الرياضة ، أخلاق .. اتحاد الكرة نموذجا ً !!

جمال الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 09:41
المحور: عالم الرياضة
    

عـُرف عن الرئيس الكوري الجنوبي السابق ( رو مو هيون ) والذي كان يسمى ( الرجل النظيف ) بسبب حسن سيرته ونقاء سمعته ، انه لمــّـا أ ُشيع عن استغلاله لمنصبه وقبل توجيه أي ّ اتهام رسمي له انه فضـّل الانتحار !!
أمــّا وزير الزراعة الياباني ( توشيكا تسو ) فانه قد أقدم على الانتحار قبل ساعة فقط من مثوله أمام البرلمان لمساءلته عن عقود أبرمتها وزارته أ ُثيرت حولها شكوك فساد !!
ويذكر الكثيرين وزير الخزانة الامريكي الذي اتهمته الصحافة بالفساد وعند مثوله للاستجواب امام لجنة برلمانية قدّم الوثائق التي تدحض كل التهم الموجهة له ولكنه قال : أنا أ ُشفق على اطفالي فانهم سيصيبهم العار ونظرة الاتهام ممن حولهم حتى وان برأتموني ، واخرج مسدسه وانتحر امام اللجنة التحقيقية؟؟؟
تذكرت كل هذه الحوادث وغيرها وانا أقرأ عن الطلب الذي تسلـّمه الاتحاد العراقي لكرة القدم للتحقيق معه في البرلمان العراقي ، وللحق نقول فان هناك (حـِمـِل بيكب ) من البلاوي ، والتي تكفي كل واحدة منها لوزير باخلاق الوزير الياباني لينتحر دون لحظة تردد!!
صحيح ان ( ثقافة ) انتحار المسئول الفاسد لم ( تصلنا ) لحد الان مع بركات الديمقراطية المستوردة التي ملأت ( سوقنا ) السياسي ، بل اننا لحد الان لم نتعرف على ثقافة ( استقالة ) المسئول الفاسد ، مهما كانت رائحة فساده تزكم الانوف، والأمــرّ من كل هذا ان المسئول الفاسد والمخطيء عندنا لم يتعرّف بعد حتى على ثقافة ( الاعتذار ) ممن سرقهم وتسبب في أذاهم !!
أنا طبعا ً في مقدمتي هذه لم أكن أتأمل من أحد مسئولي الاتحاد أن يـُقدم على الانتحار بعد كل ما قيل عن المصائب التي عملها هذا الاتحاد والتي ملأت صفحات الجرايد ومواقع الانترنيت حتى بات البرلمان مـُجبرا ً على استجواب الاتحاد بعدما وصلت مصايبه لحد كسر العظم ،وكي أكون اكثر حرفية فانني لم أتوقع من شخص كالسيد / ناجح حمود بصفته ( الحاكم بأمره ) في اتحادنا ألموقرأن يقدم على تقديم استقالته بعد هذا الرفض الشعبي الكبير لما ال اليه حال الكرة العراقية في ظل قيادته لهذا الاتحاد ، الا اننا على أقل ّ تقدير كنا نتمنى عليه بما ( يـُفترض ) أن يحمله من خلق رياضي أن يقدّم اعتذاره للجمهور الرياضي العراقي وللاعلام العراقي لما سببته قيادته للاتحاد من فواجع للكرة العراقية لا نحسد عليها ، ألمدهش انه في ( المؤتمر ) الذي اقامه الاتحاد قبل يومين في احد الفنادق العراقية رفض رئيس الاتحاد ( وبكل صلافة ) الاعتذار من حماهير اللعبة مدعيا ً بانه لم يخطيء حتى يعتذر ، يعني بعد كل ما أصاب كرتنا ومنتخباتنا يرى السيد / حمود ان كل شي بخير وان الدنيا كمره وربيع، بل انه (والمصيبة ) هنا بدأ يعدد لنا انجازاته طوال فترة رئاسته للاتحاد المغدور ، ذكرّني / ناجح حمود بالمعتوه الكبير الذي قاد العراق الى ( ام الكوارث ) وبعد أن واجه شعب العراق وحده جيوش امريكا والحلفاء ، خرج علينا ليقول انه قد انتصر ، بعدما قتل العدوان عشرات الالاف من ابناءنا ودمروا اقتصادنا وصناعتنا وزراعتنا وكل بنانا التحتية خرج المعتوه ليردد ( يا محلى النصر بعون الله )،
أليوم وبعدما صارت ( الكفخات ) تنهال على رؤؤس منتخباتنا في كل مشاركة لنا وبعدما صارت شباك فرقنا تلم ّ الكرات بالدرازن وبعد ان صرنا نكتة تتداولها فرق كانت قبل ثلاثة عقود تصلي لله ان تخرج من لقاءنا بأقل عدد من الاهداف في شباكها، العالم كله يتقدم في تخطيطه وانجازه الا نحن دوما ً الى الوراء مثل .......... ،
كنا في ايام شبابنا المبكر نردد مقولة ان الرياضة ( حب.. وطاعة..واحترام ) وهذه كلها من اساسيات الخلق الرفيع فالرياضة والاخلاق الرفيعة صنوان لا ينفصلان ،ليس التعالي من خـُلق الرياضيين ، ومن حضر مؤتمر الاتحاد شعر بمقدار تعالي رئيس الاتحاد على الصحافة والاعلام بل انه أشار لبعض الاعلاميين باشارات خلت من التهذيب ، ولانه اتحاد فاشل فلا بد ان يكون نتاجه كله فاشلا ً ، ولعل فشلنا بدا واضحا ً في التخبط في التخطيط لمنتخباتنا بل وحتى في اختيار مدربي تلك المنتخبات وادارييها ولعل خير دليل سأسوقه هو منتخب الناشئين العراقي الذي لم ّ في ثلاثة مباريات ( درزن ) من الاهداف في مرماه ورغم اننا لم نكن نطمح ان نغلب اي من هذه الفرق التي لاعبناها الا اننا كنا نتمنى على الاقل ان يظهر لاعبونا بمستوى يرضينا ، والمصيبة مدير هذا الفريق الذي لم نسمع له اي انجاز يوم كان لاعباً رأيناه قبل السفر يهاجم الاخرين ويقلل من امكانياتهم ويتوعدنا بمنتخب عملاق ، وحينما عاد وفي جعبته درزن من الاهداف أطل ّ علينا بنفس الصلافة ليقول لنا ومَن نحن حتى نظن اننا يمكن ان نقف ندا ً امام الفرق الكبيرة ؟؟؟
أما مدرب منتخب البراعم / سعد هاشم فيكفي ( الفضيحة ) التي اثارتها عليه احدى الفضائيات حين قدمت احد اللاعبين اللذين استبعدهم من الفريق لان أبوه ( لا يدفع ) للمدرب؟؟؟
ألمدرب المذكور حينما أتصلت به الفضائية وكان اللاعب وأبوه في الاستوديو ، تكلّم بمنتهى التطاول على الاعلام وعندما طلب والد الطفل التكلم معه ، قال المدرب المربي ان القافلة تظل تسير والكلاب تعوي واغلق الهاتف بمنتهى قلة الذوق رغم انه لم يخبرنا الى اين تسير قافلتهم ياترى؟؟
هذا عن منتخب البراعم اما الاشبال فيكفي ما قاله مدرب منتخب الاشبال / طالب جلوب الذي اتهم / ناجح حمود بانه ( تعمــّد ) خسارة العراق في البطولة الاسيوية وهذه تهمة عظيمة لم نسمع السيد / ناجح يكلّف نفسه بالرد عليها ، اما المنتخب الوطني وكم ّ المشاكل التي تواجهه فيكفي ما قاله اللاعب المغترب/ أحمد ياسين ان مدرّب المنتخب / حكيم شاكر يستخدم ( الفيس بوك ) في تدريب الفريق وانهم لم يسمعوا بحياتهم بمدرب يستخدم الكلام فقط في التدريب دون أي وسائل علمية وحديثة مما وصل اليه علم كرة القدم ، وربما كان اسلوب التدريب العجيب هذا هو ما دفع السيد / حكيم شاكر الى استبعاد اللاعبين المحترفين في اوربا من صفوف المنتخب لانهم وبكل بساطة لا يمكن أن ( يستوعبوا ) مدرسة حكيم شاكر التدريبية؟؟؟؟
من المؤكد ان امام لجنة الرياضة والشباب البرلمانية ( كم ّ هائل ) من الاسئلة التي يجب توجيهها للاتحاد العراقي لكرة القدم نرجوا من الله مخلصين أن يحصلوا على اجابات شافية لها ، لا ان يصيبهم وجع الراس الذي اصاب من حضر المؤتمر الصحفي لناجح حمود دون أن يفهم شيئا ً مما جاء ليسأل عنه!! ، وعلى ذكر المؤتمر الصحفي للاتحاد الذي حضره رئيس الاتحاد وأعضائه الذين لم ينبس احدهم بكلمة واحدة ( في حضرة السيد الرئيس ) فقد سألت احدى الفضائيات السيد / كامل زغــّير لماذا كنتم ساكتين طوال فترة المؤتمر وتركتم الحديث لناجح حمود وحده ؟؟ ، أجاب / زغيــّر :من المتعارف عليه ان كل مؤسسة في الدولة عندما تتواجد أمام الرأي العام فمن التقدير ان يتكلم رئيسها ، وضرب مثلا ً ان رئيس الوزراء هو من يتكلم عن سياسة الدولة ، طبعا ً لن أناقش في هذا التفسير العجيب غريب ولكن استوقفتني طـُرفة مقارنة ناجح حمود كرئيس وزراء العراق فيبدوا ان الجماعة في الاتحاد يعتبرون نفسهم فعلا ً ( جمهورية ) مستقلة عن الدولة العراقية ، ويبدوا ان / حمود هو رئيسها الفعلي والوحيد ....... !
يـُقال في امثلتنا العاميــّه ان أي وليد يأتي للحياة امــّا يجلب الخير أو الشقاء لأهله ، وربما ( لا سمح الله ) يكون سببا ً لمرض أو نزيف لوالدته يودي بحياتها بعد فترة وجيزة من ولادته وربما يموت الوليد بعد ولادته بسبب مرض أو نقص خلقي ، شيء من هذا هو ما حصل مع ولادة اتحاد الكرة العراقي ، فالاتحاد ولد مريضا ً ومشوّه خلقيا ً ،بل الحق نقول انه ولد ميتا ً ، والمصيبة انه في ولادته فقد اذى امه التي انجبته واقصد هنا الكرة العراقية التي تدهور حالها يوما ً بعد يوم منذ ولادتها لهذا الاتحاد ، قبل أيام قال الاخ العزيز / فالح حسون الدراجي ان الاتحاد العراقي ميــّت والشرع المقدّس لا يجيز ضرب الميت ، وانا اقول اليوم ان اكرام الميت دفنه ، فلندفن هذا الاتحاد ونخلص من غصــّة ولادته المؤلمة ونتفرّغ لعلاج الام التي اوهنتها واذتها الام الولادة وما بعدها
فاذا ولد الطفل ميتا ً فلنحاول على الاقل انقاذ الام ، وهي ان صحــّت وعادت الحياة في شرايينها فانها ومن المؤكد ستنجب لنا اتحادا ً قويا ً صحيحا ً معافى لا يشكو من مرض ولا فساد.....


المهندس / جمال الطائي

#جمال_الطائي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات