هذا هو الله الذى عرفناه .وليس اله سامى لبيب ..العجيب

شاهر الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 00:50
المحور: سيرة ذاتية
    

منذ فترة طويلة لم اعلق على مقال للكاتب الفيلسوف الملحد العتيد العنيد سامى لبيب .لعدة اسباب او فلنقل لسبب واحد طالما اعلنت عنه ونوهت اليه الا وهو الاستهزاء والسخرية الفجة التى تنشر فى مواضيعه وخاصة فى السنة الاخيرة او التى من قبلها بواسطة مريديه ومحبيه وهم قلة لكنهم يشوهون جدا المقال والفكر ..والحوار الدائر بينه وبين المؤمنين سواء كانو مسلمين او مسيحيين
ينشر سامى لبيب هذه التعليقات المسيئة بحجة حرية التعبير والنقد وهو يدرك تماما انها ابعد ما يكون عن ذلك ..بل ويصر فى احيانا كثيرة على اعادة النشر رغم حذفها من قبل الادارة لانتهاكها لقواعد النشر فى الموقع .. .الا انه للحق اقول اننى لاحظت فى الفترة الاخيرة بعض التراجع عن هذا والاستياء بعض الشئ من هؤلاء المعلقين . بالاضافة الى حدوث تغيير ما فى فكره اشعرنى معه ان يريد ان يعود الى (لادينى بالفطرة ) فى منتدى الملحدين العرب ..المكان الذى تعرفت فيه على سامى لبيب منذ 7 سنوات ..ودارت بيننا حوارت كثيرة وتعليقات ومقالات حول شنى الافكار والمواضيع فى الفكر الدينى والفلسفى والوجودى

وهذا شئ يحسب له بالتالكيد ..واكد تحليلى هذا كتابته مقال يتحدث فيه عن رحلته نحو الالحاد الايجابى ..طارحا عدة اسئلة .وافكار وتصورات ربما واجهناها جميعا ونحن فى مرحلة الصبا والشباب ..وكتمناها .خوفا او رعبا او تقديسا كما تعلمنا جميعا ..لكنه كما يقول كان اجرأ فكتبها بينه وبين نفسه ثم اعلنها واضحة صريحة ..حتى تحول من لادينى بالفطرة الى سامى لبيب الملحد الايجابى اى الموقن بعدم وجود اله وليس الشاك فى وجوده فقط
استشعرت فى مقاله هذا كما قلت انه بدأ رحلة العودة الى لادينيته واضعا تصورا للاله كما ينبغى ان يكون من وجهة نظره ان كان هناك اله ..باى تصوره هذا على تدبره وعرضه ووصفه للكون الهااائل الاتساع بنجومه ومجراته التى تعد بالمليارات ..والتى تعتبر الارض بالنسبة للهذا الكون المترامى والمتنامى مجرد راس دبوس ان لم يكن اقل .مستغربا ومندهشا ومتعجبا كيف لهذا الاله ان يهتم براس الدبوس ويترك كل هذا الكون معتبرا ان اهتمامه بالمخلوقات الموجودة على الارض وبالانسان بالذات او باتبيائه المزعومون من وجهة نظره ضد النزاهة ...وضد معانى الالوهية كما يفهمه هو ..:

الاله يجب ان يكون غير مهتم ولديه لا مبالاة بما يخلق وبمن يخلق
الاله يتسلى ..يلعب ..يلهو ..يعبث بالكون ..يخلق ..ويترك ..ولا شان له على الاطلاق من منطلق النزااااهة بما يفعل خلقه ابدا
الاله كما يراه سامى لبيب اله مشغول بذاته فقط ..وليس لديه اى صفة على الاطلاق من صفات البشر سوى القدرة على الخلق والابداع فقط ولا شئ اكثر من هذا
اله لا بيهش ولا بيتش
اذن من طين واذن من عجين
وعيون لا يرى بها الا نجومه وكواكبه ومجراته ..غير أبه ولا مهتم ولا مبالى كيف تدار ارضه وما عليها من مخلوقات وبصفة خاصة مخلوقه المتميز ..الانسان .والذى به من الصفات ما ليست عند الاله ذاته كما يرى سامى لبيب
لزوم النزاهة ..والوقار والعزة والاباء والكبرياء .ان يتعالى الاله عن كل شئ ..كل شئ يحدث فيما بين ارضه ..وسماه !!!!

استاذ سامى لبيب المحترم:
لكى يكون الاله اله .بالمعنى الحقيقى والحقانى والحقوقى لمعانى الالوهية كما هى معروفة فى اللغة وفى الفكر وفى القصد وفى الرؤية البصيرية ..لابد حتما ويقينا ومنطقا ان يكون اكثر بكثير جدا جدا من تصورك عن معنى النزاهة والعظمة والكبرياء والتعالى
فمعنى النزاهة ان التنزهه عن النقص .وعن الخطأ وعن النسيان وعن الجهل
وليس من المنطق ومن العقل ان يكون المخلوق اعلى قدرا واكثر واجمل واروع صفاتا من خالقه ..واقصد الصفات المعنوية تحديدا .كالعلم والكرم والرحمة والهيمنة والوعى والادراك ...اما الصفات الجسدية بالصورة التى عليها مخلوقته كلها فهى نقص فى حق الاله
التجسيد نقص فى حق الاله
التصوير والتشبيه نقص فى حق مقام الالوهية
لان كل هذه المخلوقات مركبة ..متوالدة ..متكاثرة ..والله فرد ..لا قبله شئ ولا بعده شئ .احد احد . واحد صمد..لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد

اعلم ردودك والتى خضنا فيها عشرات المرات عن تصوير الله فى الكتب المقدسة وفى القران ..وعن ليس كمثله الشئ وعن التعبير المجازى والبلاغى عن الصفات (وليست مجازية الصفات ذاتها ) وعن محمودية الذات او طلاقتها .وعن الصفات المطلقة والارادة والمشيئة والقضاء والقدر ..خضنا فى هذا كله ولم نصل الى شئ للاسف الشديد بسبب عنادك العنيد ..نعم عناااااد عنييييد
عموما حتى لا نعيد ونزيد .ساطرح هنا شيئان جديدان لتقريب المسافة ..للطرح ليس الا ولسهولة التوضيح للقراء الاعزاء الا وهو
اعتبار ان الله مجرد فكرة
من هم الانبياء
بخصوص اولا
سؤال اطرحه على الجميع بعيدا عن اى دين على الاطلاق سماوى او ارضى:
ما هى صفات الالوهية والربوبية التى تتصور انها من المفترض ان تكون فى الاله والرب كى يستحق ان يكون اله ورب

السؤال الثانى
ما هو معنى النبوة
وما هى خصائصها
وما هو حقيقتهم وحقيقة ادوارههم
وما هى معايير النبوة

ساشرح هنا باختصار مفهوم ما سبق من منظر اسلامى واقصد النبوة .لان صفات الالوهية والربوبية يمكن معرفتها بضغطة ذر على جوجل
اما النبوة فهى حجر الارتكاز لفهم الوجود كله وخاصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


من هم الانبياء
...................
هم من تصافت ارواحهم .وقويت وتعاظمت صفاتهم .حتى تجاوزت حدود ذواتهم واجسادهم ومكانهم وزمانهم وكينونتهم واقوامهم ليصبح تواصلهم مع الحق المطلق والحب المطلق للوجود ولرب الوجود .
.
ولم يكتفو بالكلام والمشاعر القلبية والوجدانية .لا .بل فعّلو هذه المشاعر وهذه الوجدانيات وخاضو اقوى المعارك ضد قوى البغى والجهل والكهان ..غير ابهين ولا مهتمين لما يصبهم ولا ما اصابهم من اذى واتهامات بالجنون والسفاهة والتخريف والهراء . او السعى للسلطة والمال والنساء .او استعباد البشر وافساد اخلاقهم .كما يتصور سامى لبيب
هؤلاء المخرفين ومن يصدقونهم امثالنا يا استاذ سامى .هم انقى واصفى واطهر ما عرفت البشرية عبر تاريخها الطويل
.
هم انصار الحق ..انصار الحب الحقيقى ..حب الخير .حب الجمال ..حب الاحسان ..حب الابداع ..حب المشاركة والايجابية .فى كل معتركات الحياة .حب التواصل مع الاخر .بدءا من اصغرة ذرة فى الكون مرورا بكل مخلوقات الكون وانتهاء باكبر مجرة .ومن بعدها خالق كل هذا جل فى علاه
.
؟هؤلاء هم الانبياء كما نعرفهم فى الاسلام
اما عن الذات الالهية ومحدوديتها او طلاقتها فشئ اخر تماما لا يؤثر بتاتا فى الصفات والقدرات الالهية والربوبية لذا فنحن لا نخوض فيها .
نجد انسان محدود الذات والمكان ..ومع ذلك باوامر منه يبنى دولة ويزرعها . وياتى ببشر فيها يتنامون ايضا واشجار تنمو وتتسع مساحتها ...وهو فى مكانه لا يغادره ...وكل هذا من بذرة واحدة فقط .او عدة بذور .او بعض الادوات والخامات والافراد
.
هذا هو الاله
هذا هو الله الذى عرفناه
اليس البشر ايضا احد مخلوقاته ..فلماذا تريده الا يهتم بهم وهم فيهم نقخة من ذاته ؟؟؟!
فيهم ما ليس موجود فى جميع مخلوقاته
فيهم جميل صفاته..فيهم الوعى والادراك والقدرة على التفاضل بين اختياراته

فى انتظار اعلان لادينيتك سامى كخطوة اولى للعودة اليه
وشكرا لحسن متابعتكم

#شاهر_الشرقاوى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات