أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابراش - حول جدلية السلطة والمعارضة














المزيد.....

حول جدلية السلطة والمعارضة


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة عالم مُرَكب ومعقد ، فيها من الصراع على المصالح والقوة بكل تجلياتها والقانون بكل مدارسه وتوظيفاته وشططه ، بقدر ما فيها من الأيديولوجيا والشعارات والمبادئ ، واليوم فإن السياسة القائمة على المصلحة والصراع والقوة أكثر حضورا حتى وإن وظفت خطابا أيديولوجيا كالسلام أو الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية أو الدين . هذه السياسة الواقعية والعملية أكثر ارتباطا وتجليا في سلوك السلطة السياسية الحاكمة ، حزب كانت أم نخبة , ديمقراطية أم دكتاتورية ، شرعية أم غير شرعية ... ، أما الأيديولوجيات والشعارات والمُثل العليا فهي أكثر حضورا عند قوى المعارضة .
لا يعني هذا بالضرورة أن الذين في السلطة يفتقرون للمشروعية والمبادئ وشريرون بطبعهم ومجردون من القيم والأخلاق ، ومن هم في المعارضة طيبون بطبعهم ومؤمنون بما يطرحون من ايدلوجيات وشعارات وبما يروجون من مبادئ . غالبا يكون الموقع والمسؤولية سببا في الاختلاف في المواقف والسلوكيات .
الذين في السلطة وُضِعوا على المحك العملي وتقع على عاتقهم مسؤولية تسيير أمور الشعب و الدفاع عن مصالحه العليا ، هذا الموقع يفرض عليهم التعامل بقضايا شعبهم مع العالم الخارجي وإعطاء إجابات عن كل القضايا المطروحة بما هو متاح من إمكانيات حيث يتصرفون على قاعدة (السياسة فن الممكن) ، وبالتالي يكونوا معرضين للخطأ والصواب واتخاذ إجراءات وقرارات قد لا يرضى عنها الشعب أو لا يتفهمها ، هذا ناهيك أن مغريات السلطة قد تدفع بعض مكوناتها للتصرف حسب ما تمليه مصلحتهم الخاصة الشخصية والحزبية و لو على حساب المصلحة الوطنية .
أما قوى المعارضة فحيث إنها لا تمارس السلطة فعليا ولا تقع عليها مسؤولية تدبير أمور الشعب وتوفير متطلبات الحياة اليومية و ليست مضطرة للتعامل مع العالم الخارجي سلما أم حربا حسب ضوابط وشروط الشرعية الدولية والقانون الدولي ، وليست مضطرة للإجابة والتجاوب مع المشاكل التي تنتج عن التعامل مع العالم الخارجي إلا بخطاب نظري إن رغبت بذلك ، فإنها لا تتورع عن طرح شعارات وأهداف كبيرة ، مُسفِهة للسلطة وسياساتها ومُقلِلة من انجازاتها ، لذا تبدو للناس العاديين أكثر طهرية وبراءة ومصداقية ، فتحظى بشعبية أكبر .
لكن عندما تصل المعارضة إلى السلطة فأنها تُوضع على المحك العملي وتبدأ بالتصرف كحزب سلطة ، فتتغير المواقف والسياسات ويتغير السلوك والمظهر لأشخاصها حتى على مستوى اللباس والسكن ، وبعد حين من الزمن تبدأ بفقدان شعبيتها حتى في صفوف أنصارها الذين أوصلوها إلى السلطة ، فتأتي قوى معارضة جديدة لتحل محلها في ميدان المعارضة ، وهكذا دواليك تستمر الحياة السياسية ما بين سلطة ومعارضة .
الدول والمجتمعات تحتاج للسلطة بما تمثله من قوة قهرية تفرض القانون وتنظم أمور المواطنين وتحافظ على التكافل والانسجام والاندماج بين مكونات الشعب بالإضافة إلى دورها في الدفاع عن المصلحه الوطنية والتعامل مع العالم الخارجي حتى مع الأعداء ، أيضا تحتاج الشعوب للمعارضة لتراقب ممارسات السلطة وتحد من غلوائها وتدافع عن القيم والمبادئ الكبرى للأمة وتروج الثقافة والثوابت الوطنية عند الجمهور ، ومن هنا تأتي مقولة (لو لم تكن المعارضة لخلقناها ) .
في الأنظمة الديمقراطية يتم حل الإشكالات الناتجة عن هذه التعارضات ما بين السلطة والمعارضة في إطار القانون والتوافق المُلزِم على الثوابت والمرجعيات الوطنية وعلى قاعدة التداول السلمي للسلطة . أما في دول العالم الثالث وخصوصا الدول العربية حيث الدولة الوطنية حديثة العهد وتعيش أزمة تكوينية والمواطنة فيها ضعيفة و انتماءات ما قبل الدولة من اثنتية وطائفية أكثر قوة وتأثيرا أحيانا من الدولة نفسها ، ومن هم في السلطة لم يصلوا لها في الأغلب عن طريق الانتخابات بل ورثوا السلطة أو استلبوها عن طريق الانقلابات ، بالإضافة إلى ضعف إن لم يكن غياب الديمقراطية ،مؤسسات وثقافة .
لكل ذلك فإن الفجوة ما بين السلطة والمعارضة تكون كبيرة ، ولا تقتصر الاختلافات حول البرامج السياسية والاقتصادية بل تتجاوزها للاختلاف حول الثوابت والمرجعيات الوطنية ، مما يؤدي لانتشار علاقات عنف بينهما ورغبة كل طرف في إقصاء الطرف الثاني من المشهد السياسي موظفا خطاب التخوين والتكفير بدلا من البحث عن قواسم مشتركة تؤسس لشراكة سياسية ، وإن حدث تداول للسلطة فعن طريق الانقلابات والثورات غالبا .



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة فوضى وليس مجرد انقسام سياسي
- ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟
- حركة فتح أمام منعطف مصيري
- الإرهاب : من تفجيرات الملك داوود إلى تفجيرات بروكسل
- شبهات حول تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحرا ...
- مراجعات حركة حماس بين التكتيك والإستراتيجية
- البديل الوطني لاتفاقية أوسلو وتوابعها
- التضليل في خطاب (الحرب على غزة)
- الخوف على السلطة من السلطة
- المصالحة وعلاقتها بالانقسام والتسوية السياسية
- السياسة ما بين (فن الممكن) وفن (مراكمة الإنجازات)
- الحاجة لمصالحة تاريخية بين المثقفين والسلطة
- استشكالات الهوية والانتماء في الخطاب السياسي العربي الراهن
- الفلسطينيون بين جلد الذات وتضخيمها
- حق الدفاع عن النفس ليس حكرا على إسرائيل
- الشروط الذاتية والموضوعية للمصالحة الفلسطينية
- الأزمة في سوريا تكشف بعض خفايا (الربيع العربي)
- سر حركة فتح الذي لم يدركه الآخرون
- غزة ليست للبيع وليست حديقة خلفية لأحد
- الفلسطينيون وتراجيديا الغربة والسفر


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابراش - حول جدلية السلطة والمعارضة