يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 5204 - 2016 / 6 / 25 - 23:48
المحور:
حقوق الانسان
السعودية وحقوق الأنسان
ليس من دولة عربية أسلامية ، وعلى مستوى العالم أجمعه ، تنتهك حقوق الأنسان ، كالمملكة العربية السعودية ، فهي التي تقطع الرؤوس في الساحات ، وتجلد ، وتقطع الأيادي ، وتكمم الأفواه ، وتصادر الحريات ، ولا تحترم الرأي الاخر ، فلا حرية في الأعتقاد الديني ، مخالفة قوله تعالى " لكم دينكم ولي دين " / سورة الكافرون ، وقوله " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي "/ سورة البقرة ، دولة تبغي كتدخلها في اليمن والبحرين .. ، تتزعم التطرف منذ أيام حرب أفغانستان 24 ديسمبر 1979 – 15 فبراير 1989 ، بأرسالها المجاهدين لاخراج الروس ، كما هي النواة لمعظم المنظمات الأرهابية ، والسبب الرئيسي في نشوء القاعدة ، ومن رحمها ولد الكثير من المنظمات المتطرفة .. وصولا الى أبنها البار داعش ! الدولة الوحيدة بالعالم التي تحرم سياقة المرأة للسيارة ! الدولة التي لديها شرطة دينية – رجال الحسبة / مثل داعش ، تراقب الناس ، تسمح وتحرم تقر وتمنع .. على حسب معتقدها الأكثر تطرفا أسلاميا - المذهب الوهابي ، دولة مذهبية طائفية بأمتياز ، تحارب مواطنيها من الشيعة ، كما تحرم بناء الكنائس ، وتمنع دخول المسيحيين لمكة ! .. دولة تدعي بحقوق الانسان ، وهي التي لا تعرف كنه ومعنى هذه الحقوق ، فقد جاء في منشور ل - مكتب الأمم المتحدة لحقوق الأنسان ، أن ( حقوق الإنسان حقوق متأصلة في جميع البشر ، مهما كانت جنسيتهم ، أو مكان إقامتهم ، أو نوع جنسهم ، أو أصلهم الوطني أو العرقي ، أو لونهم ، أو دينهم ، أو لغتهم ، أو أي وضع آخر . إن لنا جميع الحق في الحصول على حقوقنا الإنسانية على قدم المساواة وبدون تمييز . وجميع هذه الحقوق مترابطة ومتآزرة وغير قابلة للتجزئة ) ، فأين المملكة من تطبيق أو نهج أو أتباع هذه الحقوق ، فالمملكة في واد ومنشور حقوق الأنسان في واد أخر .. وددت أول الأمر ان أسرد بعضا مما جاءت به الميديا ، من أفعال فيما يخص المملكة ، وهو أختيار على سبيل المثال وليس الحصر ، ثم سأطرح فيما بعد قراءأتي الخاصة للموضوع : 1. ممارسة الجنس ، جاء بتأريخ 26.09.2015 في موقع عكس السير ، ما يلي ( .. أعلنت الشرطة الأمريكية الجمعة توقيف أمير سعودي في لوس أنجلوس لإرغامه امرأة على ممارسة الجنس الفموي معه في منزله في بيفرلي هيلز . وألقت الشرطة القبض على الأمير “م. ع” بعد ظهر الأربعاء الماضي اثر تلقي مكالمة هاتفية من شهود عيان قرب منزله ، وفقا لما قالته شرطة لوس أنجلوس لوكالة فرانس برس . وقضى الأمير ، الذي يبلغ من العمر 28 عاما ، ليلته في السجن قبل أن يطلق سراحه الخميس بكفالة قدرها 300 ألف دولار . وقال شهود عيان إنهم شاهدوا امرأة تنزف دما وتطلب المساعدة بينما كانت تحاول تسلق الجدار الذي يحيط بالمنزل ، وفقا لصحيفة لوس أنجلس تايمز .. ) . 2 . تجارة المخدرات من قبل العائلة المالكة ، فقد جاء بتأريخ 26.10.2015 في موقع مصر العربية ، مايلي ( .. قامت الأجهزة الأمنية اللبنانية الاثنين ، القبض على أمير سعودي يهرب المخدرات في مطار بيروت الدولي . وأعلن مصدر أمني لبناني ، أن أمن مطار بيروت الدولي ، تمكن من توقيف الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز المنتمي إلى العائلة المالكة ، وبحوزته حبوب مخدرة .. ) . 3. دعم الارهاب والتطرف ، فقد جاء بتأريخ 18.03.2014 بموقع BBC ( " الدعم السعودي للجهاديين " و " مشاهدات من يبرود السورية " " والأخطاء الفادحة في ليبيا " من أبرز الموضوعات التي جاءت بين تغطية الصحف البريطانية لشؤون الشرق الأوسط . "هل تشعر السعودية بالأسف على دعمها للإرهاب ؟" عنوان استخدمته صحيفة "الاندبندنت" لتحقيق مطول حول الدور الذي لعبته الرياض في دعم الجهاديين . وتحدث ، التحقيق الذي أعده الصحفي باتريك كوكبرن ، عن غضب أبدته الإدارة الأمريكية على مدار الأشهر الستة الماضية بشأن تصرفات السعودية ودول أخرى في الخليج العربي فيما يتعلق بإمداد وتمويل "أمراء الحرب الجهاديين" في سوريا . ( … 4 . أعدامات بالجملة بمحاكمات صورية ، فقد جاء بموقع BBC بتأريخ 4.12.2015 ( .. حكم بإعدام شاعر ورسام لاتهامه بالردة ، القبض على ثلاثة شبان شيعة حينما كانوا قصر وإصدار حكم بإعدامهم ، بالإضافة إلى تقارير في الصحف السعودية عن إعدام وشيك لأكثر من 50 شخصا . أثار تطبيق السعودية عقوبة الإعدام قلقا دوليا . وعاد سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان إلى الأخبار مرة أخرى منذ يناير / كانون الثاني الماضي حينما جُلد المدون الليبرالي رائف بدوي لاتهامه بالإساءة إلى الإسلام . وفي نفس الشهر ، ظهر تسجيل صادم لامرأة من بورما متهمة بالقتل وهي تصرخ : " لم أقتل " حتى لحظة قطع رأسها بالسيف في أحد الشوارع بالسعودية . وقد نفذت أحكام إعدام على أكثر من 150 شخصا حتى الآن هذا العام ، وهو أعلى رقم تسجله منظمات حقوق الإنسان منذ 20 عاما.. ) .
5. عمليات أغتصاب لمسؤول سعودي لخادمات ، فقد في موقع التقرير المصري بتأريخ 17.09.2015 ( أعلنت الحكومة الهندية أن الدبلوماسي السعودي الذي تتهمه خادمتان نيباليتان باغتصابهما بشكل متكرر في منزله قرب نيودلهي غادر الهند مستفيدا من حصانته الدبلوماسية . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية فيكاس سواروب في بيان الأربعاء " علمنا ان السكرتير الأول للسفارة السعودية ماجد الحسن عاشور الذي يشتبه بانه اغتصب خادمتين نيباليتين غادر الهند " . ولم يوضح المتحدث تاريخ مغادرة الدبلوماسي الذي يحظى بحماية بموجب اتفاقية جنيف حول الحصانة الدبلوماسية . وكانت الشرطة الهندية أعلنت في 9 سبتمبر فتح تحقيق بتهمة “ الاغتصاب والاحتجاز ” بعدما قدمت نيباليتان في الـ30 والـ50 من العمر شكوى بحق الدبلوماسي لاتهامه باحتجازهما في منزله لعدة أشهر والاعتداء عليهما جنسيا مرارا . ) .
قراءتي للموضوع :
أولا ، أن المملكة تتعامل بأكثر من مكيال في موضوع الحقوق ، فهي لا تطبق القوانين على أمرائها ومسؤوليها ، فيما يخص الأنتهاكات التي يرتكبوها ، بينما تكون شديدة العقاب ووحشية الأجراء تجاه شعبها ، وأكبر مثال على ذلك ما أشرت له في أعلاه ، ثانيا ، المملكة تعيش وتحيا وتطبق نصوص كتبت أو أوحي بها أو أنزلت ، سمها ما شئت قبل أكثر من 14 قرنا ، أذن هي تعدوا خارج نطاق الزمن الحالي ! ثالثا ، المملكة لها خطاب موجه للعالم يختلف بكل المقاييس عن خطابها الداخلي ، فهي مثلا داخليا تحارب الكلمة والرأي الحر ، تحارب حرية الأديان والمذاهب ، الوحيدة على مستوى العالم لديها نوعين من الشرطة ، الأول شرطة أمنية والثاني شرطة دينية تكون رقيبة على الشعب بما يخدم نوذجها المذهبي ، والكثير غير ذلك ، أما خارجيا فتدعي ظلما وبهتانا أنها نصيرة التقدم والتحضر ! رابعا ، المملكة علنا لها خطاب ديني مقيت حالك الظلمة ، فخطباءها جهارا يدعون على الأخرين ، اليهود والنصارى ، بالموت والهلاك والطاعون والفناء .. أضافة الى توجه أسلامي وهابي متطرف ، حيث يدعمون أنتشار المساجد والمراكز الاسلامية في كل دول العالم من أجل الأسلمة والتطرف ، وبنفس الوقت تضع جدارا حديديا على أي توجه غير أسلامي في المملكة ، الميديا سعوديا مكممة ، حيث تحتل المملكة المرتبة ١٦٤ من أصل ١٨٠ في مؤشر حرية الصحافة الذي تصدره منظمة " مراسلون بلا حدود " ! خامسا ، المملكة تحكم الشعب نيابة عن الله ، الله الموجود في ذهنهم ، فالملك / خادم الحرمين ، هو ظل الله على الأرض ، ناسين أنهم في جهل مطبق ، حيث أن الله لا ظل له ، وهو لا يحكم بل يعبد ، ألا أذا كان رب السعودية ربا من نوع أخر يحكم ويعبد بنفس الوقت ! سادسا ، أيعقل هكذا دولة أن يكون لها أي علاقة أو حتى بأضاءة باهتة فيما يخص حقوق الأنسان ، وبالرغم من أنها من الدول الثماني التي لم توقّع على الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان عندما اعتمد سنة ١٩٤٨، ولكن نرى من جانب أخر ، أن الدول العظمى كسياسات ومصالح لا زالوا يضعون لها قدرا من الخصوصية على المستوى الدولي ، كنوع من الأرضاء ، وذلك لأن النفط لا زال ينضح في أراضيها !.. فقد جاء بموقع الاتجاه في 26/09/2015 ما يلي / نقل بتصرف ( .. ترأست السعودية لجنة أممية في مجلس حقوق الإنسان حيث انتخب مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف ، السفير فيصل طراد ، رئيسا للجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة . يعد المنصب الجديد هدية ثمينة للرياض في ظل الإنتقادات الأخيرة ، سواء بسبب العدوان على الشعب اليمني و إرتكابها جرائم حرب ، أو بسبب الإعدامات التي حقّقت رقماً قياسياً منذ مطلع العام الحالي . وحاولت السعودية ، إبتداءً ، السيطرة على رئاسة الهرم في حقوق الإنسان ، لكنها إنسحبت من الترشح لرئاسة المجلس ، الذي يضم ٤٧ دولة ، بعد موجة من الانتقادات الدولية ، بسبب سجل السعودية المروع، إلا أن إعلان الأمم المتحدة يوم السبت الماضي رسميا اختيار فيصل طراد لرئاسة مجلس حقوق الإنسان في دورته الثلاثين الذي افتتح أمس الاثنين ٢١ سبتمبر ، ويقول البعض إن هذا الاختيار تم في شهر يونيو الماضي إلا أنه بقي سرا حتى الآن لأسباب غير معروفة ، هذا يدفعنا لمراجعة غيض من فيض الإجراءات السعودية المخالفة لحقوق الإنسان .. ) . وهذا دليل على أن منظومة حقوق الأنسان يستهان بها دون رقيب أو حسيب ! .
خاتمة :
عندما تكون دولة لم توقع على الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان عندما اعتمد سنة ١٩٤٨، ولا تحترم الأنسان بوضعه الأنساني مهما كان نوع جنسه ، أو أصله أو عرقه ، أو دينه ، أو لغته أو... ويصبح سفيرها فيصل طراد ، رئيسا للجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ، أرى بهكذا وضع أن نبحث عن لجنة أو هيئة أخرى لحقوق الأنسان لكي تجلد الهيئة الأولى بكامل طاقمها ، لأن دولة / المملكة العربية السعودية ، السفير فيصل طراد خبيرة بهذا المجال أي الجلد و لا تعرف سوى هذه اللغة .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟