يعقوب زامل الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 16:57
المحور:
الادب والفن
ما بين الحمى
وبين التوقِ
مجيءٌ لا يُمسك.
يأخذك بحارُ الليل
صوت للتغريب
وهدهدة لربو الموج،
ويدب، كما عصفور الشكِ.. بطئكِ
يلوث جنحيكِ بطين الأشياء.
مسكونٌ بجنون الوحدة، تعبدكِ
يوّشمكِ التيه.
عيناكِ سربِ يمامٍ،
وفمٌ ينفث زرقة رئتيكِ
وما يُغّبُّر فيكِ
كشواء الخبز لتكرار الجوعِ.
محاطٌ تمطيكِ بالجذوةِ
وصغارُ الأناة بليلٌ ذبولكِ
طقسُ غريق لا يتقن فن العومِ.
في هذا الشكِ المشروخ
يحملكِ رب الغربة لروح الليلِ
تتخللُ أصابعه
مفاتيحاً بشقوقِ اللثاتِ..
لزق الخمرِ بغابِ ثناياكِ،
وتُسميّنَ النأي صعودُ
وتنغيم التطريب هبوطُ
وتجنين بالمبضعِ
يُشرّطكِ بالحمى كما اللبنِ الخاثرِ
ويشهقُ في ريقكِ خبلُ الرمان
يدغدُ لوّن النرجس
روع الفضة فيكِ
وثمار الشمس بغارِ الدملجِ
يُمنيّكِ بطعمِ الحرقةِ
لتكريز حبة مشمش
تقطرُ عسل اللثم
وصبر الليمون
وماءُ الملحِ.
وتنأينَ مُدخّنة بالكيفِ،
ما بين المضغِ
ورحيق الدفءِ
وتغورين كماء الصيفِ
يأكلكِ الياقوت،
وتصيرين حبّة زيتون
نوبة إغماء
ويأخذكِ الأكل!
#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟