أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عدنان قنديل - هل الغرب متشابه؟














المزيد.....

هل الغرب متشابه؟


ماهر عدنان قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاحظت من خلال متابعاتي لما يكتبه بعض المثقفين العرب، أن كلمة "الغرب" عندهم واسعة ومبهمة، وأنهم لا يفرقون كثيراً لا جغرافياً، ولا سياسياً، ولا ثقافياً، بين غربي وغربي، ولا أحياناً بين غربي وشرقي.. ولا ينتبهوا، مثلاً، لكون روسيا دولة شرقية جغرافياً وثقافياً، مثلها مثل تركيا، وأن الولايات المتحدة أقرب إلى الشرق وأسيا جغرافياً منها إلى الغرب الأوروبي، وذلك من خلال أكبر ولاياتها مساحة "ألاسكا"، وحتى من خلال باقي ولاياتها، وبلغة الأرقام، فإن المسافة بين "ألاسكا" الأمريكية و"سيبيريا" الروسية هي 80 كم فقط، أي نفس المسافة تقريباً بين "دمشق" و"درعا" وأقل قليلاً من المسافة بين "دمشق" و"حمص"..
وحتى وإن قال قائل إن كلمة "الغرب" لها مدلولات سياسية أكثر منها جغرافية، فإن "أمريكا" رغم إقترابها ثقافياً لأوروبا نسبة إلى الهجرة الألمانو-إيرلندية بالخصوص، غير إنها من الناحية السياسية تختلف كثيراً عن أوروبا الغربية، وحتى داخل الدول الأوروبية نجد إختلافاً تاريخياً وسياسياً وعرقياً ..
هناك هوس عربي كبير بكلمة "غرب" و"غربي" و"أوروبي"، ويعتقدون أن الغرب كله متشابه ومتحد في السياسة وفي الجغرافيا وفي التاريخ وفي فرص النجاح كذلك.. ويظن العرب في وعيهم وربما في لا وعيهم، أن سياسة أمريكا هي نفسها سياسة فرنسا ولا تختلف فرنسا في سياستها عن بريطانيا أو ألمانيا.. ويعتقدون أن أي مؤامرة تحصل ضدهم يكون سببها العالم الغربي بأكمله.. ولا أعرف كيف تكونت كل هذه الأفكار الغريبة في العقول العربية؟
"الغرب" لا يتشابه بهذه الصورة الكاريكاتورية التي يصنعها العرب في مخيلتهم.. فالدول الغربية لديها إستراتيجيات مختلفة تسير عليها في سياساتها الداخلية والخارجية.. وحتى داخل كل دولة هناك لوبيات إقتصادية وأحزاب سياسية لكل منها توجهاته السياسية المختلفة..
وخير دليل على ما أقول، نراه يتجسد اليوم من خلال السياسات الغربية في منطقتنا العربية، وخير مثال على ذلك هو ما نلاحظه اليوم في المشهد السوري، حيث تقف "أمريكا" و"روسيا" ضد التقسيم، الذي تطالب به بعض التنظيمات الكردية المطالبة بالحكم الذاتي والمدعومة إسرائيلياً وفرنسياً، وهذا تقريباً ما حصل في بداية القرن الماضي، حينها تصارعت "بريطانيا" و"فرنسا" على الشرق بإستراتيجيات مختلفة، كانت إستراتيجية "بريطانيا" مبنية على المطالبة بالوحدة وعملت على ربط المنطقة تحت راية واحدة تكون هي المستفيدة منها، أما إستراتيجية "فرنسا" كانت مبنية على المطالبة بتفكيك المنطقة لكي تتقاسمها مع "بريطانيا"، لأن ذلك كان يشكل أقصى طموحات "فرنسا" حينها أمام قوة "بريطانيا" المتواجدة في المنطقة والمتوزعة بين مكاتب "الهند" و"القاهرة"، وهذا الصراع بين الطرفين أوصلنا إلى إتفاقية "سايكس بيكو"..
والإختلاف في السياسات الغربية، نراه كذلك اليوم يتجسد في المغرب العربي، من خلال المشكلة الليبية، التي تختلف من خلالها إستراتيجيات القوى الغربية، بين مساند لطبرق، وأخر لطرابلس، ولاحظناها قديماً، وحديثاً، من خلال مشكلة الصحراء الغربية.. حيث وقفت "فرنسا" وبعض الدول الأوروبية مع حليفها الملك "الحسن الثاني" (الذي كان يعتبر المغرب ذو ثقافة وجغرافيا أوروبية)، في حين وقفت الدول الإشتراكية وأمريكا مع مطالب الصحراويين..
هذه بعض الأمثلة، التي تظهر أن كلمة "الغرب" ليست ذات حدود واضحة وبسيطة، بل لها معاني واسعة، يجب أن يعي العرب جيدا ما يقصدوا بها، من خلال تداولها..



#ماهر_عدنان_قنديل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر وتونس تدفعان ثمن تهورات المغرب في الشرق الأوسط..
- بنقردان.. طريق -الدولة الإسلامية- إلى -ولاية القيروان- أم طر ...
- في الثلاثاء الكبير.. ترامب سينتصر..
- هل تنجح الهدنة في سوريا؟
- تعقيدات القرن الإفريقي من باديمي إلى أوغادين.. متى الحل؟
- حوارات التمدن: حواري مع رابح لونيسي حول مستقبل الحركية الديم ...
- الحل الليبي.. بين تنفيذ الفرقاء لإتفاقية الصخيرات وتهديدات أ ...
- حوارات التمدن: حواري مع حسقيل قوجمان حول الماركسية الصحيحة ع ...
- تعلموا السياسة الحكيمة في تسيير الأزمات الإقليمية والدولية م ...
- إمكانيات السعودية وإيران الرهيبة التي لا يعلم بها الدجالون..
- يا بوتين نحن أشبالك.. سندكدك خشوم من تلاعب بمصيرنا الواحد تل ...
- إطلاق سراح أوجلان وغلق الحدود مع تركيا ووقف طائرات التحالف ف ...
- لعبة جديدة إسمها -داعش يهدد-.. تعرفوا على الضحايا!
- بين الجنرال توفيق والرئيس بوتفليقة..
- حزب الله فجر الضاحية.. والحريري فجر طرابلس!
- أيمن الظواهري في سيناء..
- إكتشافات خطيرة.. العلويون سُنة وحسن البنا شيعي والعرعور إيرا ...
- الإتفاق السري لمحاربة تنظيم القاعدة بين بندر بن سلطان السعود ...
- أسامة بن لادن لم يقتل ولم يمت.. إنه حي يرزق!
- موت محمد مرسي.. بالمدافع


المزيد.....




- ما حجم المخاطر الصحية والبيئية بحال قصف منشأة فوردو النووية ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مروحيات هجومية إيرانية
- العراق يدعو لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب
- ما هو الصاروخ -فتاح 1- الإيراني؟
- خامنئي يرد على تهديدات ترامب باستهدافه ويتوعد بأذى للولايات ...
- منشور لعمرو موسى يثير جدلا بشأن انعقاد مجلس الأمن القومي الم ...
- ماهر الأسد.. أول ظهور لقائد الفرقة الرابعة في مقهى شيشة يثير ...
- ما هي القنبلة الأمريكية الضخمة القادرة على تدمير المخابئ الن ...
- التصعيد بين إسرائيل وإيران - خامنئي يرفض دعوة ترامب للاستسلا ...
- ألمانيا.. ميرتس يتعرض لسيل من الانتقادات بسبب تصريحاته -غير ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عدنان قنديل - هل الغرب متشابه؟