أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عدنان قنديل - تعقيدات القرن الإفريقي من باديمي إلى أوغادين.. متى الحل؟














المزيد.....

تعقيدات القرن الإفريقي من باديمي إلى أوغادين.. متى الحل؟


ماهر عدنان قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر القرن الإفريقي أحد أهم مناطق إفريقيا الإستراتيجية من خلال ما يمتاز به من موقع غني بالثروات المعدنية والطبيعية والمائية.. كما أنه يعتبر، من الناحية الأمنية، أحد أكثر مناطق إفريقيا تناحراً، وأكثرها قابلية للإنفجار الذي قد يحصل بطريقة عشوائية وغير متوقعة.. وليس عام 1998 ببعيد، حينما، إندلعت الحرب الطاحنة من أجل منطقة "باديمي" بين إثيوبيا (زيناوي) وإريتيريا (أقورفي)، بعشوائية غير متوقعة، فاجأت حينها المجتمع الدولي بأكمله..
المشكلة في القرن الإفريقي، لا تقتصر على العلاقة المتوترة بين إثيوبيا وإريتيريا، لكن، التداخلات والتشاحنات متواجدة ومتعددة في العلاقة بين كل دول المنطقة تقريباً، وحتى داخل حدود كل دولة، هناك إنقسامات حادة، بين مختلف المناطق والطوائف والقبائل والأعراق، فالعقل المجتمعي في المنطقة لم ينصهر بعد مع مفهوم الدولة الوطنية، التي حاولت فرضها حكومات المنطقة بالقوة (خصوصاً حكومات سياد بري في الصومال، وهيلاسيلاسي وبعده منجستو في إثيوبيا) بعد الخروج من الإستعمار الأجنبي في النصف الثاني من القرن الماضي، ولم يصل النضج الشعبي بعد، إلى مرحلة قبول فكرة الوحدة التي تجمع بين كل أطياف الشعب، والمواطنة البعيدة عن الحسابات القبلية والعرقية الضيقة..
ومن الأمثلة، الأكثر وضوحاً، على التعقيدات العميقة في المنطقة، نستطيع الإستدلال بما حدث سنة 1991، حينما تنبأ معظم المتابعين بأن السلم سيحل في المنطقة بعد سقوط أنظمة الأعداء المتخاصمين، في الصومال (سياد بري) وفي إثيوبيا (منجستو)، يذكر أن إثيوبيا كانت تضم داخل حدودها إريتيريا غير المستقلة حينها، وإزدادت القناعة بالإنفراج في المنطقة، خصوصاً مع إستيلاء "الجبهة الديمقراطية الثورية لشعب إثيوبيا" بقيادة "ملس زيناوي" على الحكم في إثيوبيا، وهي التي ترتبط بعلاقات سياسية ونضالية قوية "بالجماعة الشعبية للتحرير الإريترية" التي يرأسها "أقورفي"، هذا بالإضافة إلى أن "زيناوي" و"أقورفي" ينحدران من نفس القبيلة "التيجراي".. ورغم أن هذه العوامل سهلت وساعدت في مرحلة أولى بإستقلال إريتيريا سلمياً سنة 1993، في مرحلة، عرفت علاقات مميزة بين إثيوبيا وإريتيريا، تزامناُ مع الفوضى الكبيرة التي حدثت في الجارة الصومال بعد سقوط نظام "سياد بري"، والتي حولت الصومال إلى دولة فاشلة وفوضوية..
لكن، شهر العسل هذا، لم يدم طويلاً، بين إريتيريا وإثيوبيا، حيث بدأت المناوشات حينما تم رسم خط الحدود الإثيوبية-الإريتيرية، التي عرفت إدخال منطقة "باديمي" ضمن إطار الحدود الإثيوبية، فبدأت التوترات من طرف إريتيريا بمطالباتها لمنطقة "باديمي"، لتتحول الأمور، وتتطور الأحداث بعدها إلى حربٍ عسكرية قل نظيرها (حديثاً) بين جيشين نظاميين، في عصر حروب الوكالة "البروكسي وار"، مما أدى إلى مفاجأة المجتمع الدولي بأكمله حينها..
ورغم أن الحرب بين البلدين لم تدم طويلاً (سنتين)، إلا أنها أدت إلى خسائر ضخمة عند الطرفين، ومع هدوء جبهة "باديمي" منذ سنة 2000، وإزدياد التدهور الكبير في الصومال.. بدأت مشكلة أخرى في الظهور حول إقليم "أوغادين"، و"أوغادين" تعتبر مقاطعة تابعة لإثيوبيا إدارياً وحدودياً، وقريبة من الصومال عشائرياً وجغرافياً، وتختلف مطالب المتمردين بها، بين من يريد الإنضمام إدارياً لدولة الصومال، وبين طرف أخر يريد الإستقلال التام عن إثيوبيا وعن الصومال معاً، وهذا التيار الأخير المشجع لتحول "أوغادين" إلى دولة ذات سيادة، يبدو أنه صاحب الصوت الأعلى حالياً، تتصدره "جبهة التحرير لأوغادين" التي يتزعمها الأدميرال "محمد عمر عثمان"، خصوصاً، أن الفشل الذي تعرفه دولة الصومال لم يعد يغري الأوغاديين بالإنضمام إليها..
ويبقى عدم الإستقرار السمة الأبرز في المنطقة، حيث من جهة طموحات إريتيريا التوسعية، ومن جهة أخرى رغبات أوغادين في الحكم الذاتي، ومن جهة ثالثة تعطش إثيوبيا للوصول إلى المياه المالحة، أما الصومال تعرف تشتتاً داخلياً عنيفاً حولها إلى دولة فاشلة، وتبدو جيبوتي ذات المساحة الصغيرة الأكثر إستقراراً إلى غاية الأن، رغم التشاحنات الموجودة مع إريتيريا المتهمة بتحريض قوى جيبوتية داخلية.. ومع هذه التأزمات الكبيرة التي تعرفها المنطقة، والحسابات المعقدة، يبدو أن الحل لا يزال صعباً وطريقه يبقى مفتوحاً وطويلاً..



#ماهر_عدنان_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات التمدن: حواري مع رابح لونيسي حول مستقبل الحركية الديم ...
- الحل الليبي.. بين تنفيذ الفرقاء لإتفاقية الصخيرات وتهديدات أ ...
- حوارات التمدن: حواري مع حسقيل قوجمان حول الماركسية الصحيحة ع ...
- تعلموا السياسة الحكيمة في تسيير الأزمات الإقليمية والدولية م ...
- إمكانيات السعودية وإيران الرهيبة التي لا يعلم بها الدجالون..
- يا بوتين نحن أشبالك.. سندكدك خشوم من تلاعب بمصيرنا الواحد تل ...
- إطلاق سراح أوجلان وغلق الحدود مع تركيا ووقف طائرات التحالف ف ...
- لعبة جديدة إسمها -داعش يهدد-.. تعرفوا على الضحايا!
- بين الجنرال توفيق والرئيس بوتفليقة..
- حزب الله فجر الضاحية.. والحريري فجر طرابلس!
- أيمن الظواهري في سيناء..
- إكتشافات خطيرة.. العلويون سُنة وحسن البنا شيعي والعرعور إيرا ...
- الإتفاق السري لمحاربة تنظيم القاعدة بين بندر بن سلطان السعود ...
- أسامة بن لادن لم يقتل ولم يمت.. إنه حي يرزق!
- موت محمد مرسي.. بالمدافع
- نصيحة ألبرت أينشتاين اللتي رفضها بشار الأسد.. وسوريا تنظم بط ...
- أشباه هيتلر وبن لادن في الطريق.. وشارون لن يموت وسيعود مجددا ...
- مونيكا لوينسكي تحل الأزمة السورية.. والقرضاوي يتوعد.. ونصر ا ...
- سوريا الشمالية الممانعة.. وسوريا الجنوبية الديمقراطية!
- الكلاب والأبقار والجرذان والأفاعي.. هم من سيضحك أخيراً في سو ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عدنان قنديل - تعقيدات القرن الإفريقي من باديمي إلى أوغادين.. متى الحل؟