أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الخوف على السلطة من السلطة















المزيد.....

الخوف على السلطة من السلطة


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 09:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


في مناطق السلطة الفلسطينية تجري أمور لا تخضع لعلم السياسة ولا للواقعية السياسية ولا للأخلاق السياسية ، ولا نرى أنها تخدم المصلحة الوطنية بأي شكل من الأشكال . هذه الأمور والممارسات تسيء إلى المشهد الفلسطيني العام وحالة الصمود الشعبي في وجه الاحتلال وخصوصا الهبة المتواصلة منذ أشهر ، وهي أمور كان من الممكن تجنبها بقليل من الحكمة المشفوعة بقوة القانون وبقوة الانتماء الوطني .
ما يجري في مناطق الدولة الفلسطينية المنشودة من أحداث أمر يستحق الوقوف عندها والبحث في أبعادها ومراميها ، ولا نقصد هنا الاحتلال وممارساته ولا الانقسام وتداعياته بالرغم من أنهما أساس وأس مصائبنا ومصدر الخطر على السلطة كسلطة وطنية تؤسِس لدولة مستقلة ، بل نقصد ممارسات من داخل السلطة الوطنية ومن الذين ينتسبون لها ، وسواء كانت هذه الممارسات مقصودة أو غير مقصودة فهي تؤدي لإلهاء الشعب الفلسطيني وتشويه مؤسساته الشرعية وإضعاف جبهته الداخلية في مواجهة التحدي والعدو الرئيس الاحتلال . هذه الممارسات تخدم مصالح أشخاص يريدون أن يُقنعوا الشعب بأن سياساتهم تصب في خدمة المشروع الوطني أو هي المشروع الوطني ، وأن مصالحهم هي المصلحة الوطنية أو تخدمها .
ما نعنيه هاهنا المواجهات والصدامات بين مثقفين وسياسيين ونقابيين ممن ينتمون للمشروع الوطني أو على الأقل ليسوا من المعسكر المناهض علنا للسلطة مبدأ وسلوكا من جانب ، والسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية من جانب آخر . ونتحدث تحديدا عن السلطة في الضفة الغربية لأنها تمثل نموذجا لـ (الحكم الوطني) في مقابل السلطة في قطاع غزة والتي تمثل نموذج الحكم (الإسلامي) . واهتمامنا بما يجري في مناطق السلطة في الضفة لأن السلطة الوطنية محل رهان غالبية الشعب ، ونموذج الحكم في السلطة سيكون مؤشرا على نموذج الحكم في الدولة المستقبلية .
ندرك جيدا صعوبة وكثرة التحديات التي تواجه السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية وهي تسعى جاهدة لحفظ الاستقرار والأمن وبناء ما يمكن من مؤسسات تُسَيِّر الأمور الحياتية للناس فيما تحت ولايتها من أراضي وفي حدود ما تسمح به الاتفاقات الموقعة وجيش الاحتلال ، وندرك ونؤكد على أن أفراد الأجهزة الأمنية وطنيون ومن أبناء الشعب وكثيرون منهم كانت لهم تجربة نضالية سابقة لوجود السلطة وآخرون شاركوا في انتفاضة النفق ، وبالتالي لا يجوز لأحد أن يشكك بوطنيتهم على العموم .
لكن من حق الجميع انتقاد السلطة وسلوك الأجهزة الأمنية إن تجاوز بعض منتسبيها القانون أو التبست تصريحات أحد قادتها مما أثار غضب البعض . الانتقادات حتى وإن كانت قاسية يمكن فهما وتبريرها بسبب التباس المرحلة وهو التباس يؤدي لالتباس دور السلطة والأجهزة الأمنية ، وهي انتقادات مقبولة ما دامت لا تشكك بمبدأ وجود سلطة فلسطينية أو بوطنية أفراد الاجهزة الامنية .
ففي مفارقة غير مسبوقة في التاريخ تجري عملية تحويل حركة تحرير وطني إلى سلطة وحكومة في ظل الاحتلال . هذا الأمر وضع السلطة – حركة التحرير - والشعب الفلسطيني أمام تحد كبير وهو التوفيق ما بين : استحقاقات التحرير الوطني وعلى رأسها مقاومة الاحتلال ، واستحقاقات الديمقراطية وأهمها انقسام المجتمع ما بين سلطة ومعارضة والصراع على السلطة ، واستحقاقات اتفاقات تسوية متعثرة تفرض الالتزام باتفاقية أوسلو ولواحقها وخصوصا التنسيق الأمني .
السلطة نفسها تعترف بأن الشعب الفلسطيني ما زال يعيش تحت الاحتلال والمعركة مع الاحتلال لم تنتهي أو تتوقف ، وهي ليست معركة السلطة و الأجهزة الأمنية فقط بل معركة كل الشعب ، ولا نقصد بالمواجهة هنا مواجهة الاحتلال عسكريا – مع أن هذا حق لا يَسقط وإن كان يجوز تكييفه بما يتناسب مع ظروف المرحلة - وهو الأمر الذي يثير شكوك وشبهات عند الأجهزة الأمنية حول إن كان المُستهدف من العمل العسكري هو جيش الاحتلال أم أجهزة السلطة الفلسطينية ؟، بل مواجهة ومعركة يوظف فيها الشعب كل ما يستطيع وبكل الوسائل السلمية وفي إطار القانون ، لمواجهة عربدة المستوطنين و للحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية ولمواجهة الفساد والفاسدين ولضمان الشفافية والنزاهة في عمل السلطة .
أيضا السلطة ارتضت منذ قيامها أن تكون الديمقراطية المبدأ والأساس الذي يحكم علاقتها بالشعب ورفعت شعار دولة المؤسسات والقانون -مع أننا عبرنا عن تخوفاتنا منذ بداية تأسيس السلطة من الانزلاق نحو ديمقراطية شكلية ستُغير من طبيعة الصراع في فلسطين وستثير الفتنة – وبالتالي عليها الالتزام بقواعد واستحقاقات العمل الديمقراطي ، حيث لا يجوز أن تؤسِس السلطة الفلسطينية قانون أساسي يؤكد على الحريات العامة وأن تسمح بوجود مجلس تشريعي ونقابات الخ ثم تشكك بشرعية هذه الجهات أو تحد من حق أعضائها ممارسة مهامهم في الدفاع عن مصالح الشعب .
في مقابل ذلك ندرك جيدا تداعيات الانقسام كما ندرك أن أعضاء التشريعي والنقابات وغيرهم ليسوا ملائكة أو منزهين عن الخطأ أو الشطط في الأحكام لاعتبارات شخصية أو فئوية ، ومع ذلك يُفترض بالسلطة الفلسطينية ، أن تتعامل مع من يعارضها بقلب مفتوح ورحابة صدر بحيث تجمع الشعب من حولها ولا تبعدهم عنها ، تنظر في الشكاوى والانتقادات من منطلق المسؤولية والحرص على الإصلاح والتقويم ، والأهم من ذلك أن لا تعتبر كل من يخالفها الرأي أو ينتقد هذا السلوك المعوج أو ذلك أنه عدو لها وللوطن أو يعمل لصالح أجندات معادية ، فالسلطة أيضا ليست عالما من الملائكة .
سلسلة الإضرابات وآخرها إضراب المعلمين ، اعتقال واستدعاء نقابيين واكاديميين وصحفيين ومثقفين ومواطنين عاديين على خلفية حرية الرأي والتعبير ، الاعتداء على مسيرات سلمية ، تضارب وتداخل في الصلاحيات بين بعض مؤسسات السلطة وعدم وضوح المرجعية لمؤسسات أخري الخ ، كلها أمور تثير قلق الوطنيين الغيورين على المشروع الوطني الفلسطيني .
في هذا السياق تأتي قضية النائب في التشريعي نجاة أبو بكر لتثير قضية أكبر من حيثيات واقعة اتهام نائب لوزير . ففي الوضع الطبيعي وفي كل دول العالم الديمقراطية ، أو التي تريد أن تظهر بمظهر النظام الديمقراطي ، فإن من أولويات عمل النواب مراقبة عمل السلطة التنفيذية ، لأنهم نواب عن الشعب للدفاع عن مصالحه وحمايتها ومنع تغول السلطة التنفيذية وتجاوزها للدستور ، بالإضافة إلى مهمة التشريع .
إذن من الطبيعي أن تنتقد وتتهم النائب نجاة أبو بكر احد الوزراء باستغلال النفوذ فهذا أمر طبيعي ، والأمر غير الطبيعي حالة الصمت والغياب لـ 45 نائبا فتحاويا يتقاضون رواتب نواب ويتمتعون بامتيازات النواب دون أن يمارسوا واجباتهم النيابية وحتى السياسية الوطنية ، إلا قلة لا تزيد عن عدد اصابع اليد نسمع صوتهم بين الفينة والأخرى .
كنا نتمنى لو أن النائب أبو بكر كانت متمكنة ومتأكدة مما تقول من اتهام حتى يأخذ القانون مجراه وحتى لا يؤدي عدم دقة المعلومات التي يقوم عليها الاتهام إلى تمييع القضية أو حرف القضية عن مجراها وسياقها , ولكن هل كان الأمر يستدعي وصول الأمر إلى ما وصل إليه من صدور قرار من النيابة العامة باستدعاء وجلب النائب وأن تعتصم النائب أبو بكر في المجلس التشريعي وتتصاعد الاتهامات والتهديدات من الطرفين ؟ وخصوصا أن النائب أبو بكر من حركة فتح والوزير المتَهَم من حركة فتح أيضا ، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حول واقع حركة فتح التي ينعقد عليها الرهان لاستنهاض الحالة الوطنية .
قضية النائب أبو بكر وغيرها من القضايا المُشار إليها أعلاه لا تندرج في سياق الممارسة الديمقراطية كما يبدو في الظاهر بل في سياق استراتيجية الإلهاء ، إلهاء شعبنا في الضفة من خلال افتعال مشاكل وصراعات داخلية ، وإلهاء أهلنا في قطاع غزة بالحصار ومشاكل الكهرباء والغاز والرواتب ، حتى لا يتفرغ شعبنا لمواجهة الاحتلال العدو الحقيقي . إن كان البعض في إسرائيل يهدد ويحذر من انهيار وشيك للسلطة ، وإن كانت القيادة الفلسطينية ترى في وجود السلطة مصلحة وطنية ، فإن الخشية على السلطة لا تأتي من إسرائيل ومن دول إقليمية ذات أجندات خاصة فقط بل ومن داخل المنتمين للسلطة .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة وعلاقتها بالانقسام والتسوية السياسية
- السياسة ما بين (فن الممكن) وفن (مراكمة الإنجازات)
- الحاجة لمصالحة تاريخية بين المثقفين والسلطة
- استشكالات الهوية والانتماء في الخطاب السياسي العربي الراهن
- الفلسطينيون بين جلد الذات وتضخيمها
- حق الدفاع عن النفس ليس حكرا على إسرائيل
- الشروط الذاتية والموضوعية للمصالحة الفلسطينية
- الأزمة في سوريا تكشف بعض خفايا (الربيع العربي)
- سر حركة فتح الذي لم يدركه الآخرون
- غزة ليست للبيع وليست حديقة خلفية لأحد
- الفلسطينيون وتراجيديا الغربة والسفر
- تفكيك الأوطان وتشويه الأيديولوجيات الجامعة
- نعم للسلطة ولكن أية سلطة ؟
- خطورة كي الوعي والتماهي مع رواية الخصم
- 2015: عام كشفُ المستور وتغيير المعادلات وأملٌ يُرتَجى
- جدلية العلاقة بين الكتابة والقراءة والإبداع
- متى سيتشكل تحالف عسكري لحماية الشعب الفلسطيني؟
- مقاومة الاحتلال ليس إرهابا
- احتضار السياسة الرسمية في فلسطين
- منزلقات إضفاء طابع ديني على الانتفاضة الفلسطينية


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الخوف على السلطة من السلطة