الألم العقيم والحلم المأمول

كافي علي

الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 03:25
المحور: الادب والفن
    

أعرف بأنك كالهواء
لا نملكه، وإن نموت لولاه
أعرف بأنك مخلوق من اللامكان واللازمان
هبط على صحرائي الممتدة في عمق التاريخ
أعرف بأنك طيش المغامرة
طفل القلق
ومهد الجمال
وأجمل ما فيك خاص لانه خلاق ومبدع
واعرف بأنني بيتك المعلق بين الوجود والعدم
بين العقل والجنون
بين الوهم والواقع
فقط تذكر وانت تدخلني بأن تخلع الآخرين
اتركهم خلفك كنعال قديم، مزقته اشواك المغامرة
ثم أدخل لتكون أنس المكان والزمان
...........................
ليس ذنبي بأنني خلقت لأتعلم
لا لأعيش
وليس ذنبي إذا كان رفع الطين
ومساعدة فلاح في حفر بئر لأهل قريته
أحب إلى نفسي من التبرج والتبختر
ومجالسة المنافقين والمتثقفين
ليس ذنبي إذا مسحت دمعة طفل
أمطرت أناملي حنين
ليس ذنبي بأن الحب عندي قلق وثورة
لا استقرار وأسرة
بأني إذا صليت
كانت صلاتي فنون وجنون
ليس ذنبي إذا ذبحت السادة وحررت العبيد
أن أكون قديسة القرية
أو غانيتها
أحدى سيداتها
أو خادماتها
ليس ذنبي إذا جعلتني جسدا للرجم
فرت روحي وصارت مصيبة على رأس الظلم
00000000000000000
شمعة معبد تذوب في أكف المعذبين
ظل لحطاب ليل يعشقه القمر
جسدي تقويم عبادة وحقل للصلاة
نفسي ظلمتها حتى بكت نفسي على نفسي
أنا صوت الريح على أوراق الشجر
أنا همس الحروف في أُذن القدر
أنا الحلم مصلوب بعذابات البشر
ستجمعني الآهات يوما وتنحتني
تمثال رخام عند بوابة القلعة
000000000000000000000
سيأتي اليوم الذي نجلس فيه عند حافة النهر
نتذكر الماضي ونضحك
نغسل أقدامنا بماء النهر من خطاياه
أقدامنا التي دعست بذات النشوة
على القبور وعلى الزهور
على أثداء الأمهات وبسمة الثغور
سيأتي اليوم الذي تمسك بيدي يدك
لنعبر إلى الضفة الأخرى
حيث الشمس
يتبعها القمر
تتحدى السماء بالحب
بالكلمة
بسرٍ خبئناه مثل طفلين تحت الرماد
بعيدا عن عيون الغابة
وآهات شعب
يرأينه الوشايات بعيد
وأراه قريب
السلام على الحب
الألم العقيم
السلام على الحب
الحلم المأمول

#كافي_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل