أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - السلطة والمعارضة في النظام السياسي الفلسطيني














المزيد.....

السلطة والمعارضة في النظام السياسي الفلسطيني


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 29 - 22:30
المحور: القضية الفلسطينية
    



جدلية السلطة والمعارضة تأخذ في الحالة الفلسطينية سياقا مختلفا عما هو معروف في الأنظمة السياسية المستقرة ، وإن كانت تشترك مع الحالة العربية في بعض سماتها كضعف ثقافة الديمقراطية والاختلاف حول الثوابت والمرجعيات الجامعة وقوة التدخلات الخارجية ، إلا أن علاقة السلطة بالمعارضة في الحالة الفلسطينية أكثر التباسا نظرا لغياب الدولة والسلطة ذات السيادة بسبب الاحتلال ، ونظرا للالتباس والتداخل ما بين مرحلة التحرير الوطني ومرحلة الدولة .
كانت منظمة التحرير ، وخصوصا بعد 1968 ، تقوم على الشراكة السياسية بين مكوناتها وكانت بمثابة النظام السياسي للكل الفلسطيني بصفتها ممثلا شرعيا ووحيدا . صحيح كان في داخلها فصائل تمارس المعارضة لنهج المنظمة في بعض الحالات إلا أن ذلك لم يصل لدرجة الخروج عن ثوابتها وإستراتيجيتها وفك الشراكة السياسية القائمة . هذا لا يمنع من القول بأنه في بعض المراحل والمنعطفات مارست بعض الفصائل دور المعارضة الجادة والجذرية لقيادة منظمة التحرير وفي بعض الحالات كانت تجمد عضويتها في المنظمة أو تخرج منها .كانت معادلة السلطة والمعارضة آنذاك تقوم على قاعدة أن المنظمة وكل الشعب الفلسطيني معارضة في مواجهة إسرائيل ، وكانت المنظمة تمارس هذه المعارضة من خلال المقاومة بكل أشكالها .
ما بعد توقيع اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية 1994 أصبحت الخارطة السياسية أكثر تعقيدا . في بداية السلطة كان النظام السياسي الرسمي برأسين : منظمة التحرير من جانب والسلطة الوطنية من جانب آخر ، ومع أن الثانية منبثقة عن الأولى إلا أن نطاق صلاحيات السلطة أقتصر على الضفة الغربية وقطاع غزة بينما استمرت المنظمة تمثل – ولو نظريا - كل الشعب الفلسطيني ، بالإضافة إلى هاتين السلطتين ظهرت قوى جديدة من خارج منظمة التحرير – حركة حماس والجهاد الإسلامي وقوى صغيرة أخرى – تلعب دور المعارضة للمنظمة والسلطة ولنهجهما .
لم يقتصر الأمر على ذلك ، فحتى سلطة الحكم الذاتي لم تعد سلطة محل اعتراف الجميع أو تمارس صلاحياتها على الجميع وخصوصا بعد انقلاب حماس عليها يوم الرابع عشر من يونيو 2007 ، وداخل منظمة التحرير نفسها تباعدت الشقة بين مكوناتها حتى أصبحت بعض فصائلها – الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية - أقرب للمعارضة الخارجية مما هي معارضة في إطار ثوابت وإستراتيجية المنظمة ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إن حركة فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير تعيش حالة أقرب للانقسام حيث جماعة محمد دحلان تلعب دور المعارضة للرئيس ونهجه .
وهكذا فإن مشهدا تراجيديا يكتنف النظام السياسي الفلسطيني . بالرغم من أن مناطق السلطة الفلسطينية ما زالت خاضعة لسلطة الاحتلال وكل القوى السياسية تصنف نفسها كقوى معارضة لسلطة الاحتلال مع تفاوت في درجة معارضتها وعدائها ، إلا انها في غالبيتها تمارس شكلا من السلطة أو تسعى لها في ظل الاحتلال ! ، وما هو متاح من سلطة شكلية باتت منقسمة ما بين سلطة وحكومة حماس في قطاع غزة وسلطة وحكومة منظمة التحرير وفتح في بعض مناطق الضفة الغربية ، بالإضافة إلى سلطة خفية لمراكز قوى من خارج الحزبين الكبيرين تتحكم بالأمور وتوجهها عن بعد ، هذا ناهيك عن قوة سلطة الجهات المانحة ودول الجوار .
ضمن هذا المشهد الملتبس يغيب التوافق على الثوابت والمرجعيات الوطنية ويتم تهميش منظمة التحرير وميثاقها الوطني ، كما تجري عملية تهميش للقانون الأساسي الذي يُفترض أن ينظم العمل السياسي مؤقتا داخل الأراضي المحتلة إلى حين قيام الدولة المستقلة ، و تتموقع حركة حماس كمعارضة للسلطة في الضفة الغربية ، وتتموقع حركة فتح كمعارضة لسلطة حماس في قطاع غزة ، دون أن يمتلك أي من الطرفين سلطة فعلية فيما تحت سيطرتهم من أرض وبشر ، ودون وضوح للبرنامج السياسي لأي منهم ، لا برنامج سلطة ولا برنامج معارضة .
حل هذه الإشكالات والتعارضات أمر ضروري وممكن وخصوصا في ظل وصول جميع الأطراف لطريق مسدود ، والحل يكمن في خارطة طريق لإعادة بناء النظام السياسي تبدأ باستنهاض منظمة التحرير لتستوعب جميع المكونات السياسية والمجتمعية وهو ما تم التوافق عليه سابقا ، مع تغليب التناقض والخلاف الرئيسي مع إسرائيل على التناقضات والخلافات الثانوية الداخلية.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول جدلية السلطة والمعارضة
- حالة فوضى وليس مجرد انقسام سياسي
- ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟
- حركة فتح أمام منعطف مصيري
- الإرهاب : من تفجيرات الملك داوود إلى تفجيرات بروكسل
- شبهات حول تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحرا ...
- مراجعات حركة حماس بين التكتيك والإستراتيجية
- البديل الوطني لاتفاقية أوسلو وتوابعها
- التضليل في خطاب (الحرب على غزة)
- الخوف على السلطة من السلطة
- المصالحة وعلاقتها بالانقسام والتسوية السياسية
- السياسة ما بين (فن الممكن) وفن (مراكمة الإنجازات)
- الحاجة لمصالحة تاريخية بين المثقفين والسلطة
- استشكالات الهوية والانتماء في الخطاب السياسي العربي الراهن
- الفلسطينيون بين جلد الذات وتضخيمها
- حق الدفاع عن النفس ليس حكرا على إسرائيل
- الشروط الذاتية والموضوعية للمصالحة الفلسطينية
- الأزمة في سوريا تكشف بعض خفايا (الربيع العربي)
- سر حركة فتح الذي لم يدركه الآخرون
- غزة ليست للبيع وليست حديقة خلفية لأحد


المزيد.....




- هل العودة لياسمين عبد العزيز ممكنة بعد الانفصال؟ أحمد العوضي ...
- شاهد ما يراه الطيارون أثناء مشاركة طائراتهم في العرض العسكري ...
- نتنياهو منتقدا بايدن: سنقف لوحدنا ونقاتل بأظافرنا إن اضطررنا ...
- البيت الأبيض: نساعد إسرائيل على ملاحقة يحيى السنوار
- أبرز ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات بايدن حول تعليق شحنا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتراف رئيس الوزراء البولندي بوجود ...
- زيلينسكي: جيشنا يواجه -موقفا صعبا حقا- في المناطق الشرقية
- -حزب الله- يعرض مشاهد من عمليات عدة نفذها ضد الجيش الإسرائيل ...
- هل من داع للقلق في الدول العربية بعد سحب لقاح أسترازينيكا؟
- بنوك مودي في الهند تنفق 400 مليار دولار ليفوز بدورة ثالثة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - السلطة والمعارضة في النظام السياسي الفلسطيني