أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟















المزيد.....

ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 20:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


التباسات عديدة تكتنف طبيعة الصراع في وعلى فلسطين : التباس حول إن كانت العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين علاقة حرب أم علاقة سلم أو ألا حرب وألا سلم ، التباس ما إن كانت الضفة وغزة أراضي محتلة أم مُحررة أم ما بينهما ، والتباس في العلاقة ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة وهل هما جزء من سلطة وحكومة واحدة أم كيانان منفصلان أم توجد إدارة للانقسام مُتفق عليها الخ ، والتباس حول مستقبل المشروع الوطني بعد وصول خيار حل الدولتين إلى طريق مسدود .
كل ذلك يُنتج خطابا سياسيا مظلِلا أو ملتبسا . فما أن يتحدث مسئول اجنبي أو إسرائيلي أو كاتب في صحيفة عن إمكانية إعادة احتلال الضفة الغربية في حالة انهيار السلطة بسبب عجزها عن القيام بوظائفها أو في حالة إقدامها على وقف العمل بالاتفاقات الموقعة وخصوصا التنسيق الأمني ، حتى يتم ترويج الخبر وتضخيمه ويتبرع سياسيون وكُتاب فلسطينيون وعرب لترويجه محذرين من تداعيات ذلك وخطورته .
هذا الحديث لا يخلو إما من سذاجة أو تضليل في التفكير والتحليل ، لسبب بسيط هو أن الضفة الغربية ليست أرض محررة أو مستقلة حتى تُعيد إسرائيل احتلالها . الجيش الإسرائيلي ألغى تقسيم مناطق السلطة إلى (أ ) و (ب) و (ج) حيث يتواجد اليوم سياسيا وامنيا وعسكريا في كل مدينة وقرية في الضفة والقدس ويقوم ببناء المستوطنات تنفيذا لسياسة الاستيطان التي هي أخطر من الاحتلال بمفهومه التقليدي ، والجيش الإسرائيلي يقتل ويعتقل من يشاء ويهدم ما يشاء من البيوت ، إن لم يكن هذا احتلالا فما هو الاحتلال ؟ ! .
أولئك الذي يبررون استمرار التنسيق الأمني والتمسك بالسلطة بما هي عليه بأي ثمن ، ومعهم أولئك الذين يروجون هذا القول ويحذرون منه تحت ذريعة الخوف من إعادة احتلال الضفة إنما يمارسون التضليل على الشعب ويصطنعون خطرا قادما هو في الحقيقة قائم بشكل أسوء ، وهدفهم من كل ذلك استمرارهم في مواقعهم القيادية واستمرار مصالحهم ، أو خدمة لأجندة غير وطنية .
ما يوجد ويجري في الضفة والقدس وقطاع غزة أن إسرائيل تستفيد من وجود سلطتين وحكومتين فلسطينيتين ، والزعم باستمرار مساعي التسوية السلمية والتلويح بين فينة وأخرى عن مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس بشأن ميناء في قطاع غزة أو تسهيلات تخفف من الحصار ، إنما هدفه كسب مزيد من الوقت لتستكمل مشروعها الصهيوني ، دون أن تدفع ما يُوجبه عليها القانون الدولي كدولة احتلال من استحقاقات للشعب الخاضع للاحتلال .
نعم السلطة الفلسطينية أنجزت بعض الأمور وكان من الممكن أن تكون منجزا وطنيا ، ولكنها حتى الآن سلطة حكم ذاتي محدود ووجودها مرتبط بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل ، ونجاحها وطنيا مرتبط بالتقدم بخيار حل الدولتين . السلطة والقيادة الفلسطينية حتى الآن غير قادرين أو مترددين في تجاوز هذه الاتفاقات نحو دولنة السلطة ، بل يقول الرئيس أبو مازن نفسه أنه لم يعد من الممكن تطبيق خيار حل الدولتين بسبب الممارسات الإسرائيلية ، وبعض المسئولين فن المنظمة وحركة فتح باتوا يتحدثون علنا عن خيار الدولة الواحدة .
بقاء السلطة على حالها وبقاء العلاقة بينها وبين إسرائيل محكومة باتفاقات أوسلو ومقيدة بالتنسيق الأمني وبالبروتوكول الاقتصادي ، وبقاء منظمة التحرير وحركة فتح على حالهما دون تجديد المؤسسات والنخب لن يخدم إلا إسرائيل وستكون السلطة ومنظمة التحرير بكل فصائلها وعلى رأسها حركة فتح شاهد زور على ضياع الضفة بالكامل ودفع قطاع غزة نحو خيارات غير وطنية .
ضمن سياسة التضليل أو التهويل الساذج نسمع من يقول بأنه في حالة انهيار السلطة سيحدث فراغ ستملؤه حركة حماس أو داعش ! وهناك من يقول بأن فشل حل الدولتين وانهيار السلطة سيؤدي لإعادة الضفة للأردن !! وفي ظني هذا قول غير واقعي وغير برئ في نفس الوقت . فبالنسبة لحركة حماس أو داعش ، فإن الوضع في الضفة غيره في قطاع غزة وإن كانت إسرائيل خرجت من داخل القطاع وسكتت عن سيطرة حركة حماس عليه واستمرارها بحكمه فذلك لأن إسرائيل قدمت القطاع لتأخذ الضفة والقدس وهما في نظرها جوهر وقلب الدولة اليهودية التاريخية والموعودة أما قطاع غزة فمجرد حالة أمنية ، وبالتالي لن تسح إسرائيل لحركة حماس أو غيرها بأن تتواجد في الضفة الغربية أو تحل محل السلطة وحركة فتح ، وحركة حماس نفسها تعرف هذه الحقيقة وتتصرف على أساسها .
نفس الأمر بالنسبة للقول بإعادة الضفة للأردن . صحيح أنه قبل بداية عملية التسوية وحتى في مؤتمر مدريد كانت مراهنات أن تُعيد إسرائيل الضفة أو أجزاء كبيرة منها للأردن وكان الأردن يعمل على هذا الأساس ، ولكن ما جرى على المسار التفاوضي الفلسطيني وبعد توالي الحكومات اليمينية في إسرائيل والتحول داخل المجتمع الإسرائيلي وتواصل عمليات الاستيطان والتهويد لم يعد في الوارد عند إسرائيل ان تُعيد الضفة للأردن أو لأية جهة اخرى ، والمملكة الأردنية نفسها باتت اليوم مقتنعة بهذا الأمر وأقصى ما تطمح له أن يكون لها أشراف ولو رمزي على الأماكن المقدسة ، أو نوعا من التقاسم الوظيفي حول السكان وليس الأرض .
مع افتراض انهيار السلطة القائمة برئاسة الرئيس أبو مازن فلن تعلن إسرائيل إعادة احتلال الضفة بل ستقوم بضمها رسميا أو ضم الجزء الأكبر منها وتترك ما تبقى لسلطة شبيهة بروابط القرى أكثر تجاوبا مع شروط إسرائيل ، وللأسف يوجد من هو مستعد للقيام بهذه المهمة حتى من بين الذين يزايدون على الرئيس أبو مازن ويتباكون على السلطة .
في حالة انهيار السلطة فلن تسمح إسرائيل بعودة الوضع في مناطق السلطة إلى ما كان عليه قبل احتلالها ، بسبب التطورات التي طرأت على الأرض طوال خمسين سنة من الاحتلال ، كما أن إسرائيل لن تتحمل مسؤولياتها كدولة احتلال مما يلزمها بتطبيق مقتضيات القانون الدولي ويسقط الشرعية عن الاستيطان وعن كل ما أقدمت عليه من اعمال استيطان وتهويد وتغيير معالم ، وحتى قطاع غزة لن تعود علاقته بمصر إلى الحالة التي كانت قبل حرب حزيران .
وعليه وفي حالة انهيار السلطة و فشل مشروع التسوية القائم على حل الدولتين لن تنتهي القضية الفلسطينية ولن يكون الوضع سوداويا كما يروج ويُخوف البعض ، بل سيعود الفلسطينيين لحالة حركة التحرر الوطني ويمارسوا حقهم بمقاومة الاحتلال والشرعية الدولية تعترف لهم بهذا الحق , وان نعود لحالة حركة تحرير وطني أفضل من الحالة الملتبسة الراهنة التي تمنح إسرائيل الغطاء لاستكمال مشروعها الاستيطاني بينما يتحمل الفلسطينيون والجهات المانحة تكلفة الاحتلال .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة فتح أمام منعطف مصيري
- الإرهاب : من تفجيرات الملك داوود إلى تفجيرات بروكسل
- شبهات حول تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحرا ...
- مراجعات حركة حماس بين التكتيك والإستراتيجية
- البديل الوطني لاتفاقية أوسلو وتوابعها
- التضليل في خطاب (الحرب على غزة)
- الخوف على السلطة من السلطة
- المصالحة وعلاقتها بالانقسام والتسوية السياسية
- السياسة ما بين (فن الممكن) وفن (مراكمة الإنجازات)
- الحاجة لمصالحة تاريخية بين المثقفين والسلطة
- استشكالات الهوية والانتماء في الخطاب السياسي العربي الراهن
- الفلسطينيون بين جلد الذات وتضخيمها
- حق الدفاع عن النفس ليس حكرا على إسرائيل
- الشروط الذاتية والموضوعية للمصالحة الفلسطينية
- الأزمة في سوريا تكشف بعض خفايا (الربيع العربي)
- سر حركة فتح الذي لم يدركه الآخرون
- غزة ليست للبيع وليست حديقة خلفية لأحد
- الفلسطينيون وتراجيديا الغربة والسفر
- تفكيك الأوطان وتشويه الأيديولوجيات الجامعة
- نعم للسلطة ولكن أية سلطة ؟


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟