أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عدنان قنديل - أحداث البرازيل: هل هي ثورة شعبية ضد الفسّاد أم صراعٍ دوليٍ خفيٍ؟ وهل ستعود روسيف للحكم؟














المزيد.....

أحداث البرازيل: هل هي ثورة شعبية ضد الفسّاد أم صراعٍ دوليٍ خفيٍ؟ وهل ستعود روسيف للحكم؟


ماهر عدنان قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للوهلة الأولى تبدو لنا الأحداث العنيفة التي تعرفها البرازيل، منذ عدّة أشهر، مجرد ثورة شعبية، واحتجاجات جماهيرية ضد فساد حكومي (قضية لاجا فاتو) يتزامن مع فترة ركود اقتصادي حاد تعرفه كامل البلاد، لكن، بالتعمق قليلًا والتغلغل في .المسببات نجد أنها أعمق من ذلك بكثير.

فالبرازيل، والتي تشكل لوحدها نصف مساحة قارة أمريكا الجنوبية، ويعتبر اقتصادها الأقوى في القارة، ومُرشح لكي يصبح من أقوى خمس اقتصادات في العالم بحلول سنة 2025، ويبلغ نسبة الشباب الأقل من 29 سنة حوالي 60 بالمائة من مُجمل عدد السكان، تعيش ما يُمكن اعتباره، صراعًا دوليًا تلعب فيه الأدوات الداخلية أدوار الأرنب بحملها المشعل إلى حيث يبتغيه الطرف الخارجي أن يصل، أي أننا بمعنى أخر لا نستطيع أن نستوعب الأزمة في البرازيل أو في أي دولة أُخرى خصوصًا إن كانت من الدول النامية إلا بالتفتيش عن المستفيد في الخارج وفي الداخل. الصراع في البرازيل، لا يُمكن قراءته من زوايا اليمين واليسار الداخلية فقط، بل امتداده يذهب لما هو أبعد من ذلك، ويصل بحدوده الواسعة إلى .عدة عواصم عالمية أُخرى.

فبعد نجاح تجارب اليمين بالانقلاب على اليسار في عدد من دول أمريكا اللاتينية الأُخرى، أو اقترابه من ذلك كما في .الحالة الفنزويلية، ها هو الدور يأتي على البرازيل لتتجرع من نفس الخلطة التي تُطبخ دائمًا في نفس المخابر على ما يبدو.

فديلما روسيف، من جهتها، تتبع خط اليسار الاشتراكي الديمقراطي، وهو الخط السياسي الذي اتبعتهُ عدةُ دول أمريكية لاتينية منذ بداية القرن الجديد، بما سُميّ بمنظومة "المد الوردي"، التي امتدت لبعض دول أمريكا الوسطى كذلك، وهو نفس الخط الذي اتبعهُ قبلُها شيخها في حزب العمال "لولا داسيلفا"، ذو الشعبية الجارفة في البرازيل، خصوصًا في الأوساط الفقيرة ذو البشرة الداكنة الذين نهض بهم ليتحول بعضهم إلى مصاف الطبقة الوسطى، وأصبح بإمكانهم دخول الجامعات، وتقلد مناصب حكومية، والسكن في أحياء كانت تسمى بيضاء نسبة إلى لون بشرة قاطنيها، ويقدر عددهم بحوالي 35 مليون نسمة.

ورفع كل من روسيف ولولا في سياستهم الخارجية، شعار متعدد الأقطاب، ليس له مركزية سياسية، واقتصادية، واعتمدا منذ توليهما المسؤولية السياسية في البرازيل على استراتيجية اقتصادية مبنية على تأميم الشركات الكبرى، كشركة البترول العملاقة "بتروبراس"، التي كان لها الفضل في النهضة البنيوية والاقتصادية بإكتشافها للكنوز النفطية والغازية قبالة السواحل الأطلنطية في البرازيل. هذه الخطوات بتأميم الشركات الاقتصادية البرازيلية، أزعج الشركات الاحتكارية الكوسموبوليتية الشهيرة، كشركات شل" و"شيفرون" وغيرهما التي لم تأخذ حصتها من الأرباح النفطية، ومن الصفقات المعتادة دومًا في مثل هكذا ظروف في بقية الدول النامية. كما أـن اليسار البرازيلي انفتح على اقتصاد السوق الصينية، وانخرط في مجمع .البريكس الخماسي، وتبنى خطابًا معاديًا للإمبريالية.

وفي ظلّ هذا الانقلاب الدستوري الناعم-إن أمكن تسميته بذلك- والذي تقوده عدد من مؤسسات الدولة، كجزء من مؤسسة القضاة بقيادة القاضي "سرجيو مورو"، وجزء من مؤسسة الرئاسة بقيادة نائب الرئيس "ميشال تامر"، وجزء من مؤسسة البرلمان بقيادة رؤساء مجلس النواب القديم "إدواردو كونا" وخليفته الجديد "فالدار مارانهاو"، وجزء من المؤسسة الإعلامية بقيادة شبكة "رد غلوبو" بقيادة "روبيرتو مارينهو".. تبقى عودة "ديلما روسيف" مفتوحة، لكنها صعبة وشبه مستحيلة، بعد نهاية مدة فصلها من الحكم المقدرة ب180 يومًا (أي 06 أشهر) وفي حال إثبات براءتها من التهم المنسوبة إليها، خلال هذه الفترة، سيُنظم بعدها (حوالي شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل) استفتاء في مجلس الشيوخ للفصل النهائي في قضيتها، وكل المؤشرات توحي على أنه في حال براءتها، سيكون 2/3 من أعضاء مجلس الشيوخ مستعدين لفصلها من الرئاسة بالتصويت ضد عودتها، كل هذه الصعوبات لرجوع "ديلما روسيف" إلى الحكم، زاد عليها تصريحات "تامر ميشال" الأخيرة، التي أشار فيها صراحة إلى برنامجه السياسي الممتد لغاية عام 2019، وكانت هذه الرسالة منه بمثابة تلمّيح منه إلى .استحالة عودة "ديلما روسيف" للحكم مجددًا.



#ماهر_عدنان_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات التمدن: حواري مع عبد الله أبو شرخ حول النظرة الشاملة ...
- الأزمة بين أردوغان وأوغلو.. والإنتقال للنظام الرئاسي الذي لا ...
- حوارات التمدن: حواري مع كاظم الموسوي حول اليسار الديمقراطي.. ...
- حوارات التمدن: حواري مع وفاء سلطان حول: غياب الحوار.... هو ا ...
- حوارات التمدن: حواري مع جواد بشارة حول نمط التفكير الموزع بي ...
- حوارات التمدن: حواري مع علي عباس خفيف حول الديمقراطية، سلطة ...
- ربيع عربي في فرنسا..
- هل هناك صراعاً خفياً بين بلجيكا وفرنسا يستغله تنظيم الدولة؟
- هجمات بروكسل تؤكد قوة تنظيم الدولة..
- هل الغرب متشابه؟
- الجزائر وتونس تدفعان ثمن تهورات المغرب في الشرق الأوسط..
- بنقردان.. طريق -الدولة الإسلامية- إلى -ولاية القيروان- أم طر ...
- في الثلاثاء الكبير.. ترامب سينتصر..
- هل تنجح الهدنة في سوريا؟
- تعقيدات القرن الإفريقي من باديمي إلى أوغادين.. متى الحل؟
- حوارات التمدن: حواري مع رابح لونيسي حول مستقبل الحركية الديم ...
- الحل الليبي.. بين تنفيذ الفرقاء لإتفاقية الصخيرات وتهديدات أ ...
- حوارات التمدن: حواري مع حسقيل قوجمان حول الماركسية الصحيحة ع ...
- تعلموا السياسة الحكيمة في تسيير الأزمات الإقليمية والدولية م ...
- إمكانيات السعودية وإيران الرهيبة التي لا يعلم بها الدجالون..


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عدنان قنديل - أحداث البرازيل: هل هي ثورة شعبية ضد الفسّاد أم صراعٍ دوليٍ خفيٍ؟ وهل ستعود روسيف للحكم؟