جمال الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 01:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألكوميديا السوداء !!!!!
دعوني أستعير وبتصرّف قول الشاعر :
وكم في العراقِ ِ من المـُضحكات ِ # # # ولكنــّه ُ َضحـِكٌ كالبـُكــا ْ
أليس هذا هو حالنا في العراق اليوم ، أليست احوالنا مثيرة للبكاء ، الا نستحق أن يتند ّر علينا الاخرون . لـنستعرض ما يسمــّى بالرئاسات الثلاثة ، ولنبدأ برئاسة الجمهورية التي يبدوا ان الاكراد خصصوها لساستهم الذين حان وقت تقاعدهم كـنوع من مكافأة نهاية الخدمة فيقضي السياسي الكردي السنوات الاربعة ( نائما ً) على كرسي الرئاسة لا يعرف بما يدور حوله . ولمن لا يصدّقني ان يطلــّع على خطاب الرئيس معصوم في الامم المتحدة، يوم اجتمعت كل دول العالم بقيادة اميركا ( حليف الاكراد الاول ) لتشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش ، واسهبت خطابات قادة الدول بوصف وحشية الدواعش وما يتعرّض له الشعب العراقي من ابادة وجرائم ضد الانسانية ، أمــّـا رئيسنا .. .. فقد تحدّث في خطابه عن التنمية والقانون الدولي ، وعن حماية كوكب الارض من التلوّث الغازي وعن دعم غزة واليمن وليبيا ، يعني كاكه معصوم حلم بمنامه ان العراق بخيروالحياة فيه ( كمرة وربيع ) فطالب بحماية العالم من التلوّث وليس حماية العراقيين من خطر الدواعش والتكفيريين ، وان رئيسنا المبجـّل لا يرى ان خمسة ملايين عراقي بحاجة ماســّة ومستعجلة للمساعدات الانسانية ( حسب تقرير الامم المتحدة ) فهو يطالب بمساعدة اليمن وليبيا وغزّة ..أمــّـا العراقيين فلهم رب يحميهم ؟؟؟؟
هذا عن زعامتنا الاولى.. أمــّـا رئاسة مجلس النواب فـــ ( جيب ليل وخـُذ عتابــه ) كما يقولون ... 1700 شاب عراقي قـُــتلوا غدرا ً في تكريت .. و600 اخرون قتلوا في الرمادي بسبب خيانة قياداتهم .. والمئات من شباب الحشد الشعبي استشهدوا ويستشهدون يوميا ً .. عشرات السيارات المفخخة .. نساء عراقيات يـُغتـَـصبن ويتم بيعهن بسوق النخاسة ، وعشرات المدن والقرى والقصبات العراقية تم احتلالها وتشريد ابناءها ومع كل ذلك ، فان أول تصريح لرئيس برلماننا / سليم الجبوري بعد جلوسه على كرسي الرئاسة هو قوله (ان انهاء معاناة السجناء السعوديين في السجون العراقية واتمام عملية مبادلتهم مع السلطات السعودية هي من اولويات البرلمان العراقي ) ... وليذهب العراقيين بشهداءهم ومهجريهم ليشربوا من ماء البحر !!!!
أمـــا رئاستنا الثالثة واقصد مجلس الوزراء ورئاسته ، فهي أشبه بفريق كرة قدم يعرف لاعبيه كل شيء الا لعب الكرة، لاعبونا بلا مهارات ولا انسجام ولا تكنيك يقودهم رئيس فريق جيئ به لسد النقص وملأ الفراغ ليس الا ّ!! سمعنا من الاعلام ان الوزراء الكرد ذهبوا الى عاصمتهم زَ علانين ، وهم بذلك اشبه بالزوجة التي غادرت منزل زوجها زعلانة حتى قبل ليلة الدخلة ، فنحن بعـّـدنا كما يقولون ( اسم الله بالطـُبـَك ) فما الذي زعــّل الاخوة الاكراد ياترى؟؟؟
وسمعنا ان السيد / عمار الحكيم ( كابتن فريق المقبولية ) ذهب الى اربيل ليصالح الوزراء الحردانين ويعيدهم الى بيت الزوجية ولا نعرف ما حدا مما بدا ، لماذا انضمّ الاكراد للحكومة .. ولماذا غضبوا وتركوها.. وعلى أي اتفاق سيعودون..الله ، ومدرّبي الفريقين فقط يعرفون ؟؟؟؟
عشر سنوات منذ السقوط قدمنا مئات الالاف من الشهداء من شبابنا وكهولنا . . من نساءنا واطفالنا .. دُمرّت بنيتنا التحتية المتهرئة اصلا ً ، فـُتحت ابواب الجحيم على العراقيين ، وقادتنا يقولون ان الدول العربية هي من ترفض التغيير في العراق وتساهم بشكل مباشر وغير مباشر بقتلنا حتى بات كل عراقي يعتبر ان له ثأرا ً ودما ً في رقبة السعودية وقطر وتركيا .. وفجأة ،بين ليلة وضحاها ، يتغير كل شيء فالاعداء ما عادوا اعداءا ً وهاهو رئيس الوزراء يقول ان قطر غيــًرت من سياستها تجاه العراق وانها تدعم العملية السياسية فيه ؟ ؟. أمــًـا / ابراهيم الجعفري ( قلب هجوم المقبولية ) ومتحدثها الذي لا يكلّ ولا يملّ فهو يصرّح بعد أول زيارة للسعودية، بان التفاهم على اعلى مستوياته بين ( القيادتين ) وان السعودية تتفهم الاخطار المحدقة بالعراق وتعمل على مساعدتــ ( نـــا ) للتخلص من الخطر الارهابي .. يعني بس نريد نفهم ، مــَن قتلنا طوال عشر سنوات هل هم ملائكة من السماء أم جن من باطن الارض؟
حتى لا نطيل في التحليل فاننا من رؤيتنا للساحة العراقية السياسية نستطيع ان نحدد المجموعات السياسية الانشط على هذه الساحة كما يلي ، هنالك الجماعات التي رفضت التغيير منذ البداية وامتهنت القتل والذبح والتفخيخ أمـــّــا لانها فقدت السلطة أو لاسباب طائفية او تنفيذاً لمخططات اقليمية ، وهذه هي مجموعة ( الذباحين ) ..هناك مجموعة أخرى وصلت للواجهة السياسية بالصدفة وهم أمــّا من المتملقين الوصوليين أو من اقارب بعض القادة او من بطانتهم ومن الطفيليين وأغلب هؤلاء من الجهلة الحرامية اكلي السحت الحرام القادرين على فعل أي شيء.. اكرر أي شيء في سبيل مصالحهم الشخصية.. أمثال هؤلاء يدينون بالولاء الاعمى لمن أنعم عليهم بما وصلوا اليه وأقصد قادة ورؤساء الكتل التي ينتمون لها ، هؤلاء من وصفهم / باقر الزبيدي قبل أيام بانهم ( ينبحون ) ليل نهار .. فهذه المجموعة اذن تسمى مجموعة ( النباحين ) .. وانا شخصيا ً اعتقد ان / باقر جبر رئيس كتلة المواطن البرلمانية حين وصف اعضاء كتلته الواحد والثلاثين في البرلمان بانهم ( كلاب تنبح ) فهو كان يقصد انهم ( أوفياء كالكلاب لسماحة السيد.. ) ولي نعمته ونعمتهم !!! والا فاذا كان رئيس كتلة ( المواطن ) يرى ممثلي هذا المواطن في البرلمان ( كلابا ً ) فكيف سيرى المواطنين اذا ً ؟؟؟
لا أعرف حقا ً سبب حب الساسة العراقيين للحيوانات الاليفة وتشبههم بها ، فهنالك في اقصى شمال الوطن عمد الاخوة الكرد لتأسيس حزب ( الحمير ) ربما لان ( الحمير ) تسير منقادة في الطريق التي يتم تعويدها عليه دون ان تحيد أو تعترض على كبيرها الذي يقودها ، فاذا قال لهم ( اقليم ) قالوا اقليم ، واذا قال لهم استفتاء صرخوا جميعهم : استفتاء ، وغدا ً اذا يقول لهم انفصال سيصرخون جميعهم : امين .. وهذه مجموعة اخرى يمكن أن نسميهم : النهــّــاقين!!!
أمــا أكبر المجاميع واشملها والتي تكاد أن تكون خيمة تنضوي تحتها جميع الكتل والاحزاب والمجموعات العرقية والطائفية الحاكمة فهي مجموعة : الخمــّــاطين او اللــغــّـافين او البلاعّين الذين بلعوا كل ما وصلت له ايديهم من اموال البلاد.. هؤلاء لا قومية لهم ولا طائفة أو مذهب فهم وحدهم القاسم المشترك العراقي الوحيد بين كل اللاعبين العراقيين في ساحتنا السياسية المشؤؤمة !!!
وكما بدأناها شعرا ً فلا ضير أن نختمها شعرا ً ، قبل أكثر من قرن من الزمان ، كتب الشاعر النجفي ( محمد صالح بحر العلوم ) قصيدة يصف فيها الساحة السياسية العراقية والساسة العراقيين جاء في بعض ابياتها :
كم عجب شاهدتـــه ُ ### و مـِـلأ ُ وضعــِـنا عَـجـب
توزن ُ ظـُلما ً بعرة ُ### الكبش ِ بميــزان ِ الذهـــب!!
فاذا كان ساسة ذلك الزمن الذي نتفق جميعنا على تسميته بالزمن الجميل والايام الذهبية في تاريخنا يشبههم الشاعر بـــ ( بعرور ) الكبش ( جميعنا نعرف ما هو البعرور ) فماذا سنسمي اذن ساسة زمننا الاغبر الملتصقين ( بمؤخرة ) العملية السياسية العرجاء ؟ ؟؟
جمال الطائي
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟