فضيلة معيرش
الحوار المتمدن-العدد: 5199 - 2016 / 6 / 20 - 09:42
المحور:
الادب والفن
كان شاهرا غضبه وتذمره ... شاحنته تشق الأرض دون هوادة وكأنّه أراد
الموت ميتة جندي في ساحة المعركة .
وصل البيت أدار المفتاح تمــدّد على سرير المعاناة ، تماهـت ضحكاتها
المعهودة إليه حاصره عطرها المنبعـــــث من زوايا البيت وصدى صوتها
تذكر أنّه يريد أنْ يلفظها ليستريح منها .
تلك المأساة التّي كانت بعيدة عنه يسمعها من أصدقائه على سبيل التنكت
هاهي تحدث معه ، تنهد ملء وجعه وعزم على إتمام مراسيم الفراق.
هي كانت تتنفس تحت ركام الخيبة .
دخلت بيت أهلها طلبت مسكن وفنجان قهوة مرّ من أختها نوار.
خاطبتها أمّها دون مبالاة : تعودين بوجه لا أعرفه .
تنهدت في سرّها و قالت : قولي متعدد الخيبات ، منكشف النوايا
واستطردت : أوصلني رئيسي في العمل أمين .
ردّت أمّها مزهوة : وذاك العقيم الذّي بدون نفع أين تركته ..؟.
تحرك إحساسها بالذنب وهي تقول : صادفنا في طريقنا لبجاية ...يبدو أنّه
فهم كلّ شيىء .
اكتفت أمّها بالنظر لطرف بوحها وردّت بشيء من السخرية : وأخيرا
قد يرفع قضية طلاق ونرتاح منه .
بعد أسابيع وصلها استدعاء من المحكمة .
كان صوت الفراق يضيق به ، وصوت الزهو يتسع بها وبأمّها المحتفية
علنا بانفصال ابنتها على حدّ قولها : لم تر معه إلا النكد .
في المحكمة كانت خطاه ترسم صورة لخذلان القدر.
سأله القاضي عن قراره النهائي ردّ دون النبش في الأسئلة : اتفقنا سيدي
القاضي .
اكفهرت أوهامه أمام تضليلها وهو الذي كان مأخوذا بجبروتها ، أدرك
تغيرها من خلال لباسها الفاخر ، أحس حينها أنّها عاودت إطللاق
رصاصتين عليه، رصاصة على كبريائه ورصاصة على ثقته ، لمْ يشأ
فتح غرفة أخطائها علاناً .
أجابت دون النظر إليه في شبه همس مؤيدة قراره : اتفقنا سيدي القاضي
بنبرة عارية من الحياء وصله صـــوت أمّها : خطيبك أمين ينتظرنا في الخارج دون النظر إليهما غادر المكان ... دون أن يغادره خبثها .
القاصة : فضيلة معيرش / الجزائر
#فضيلة_معيرش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟