أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الطائي - حقد منذ الازل !!!















المزيد.....

حقد منذ الازل !!!


جمال الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حـــِــقــد ٌ منــذ ُ الازل !!!!
يخطىء من يظن ان كراهية عرب الخليج للعراقيين أساسها طائفي فقط ، يعني عداء الفكر الوهابي الذي نشأ وترعرع في هذه المنطقة للمذهب الشيعي ، ربما ذلك صحيح في جزء منه ، ولكن هذا الجزء ليس هو كل الصورة حتما ً.
العداء الذي يحمله هؤلاء للعراقيين وبلا مبالغة هو عداء متغلغل في الحمض النووي لعرب الجزيرة والخليج وأظن جازما ً اِن ّ كرههم للعراق والعراقيين يفوق اية مشاعر حب او كراهية تختلج في دواخل نفوسهم المريضة لأي شيْ اخر. ما نتكلم عنه هنا ، عداء نما وترعرع عبر الاف السنين غذّتـه نفوس مريضة واحقاد سوداء واحساس العاجز ، جاء الفكر السلفي لاحقا ً ليضفي عليه الصبغة الطائفية المريضة . كي نوضـّح الصورة أكثر، لنتصوّر كفتين ، احداهما تحتضن مجموعة بشرية ساعدتها ظروف استيطانها لارض زراعية وتـَـوافرَت لها كافة متطلبات الاستقرار لتـُنشأ اول مستوطنة بشرية انطلق منها اول شعاع للحضارة بمفهومها الواسع ، الدولة والنظام والقانون ومارافقها من اختراعات ، الكتابة والعجلة والنار ، وماسهلته للانسان من وسائل الترفيه كالفنون والرقص والغناء والشعر والنحت والرسم.
في الكفة الاخرى تحتضن ايضا ً مجموعة بشرية استوطنت الصحراء ، حيث لا زراعة وشحة في الماء وصعوبة العيش بسبب اجواءها القاسية مما يجعل الانسان يعيش مبدأ البقاء للاقوى ، فيــُغير على غيره ليسرق منه ما يمكن ان يديم حياته هو .. أي ، لا قانون ولا نظام ولا دولة تبسط حمايتها على ابناءها .. بل مجموعة من الافراد تتصارع لاجل البقاء!
حين تنظر كل مجموعة في هاتين الكفتين للمجموعة الاخرى ، فلابد ان المجموعة الاولى لن تجد في اسلوب حياة المجموعة الثانية ما يستحق النظر اليه ، في حين ستجد الثانية في اسلوب حياة المجموعة الاولى رقيا ً وراحة وحياة لا تستطيع توفريها لنفسها .. فنشأت الكراهية من هذه المجموعة لمن استوطن الارض وعمـّرها وانشأ اولى الحضارات فيها .. ورغم تقدم الايام والعصور ظل هذا الحقد الدفين من عرب الصحراء لبناة الحضارة والانسانية .. وكي لا أطيل اكثر ، ساخذ مثلين فقط لاناس خرجوا بعقلية وحقد عرب الجزيرة على بناة الحضارة في العراق ، يفصل بين كل مثل واخر ثلاثة عشر قرنا ونصف القرن ، وستجدون فعلا ً ان العقلية الجامعة لهؤلاء هي كرههم للعراق والعراقيين عامة وليس لفئة دون اخرى ,
لنأخذ اولا ً الحجاج بن يوسف الثقفي الذي ولد عام 660 ميلادية اي قبل 1365 سنة .ولد الحجاج في الطائف ولما بلغ الـــ 35 من عمره عيــّنه عبد الملك بن مروان على العراق عام 695م واستمر بحكم العراق طوال 20 عاما ً حتى وافته المنية عام 714م ، يظهر مقدار حقده على اهل العراق من خلال ما سار عليه الحجاج من سيرته فيهم على العكس تماما ً من سيرته في اهل الشام ..كان الحجاج دائم السبّ لاهل العراق في خطبه فكان كارها ً لهم اعمل فيهم السيف والتنكيل حتى قيل انه قتل مئات الالاف منهم ( فكان ظلوما ً جبارا ً خبيثا ً سفاكا ً للدماء ) كما وصفه الذهبي بكتابه ، وطوال فترة حكمه كانت خطبه تتناولهم بالسوء فدائما ً كان يذكرهم :
(( ياأهل العراق ياأهل الشقاق والنفاق ... ))
(( فانكم قد اضجعتم في مراقد الضلالة .. ))
هو الذي قال حين خطب باهل الكوفة ( أرى رؤؤسا ً اينعت وحان قطافها ) واكثر في ايذاء العراقيين ، في حين كانت سيرته مع اهل الشام عكس ذلك تماما ً فكان محبا ً لهم رفيقا ً بهم دائم الاشادة بخصالهم والرفع من مكانتهم وكان كثير الاستنصار بهم ومعظم جيشه كان منهم فكان اهل الشام اكثر الناس محبة له واكثرهم نصرة له وبكاء عليه بعد مماته ، وقيل انهم كانوا يقفون على قبره ويقولون رحم الله ابا محمد .. في حين خرج العراقيين محتفلين بموته بعدما ذاقوا طوال عشرين عاما ً منه مرّ العذاب والهوان .هذا رجل خرج من كبد صحراء الجزيرة وتولى امارة بلدين لا ينتمي لهما ، هكذا نقل لنا التاريخ ما كان منه مع العراق والشام !!!!!!
بعد اربعة عشر قرنا ً ، ومن نفس فكر الجزيرة المتطرف وحقدها على الحضارة وبناتها ، وبدعم مالي وبشري منها خرج فكر القاعدة ووليدتها داعش بنات الفكر السلفي السوداوي المتوحش ، في 10 حزيران عام 2014 احتلت داعش مدينة الموصل العراقية وهي مهد واحدة من اقدم حضارات الشرق ففيها مدينة النمرود التي تعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد وكانت عاصمة اشور . وفيها نشأت مملكة الحضر التي تبعد عن مدينة اشور 70كم وتعود للقرن الثالث الميلادي ، بعد اقل من عام احتلت داعش مدينة تدمر التاريخية في سوريا ، استمر احتلال داعش لتدمر السورية حوالي عاما ً كاملا ً ( تم تحريرها قبل بضعة اسابيع ) في حين ماتزال الموصل العراقية محتلة حتى اليوم ،
الان ، التنظيم الذي احتل المدينتين هو نفس التنظيم ، نفس القيادة والطروحات والافكار ، فما فعل في كلتا المدينتين ؟
تقارير الامم المتحدة والهيئات المعنية بالاثار بعد تحرير تدمر السورية تذكر ان نسبة الاضرار في البنية التاريخية للمدينة لاتصل الى 20% وان الاضرار جاءت بسبب القصف المتبادل بين الجيش السوري والارهابيين ، اي ان التنظيم لم يمسّ اثار تدمر بأي سوء بشكل متعمد.
أمــّـا في الموصل العراقية فقد بدأ الارهابيين اولا ً بمتحف الموصل واحالوه ركاما ً لاينفع معها حتى الترميم ، ثم توجهوا للمناطق الاثارية فجرّفوا اثارها الشاخصة ، وهدموا قبور الانبياء في الموصل ولم يكتفوا بحقدهم من حرمان المدينة من كل ارثها و تاريخها الانساني ، فعمدوا مؤخرا ً الى الحفر في اماكن التنقيبات الاثارية ونبش الاثار من باطن الارض وتفجيرها !!!
السؤال هنا : هل الموصل شيعية ؟ الجواب يعرفه القاصي والداني ان الموصل من اكبر المحافظات السنية العراقية ، فلا يبقى بعد اسقاط البعد الطائفي لهذا الحقد في التعامل مع تاريخ هذه المدينة سوى الحقد الجاهلي المتخلف ، حقد البداوة على التحضر حقد التخلف على الرقي حقد اعداء الانسانية على بناة الحضارة ورافعي لواء الانسان.
هذا ما كنـــا نسميــه في صغرنا ( وِليـَــة َ الجبناء ) ، لان الدواعش اجبن من ان يقفوا بوجه العراقيين صنـّـاع الحضارة والتاريخ ، عمدوا الى الحجارة والاثار ليقتصوا منها ويفرغوا فيها حقد ضالتهم وتفاهتهم وهزيمتهم الداخلية ....
جمال الطائي



#جمال_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذوله وين نايمين ؟؟؟؟
- وظائف السيبندية في زمن الديمقراطية
- قيادة قوات المهمشين !!
- الكوميديا السوداء !!!
- عن .. المقبولية الوطنية !!!
- أسامة النجيفي ... الى متى؟؟؟
- نعم يا ( أثيل ) هؤلاء هم الشيعة !!
- قادمون .. قادمون يا نينوى !!
- احموا النساء .. فما لهن ّ رجال ُ !!
- برنامجي الانتخابي ... !!
- أين العدالة .. ياهيئة المساءلة والعدالة؟؟
- على راسهم ريشة ...
- وهب من لا يملك ...
- متّحدون ..ولحاف.. ملاّ عليوي ؟؟؟
- علي ماما وجماعته !!!
- ابتكار انتخابي عراقي جديد !!!
- أيها المغتربون .. انهم قادمون !!!
- الرياضة ، أخلاق .. اتحاد الكرة نموذجا ً !!
- ماذا تسمّون هؤلاء ؟؟
- عندما ( يكذب ) .. الرجال !!!


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الطائي - حقد منذ الازل !!!