أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما وراء إثارة مسألة خلافة الرئيس أبو مازن















المزيد.....

ما وراء إثارة مسألة خلافة الرئيس أبو مازن


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 21:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


كَثُر الحديث في الأيام الأخيرة في وسائل الإعلام العربية والأجنبية عن خلافة الرئيس أبو مازن وضرورة تغييره ، بل وصلت الوقاحة السياسية بمن يخططون للموضوع أو يكتبون عنه أنهم يرشحون شخصيات فلسطينية بعينها لخلافة الرئيس بعد غيابه أو تغييبه ، وكأن الشعب الفلسطيني مجرد قطيع سائب ليس له مؤسسات مسئولة عن كيفية تعيين الرئيس أو ملء فراغ غيابه ، وليس له رأي ليبديه في الموضع .
نعلم أن للخارج دورا مهما في صناعة القيادات والنخب السياسية وفي تغيير انظمة الحكم في كثير من بلدان العالم العربي ، وما نشهده من فوضى الربيع العربي وكيف سقطت أنظمة ونخب وتصعد أخرى يؤكد ذلك ، إلا أن نموذج الرئيس (الكرازاي) لن يجلب للبلد إلا الخراب والدمار .
الشعب الفلسطيني كان دوما عُرضة للتدخلات والضغوط الخارجية ، ويعرف بأن خصوصية القضية والجغرافيا تدفع دول الجوار والقوى العظمى وحتى إسرائيل لتحاول التأثير على عملية صناعة القرار الوطني والتأثير على آليات انتخاب أو تعيين القيادة السياسية ، وخصوصا في ظل سلطة حكم ذاتي دون سيادة . والكل يعلم كيف ناضل الرئيس الراحل أبو عمار حتى النهاية حفاظا على استقلالية القرار الوطني ، ولا نعتقد أن الحالة الفلسطينية وصلت اليوم لدرجة من السوء بما يُمَكن الخارج أن يفرض على الشعب قيادة لا يقبلها وليس له رأي في تسيدها عليه .
لا شك أن كثيرا من الملاحظات بل والانتقادات يمكن توجيهها لسياسة الرئيس أبو مازن الداخلية والخارجية ، ومن حق الجميع ممارسة النقد والمطالبة باستنهاض الحالة الوطنية وتغيير الوجوه والسياسات ، خصوصا أن الرئيس وصل من العمر ما يتطلب ترك منصبه لغيره ، كما أن الوضع الداخلي وصل لدرجة من الاستعصاء والشلل سواء بالنسبة لعملية التسوية السياسية أو عملية المصالحة أو استنهاض منظمة التحرير وحركة فتح ومجمل الحالة الوطنية ، كما أن موقع الرئاسة يُحمِل الرئيس المسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن هذه الحالة ، إلا أنه ليس من حق أحد أن يشكك في شرعية رئيس جاء عن طريق الانتخابات و يطالب دوما بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مؤكدا أنه لن يرشح نفسه للانتخابات ، كما أن الأمور لم تصل لدرجة من السوء حتى يتم صناعة قيادات من الخارج لتُفرض على الشعب .
الخطير والمُقلق في الأمر أن الحديث أو التسريبات حول خلافة الرئيس – إن كانت صحيحة - تأتي من إسرائيل وصحفيين ومراكز أبحاث أجنبية ، و يتم إدراج أسماء دول عربية ، تُسرِب نفس المصادر أخبارا عن توتر علاقاتها مع الرئيس ، مثل مصر والإمارات العربية والعربية السعودية والأردن وقطر . كما أن الحديث عن خلافة الرئيس أبو مازن وسوء أوضاع السلطة يأتي في وقت تتزايد فيه الجهود والمبادرات الدولية لتحريك ملف التسوية ، مما يتطلب وجود عنوان وطني فلسطيني واضح ومتفق عليه حتى لا تتذرع إسرائيل بالقول بأنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام للتفاوض معه .
وكأن التاريخ يُعيد نفسه ، فما يجري اليوم يذكرنا بأواخر عهد الراحل أبو عمار عندما ارتفعت أصوات خارجية وداخلية تطالب بإصلاح السلطة وتندد بعجزها وفسادها ، في وقت كانت إسرائيل تحاصر أبو عمار في المقاطعة وتطالب ومعها واشنطن بضرورة تغييره متهمين إياه بالوقوف عقبة أمام السلام وبتحريضه على العنف والإرهاب ، وتمت تصفية الرئيس أبو عمار ولم تتغير السلطة و النظام السياسي إلا نحو الأسوأ .
لا نريد أن نضع في سلة واحدة كل الدول والأطراف المشاركة في طبخة البحث عن خليفة للرئيس ، فإن كانت إسرائيل وبعض الدول ينطلقوا من دوافع معادية للشعب الفلسطيني ويريدون توظيف قضية خلافة الرئيس لإحداث تغيرات في النظام السياسي الفلسطيني وجلب قيادة جديدة تقبل بما تريده إسرائيل وبالمخططات التي تحاك لتحريك عملية التسوية ، إلا أن بعض الدول العربية توظف مسالة خلافة الرئيس كورقة ضغط على الرئيس ليعمل شيئا لإنهاء الخلافات الفلسطينية الداخلية واستنهاض الحالة الفلسطينية لمواجهة تحديات المرحلة ، وهذه الدول ترى أن استمرار الوضع الفلسطيني على حاله يضر بمصالحها القومية أيضا .
كل ذلك يستدعي عدة أسئلة وملاحظات :
1- التركيز على خلافة الرئيس دون الاهتمام بالنظام السياسي وبالأسباب الموضوعية لتعثره وفشله ، يُظهِر أن المشكلة فلسطينية خالصة وليس في إسرائيل وسياساتها والخارج وتواطئه .
2- لا يبدو أن كل الأطراف والدولة التي تتحدث عن خلافة الرئيس وضرورة تبديله تقوم بذلك حرصا على المصلحة الوطنية الفلسطينية ، فأكثرها مدفوعة بحسابات خاصة بمصالحها الوطنية وبمخططات يتم الإعداد لها لترتيب أوضاع المنطقة على حساب القضية الفلسطينية وعلى حساب حركتي فتح وحماس كما قال خالد مشعل تعقيبا على هذه التسريبات .
3- نعم هناك مشكلة في مؤسسة الرئاسة أو القيادة ، ولكن مجرد تغيير الرئيس أبو مازن بمعزل عن القضايا الأخرى لن يحل المشاكل المستعصية . لأن المشكلة في المنظومة السياسية الفلسطينية ككل وفي عملية التسوية وأطرافها المتعددة ، و المخططون لخلافة الرئيس والمتصارعون والمتنطعون للرئاسة جزء من هذا الخلل .
4- ليس صحيحا أن كل ما يجري من تراجع وخراب وفساد يتحمل الرئيس أبو مازن لوحده المسؤولية عنه ، بل إن المتنطعين لخلافة الرئيس والذين ُيحمِلونه المسؤولية عن كل شيء حتى يبيضوا صفحتهم ويتقدموا الصفوف لخلافته، مسئولون أيضا لأنهم في مواقع قيادية متميزة ، سواء في اللجنة المركزية لحركة فتح أو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أو في السلطة الوطنية .
5- حتى وإن ذهبنا مع القول بأن موقع الرئاسة يُحمل ابو مازن المسؤولية عن كل ما يجري من سوء أوضاع ، فما دور اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح ؟ ولماذا صمتهم على تجاوزات وأخطاء شخص حتى وإن كان الرئيس ؟ . وهل لهذا الصمت من تفسير إلا أنهم عاجزون وفاشلون أو متواطئون ، اشترى الرئيس صمتهم بالمال والمصالح ، وفي الحالتين فهم غير أمناء على المصلحة الوطنية وغير مؤهلين لا للاستمرار في مواقعهم ، ولا لخلافة اي منهم للرئيس .
6- لا نريد التشكيك بأحد ممن ترد اسماءهم في التقارير الاجنبية والإسرائيلية كخلفاء للرئيس ، أمثال محمد دحلان واحمد قريع - أبو علاء – وناصر القدوة والرجوب وماجد فرج ، وخصوصا أنه لم يصدر من هؤلاء ما يفيد موافقتهم على ما يرد بهذه التقارير ، إلا أن ورود اسمائهم يسيء إليهم راهنا ، ولا يخدمهم مستقبلا في حالة تقدم أي منهم لطلب الرئاسة ، فهذه التقارير تُظهرهم وكأنهم خيار أو مرشحوا الخارج وإسرائيل وليس خيار الشعب .
7- نفس الأمر ينطبق على مروان البرغوثي ، فهو ولا شك شخصية وطنية محترمة ومحل إجماع ، ولكن تكرار الحديث عن ترشيحه للرئاسة يجعل الأمر يبدو وكأن الشعب الفلسطيني عقيم ولا يوجد فيه مَن يصلُح للرئاسة إلا شخصا معتقلا ومحكوما بعدة مؤبدات ! وإذا ما قررت اسرائيل اطلاق سراح البرغوثي ليصبح رئيسا فإن ذلك سيثير شكوكا حول البرغوثي نفسه ، وإذا خرج البرغوثي فهل ببساطة يصبح رئيسا يتولى كل المناصب التي يتقلدها الرئيس أبو مازن ؟.
8- عند تناول وسائل إعلام وتقارير فلسطينية وعربية ودولية مسألة خلافة الرئيس أبو مازن فإنها تحصر المرشحين للرئاسة بنفس الشخصيات المقربة من الرئيس أو من رجال السلطة . هذا الأمر يطرح تساؤلات إن كانت هذه المصادر بريئة في ترويج هذه الأسماء التي كانت وما زالت جزءا من النظام السياسي والسلطة ومن نهج أوسلو ، وهم مسئولون كالرئيس عن وصول الحالة الفلسطينية إلى ما هي عليه من تأزم بل فشل على كافة المستويات .
إن حصر مرشحى الرئاسة بهذه الأسماء معناه إعادة انتاج الفشل ومزيد من التمزق والصراع الداخلي ، لأن كل واحد من هؤلاء يعتبر نفسه زعيما أوحدا ، كما أن حصر المرشحين بهؤلاء يعني أن الخلل كان في شخص الرئيس أبو مازن وليس في النظام السياسي الذي يشكل هؤلاء المرشحون للرئاسة أهم أركانه .
وأخيرا ، فإن كنا نرفض أن تتدخل أطراف خارجية في شؤوننا الداخلية وخصوصا ذات الطابع السيادي كاختيار الرئيس ، إلا أن الحالة الفلسطينية تستدعي من الرئيس سرعة التحرك لحل استعصاءات النظام السياسي وتفكيك إشكالات الرئاسة . ويستطيع الرئيس أخذ المبادرة من خلال تعيين نائب للرئيس والفصل بين الرئاسات – رئاسة الدولة ورئاسة منظمة التحرير ورئاسة السلطة ورئاسة حركة فتح - وعدم تركيزها جميعا بيده . كما يستطيع الرئيس اتخاذ خطوات من شانها استنهاض حركة فتح من كبوتها ومنظمة التحرير من شللها ، والبحث عن مداخل مختلفة للمصالحة الوطنية وعدم التمترس حول شرط عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانقسام .
الرئيس القادم إن لم يكن نتيجة توافق ومصالحات داخلية ، فلن يكون رئيسا لكل الشعب الفلسطيني . سيكون رئيسا لدولة غزة أو رئيسا شكليا لسلطة متآكلة ودولة وهمية ، وظيفته تمرير ما تريده إسرائيل والتحالف الجديد الذي يتشكل في المنطقة .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الانقسام : مقاربة مغايرة
- الوجه الآخر من الصراع
- لماذا يتعثر المشروع الوطني الفلسطيني ويتقدم المشروع الصهيوني ...
- الشعب الفلسطيني يفتخر بتاريخه ورموزه الوطنية
- في قطاع غزة حالة غضب على الجميع
- في ذكرى النكبة نستحضر تاريخنا الوطني
- المبادرة الفرنسية تكشف بؤس الدبلوماسية الفلسطينية
- ميناء غزة : مشروع جاد أم ورقة ضغط وابتزاز ؟
- السلطة والمعارضة في النظام السياسي الفلسطيني
- حول جدلية السلطة والمعارضة
- حالة فوضى وليس مجرد انقسام سياسي
- ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟
- حركة فتح أمام منعطف مصيري
- الإرهاب : من تفجيرات الملك داوود إلى تفجيرات بروكسل
- شبهات حول تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحرا ...
- مراجعات حركة حماس بين التكتيك والإستراتيجية
- البديل الوطني لاتفاقية أوسلو وتوابعها
- التضليل في خطاب (الحرب على غزة)
- الخوف على السلطة من السلطة
- المصالحة وعلاقتها بالانقسام والتسوية السياسية


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما وراء إثارة مسألة خلافة الرئيس أبو مازن