي ...
- ثلاثة سيناريوهات محتملة بعد الضربة الأميركية على إيران
- مدير مكتب الجزيرة بطهران يوضح.. لماذا تأخر رد إيران وما شكله ...
- نزيف دماء مجوعي غزة مستمر على أعتاب مراكز توزيع الأغذية الأم ...
- ترامب يتساءل: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟
- أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في العمق الروسي


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - االمصالحة بين تركيا وإسرائيل تستنزف رصيد حركة حماس